الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الثورة غضب ام اكتشاف لواقع جديد

رمضان سيد

2013 / 10 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ان الثورة التي تنجم عن انفجار جماهيري جراء تراكم عقود من القهر والظلم والاستبداد تعبر عن نفسها في العادة وبمباركة من السياسيين باشكال عنفية. من هنا تبدا الاشكالية في الثورة العنيفة. حيث اننا لا نتحدث عن فعل جماهيري وانما عن ردة فعل. فالثورة ليست عمليه واعيه تجري جراء تراكم المعرفة لدى الجماهير بقدرتهم على تغيير طريقة حياتهم وانما ردة فعل ياتي جراء فعل سابق و جراء تراكم الظلم على الجماهير. وعندما تنتهي عمليات الانتقام ويسحق الاعداء المزعومين فان الجماهير تقف في العادة مذهولة امام عدم تغير الامور. ويصابون بالياس احيانا او يعودون الى الشوارع من جديد ضد الزعيم الجديد وهلم جرا.ان السياسيين الذين لا يحملون في جعبتهم اي مشاريع عقلانية لتغيير اجتماعي حقيقي, يجمعون الجماهير من حولهم في العادة من خلال انتقاد خصومهم واظهار عيوبهم ويستخدمون السخط الجماهيري لتغذيتها لتصب في صالح سياساتهم وهم لذلك يروجون الى الرومانسية الثورية والفروسية والشجاعة في قهر وتحطيم الاعداء والفتك بهم بالثورة العنيفة التي يسمونها بالعنف الثوري والغضب الشعبي. ان مثل هذه التوجهات التي تروج لها القوى السياسية الخالية الوفاض والتي تعيش على جهل الجماهير وغضب الجماهير لا تؤدي في العادة سوى الى اغراق الامم في دوامة العنف والدماء. الثورة الصناعية او الزراعية او الثورة في علم الاحياء والفيزياء تعبيرات نستخدمها في العادة في العلوم. حيث ان الالة البخارية ادت الى تغيير نوعي في طريقة الانتاج ومن ثم في طريقة حياة البشر وان المحراث احدث ثورة في الزراعة وان نظرية داروين ونيوتن واينشتاين احدثت ثورة في هذا العلم او ذاك. بمعنى ان تغييرات جذرية مادية قد ادخلت على هذه العلوم لصالح الانسان وتطوره.فما الذي حصل في ثورة البشر على المؤسسات الاجتماعية والسياسية السائدة؟ لماذا لم تُشمَلْ قط بثورات عقلانية علمية باكتشاف طرق جديدة علمية لادارة شؤون البشر فتكون هنالك ثورة واعية بالمعنى العلمي لاجل تغيير طريقة بناء وعمل هذه المؤسسات لصالح الانسان؟ لماذا تركت بدلا من ذلك لتراكمات الغضب والانفجارات والهبات الشعبية لتحطمها وتسحقها ولتعطي الصلاحية لاعادة بنائها بنفس الطريقة القديمة ودون اجراء تعديلات عليها.ان الاشكالية التي تتعلق باستخدام البشر للعنف الثوري ينطلق من ان الثورة كانت تعبير عن استياء جماعي على ما هو موجود وليس تعبير عن اكتشاف جماعي لطريقة افضل للحياة. لذلك فاننا نرى ان الثورة الجديدة في الوعي البشري التي تؤدي الى تغيير رؤية الانسان لنفسه كنوع وكائن عضوي و للثورة كعملية عقلانية للتغيير نحو اقامة حضارة انسانية جديدة ان هذه الثورة في الوعي البشري ستؤدي الى اقامة ثورة اجتماعية تستند الى الاصرار بدلا من العنف والى نشر الوعي والمحبة والاخاء وقيم الخير بين البشر. وستتغنى بالمعرفة والعلم و تؤكد على الحياة والسلم والتفاهم بدلا من الحديث عن العنف والسحق وابادة الاعداء وما الى ذلك من كلمات طنانة. ان الثورة التي تنجم عن انفجار جماهيري جراء تراكم عقود من القهر والظلم والاستبداد تعبر عن نفسها في العادة وبمباركة من السياسيين باشكال عنفية. من هنا تبدا الاشكالية في الثورة العنيفة. حيث اننا لا نتحدث عن فعل جماهيري وانما عن ردة فعل. فالثورة ليست عمليه واعيه تجري جراء تراكم المعرفة لدى الجماهير بقدرتهم على تغيير طريقة حياتهم وانما ردة فعل ياتي جراء فعل سابق و جراء تراكم الظلم على الجماهير. وعندما تنتهي عمليات الانتقام ويسحق الاعداء المزعومين فان الجماهير تقف في العادة مذهولة امام عدم تغير الامور. ويصابون بالياس احيانا او يعودون الى الشوارع من جديد ضد الزعيم الجديد وهلم جرا.ان السياسيين الذين لا يحملون في جعبتهم اي مشاريع عقلانية لتغيير اجتماعي حقيقي, يجمعون الجماهير من حولهم في العادة من خلال انتقاد خصومهم واظهار عيوبهم ويستخدمون السخط الجماهيري لتغذيتها لتصب في صالح سياساتهم وهم لذلك يروجون الى الرومانسية الثورية والفروسية والشجاعة في قهر وتحطيم الاعداء والفتك بهم بالثورة العنيفة التي يسمونها بالعنف الثوري والغضب الشعبي. ان مثل هذه التوجهات التي تروج لها القوى السياسية الخالية الوفاض والتي تعيش على جهل الجماهير وغضب الجماهير لا تؤدي في العادة سوى الى اغراق الامم في دوامة العنف والدماء. الثورة الصناعية او الزراعية او الثورة في علم الاحياء والفيزياء تعبيرات نستخدمها في العادة في العلوم. حيث ان الالة البخارية ادت الى تغيير نوعي في طريقة الانتاج ومن ثم في طريقة حياة البشر وان المحراث احدث ثورة في الزراعة وان نظرية داروين ونيوتن واينشتاين احدثت ثورة في هذا العلم او ذاك. بمعنى ان تغييرات جذرية مادية قد ادخلت على هذه العلوم لصالح الانسان وتطوره.فما الذي حصل في ثورة البشر على المؤسسات الاجتماعية والسياسية السائدة؟ لماذا لم تُشمَلْ قط بثورات عقلانية علمية باكتشاف طرق جديدة علمية لادارة شؤون البشر فتكون هنالك ثورة واعية بالمعنى العلمي لاجل تغيير طريقة بناء وعمل هذه المؤسسات لصالح الانسان؟ لماذا تركت بدلا من ذلك لتراكمات الغضب والانفجارات والهبات الشعبية لتحطمها وتسحقها ولتعطي الصلاحية لاعادة بنائها بنفس الطريقة القديمة ودون اجراء تعديلات عليها.ان الاشكالية التي تتعلق باستخدام البشر للعنف الثوري ينطلق من ان الثورة كانت تعبير عن استياء جماعي على ما هو موجود وليس تعبير عن اكتشاف جماعي لطريقة افضل للحياة. لذلك فاننا نرى ان الثورة الجديدة في الوعي البشري التي تؤدي الى تغيير رؤية الانسان لنفسه كنوع وكائن عضوي و للثورة كعملية عقلانية للتغيير نحو اقامة حضارة انسانية جديدة ان هذه الثورة في الوعي البشري ستؤدي الى اقامة ثورة اجتماعية تستند الى الاصرار بدلا من العنف والى نشر الوعي والمحبة والاخاء وقيم الخير بين البشر. وستتغنى بالمعرفة والعلم و تؤكد على الحياة والسلم والتفاهم بدلا من الحديث عن العنف والسحق وابادة الاعداء وما الى ذلك من كلمات طنانة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام