الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صفعة الحقيقة
محمد صالح
2013 / 10 / 16الادب والفن
قابلها للحظات، وعيناه لا يصدقان ذلك، وعقله لم يستوعب بعد أنه فعلا يقف أمامها، وان يده عانقت يدها، ابتسم لها مخاطبا نفسه : أخيراً تقابلنا كان حلماً وقد حققه الله لي بعد صداقة دامة لأشهر على الحاسوب ..حاول امساك يدها لمدة أطول.. أبعدته .. ظلت تحدق فيه وتستمع اليه وهو يتلعتم في السلام عليها والإستفسار عن صحتها.. كانت تستمع وتبتسم إبتسامة لا معنى لها وعيناها تحدقان في وجهه.. وكأنها تحاول أن تقارن بين ما نقش في خيالها من رسمه، وبين ما تراه الآن أمامها.. وبحركة فيها من رقتها الكثير وفيها من الحسم أكثر رفعت يداها .. مشيرة إليه أن يتوقف عن الكلام ، وعن بث مشاعره كمحاولة منه لحصد ما زرعه خلال الأشهر السابقة .. صمت وكبل أشواقه إليها لكي يستمع إليها ويصل الى معرفة سر جمودها معه ، وسر جفاف نهر حنانها ... لكنها قالت: آسفة لدي محاضرة الآن ... فانصرفت دون ان تضرب موعدا اخر للقائهما.... بلا شك أعجب بها وقيد فؤاده بأغلال فؤادها, وكانت أعز أحلامه هي رؤيتها.
كان ينصتُ لحكاياتها على الحاسوب كطفل تداعبه الملائكة, صدقها عندما تحدثت عن تضحيتها من أجل أصدقاء خانوها، وصدقها عندما سجنتنه بدون رحمة منها بين فكرة الوفاء والخيانة .. صدقها عندما سافرت، وأوهمته بيقين الحلم الذي يطفيء نور الرضا بداخله, صدق أنها كنت مُرغمة على الغياب عن الحاسوب لأيام وأسابيع دون أن تصل أسبابها الى أعتاب عقلبه, كَذب كل أحاسيسه وتجاربه, ووبّخهم من أجل أن تجمعه سماء واحدة وإياها, ولكن كلمة واحدة أسقطتها؟
ألقتها ربما سهوا من عقلها, ثقبت أستار الليل الذي دار في فلكه لشهور طويلة وهدمت جدار الحنين الذي شيده حينما قلت أنها مرحة، وانزجعت من كلمته الأولى، لتغادر الدردشة دون سابق إنذار، تركته وراءها في حيرة تامة متسببة في هدر سعادته وسفك أحلامه, حينها شعر أنه ضحى بالماضي والحاضر من أجل لا شيء
أمله .. كرجل كابر واعتلى جراحه حتى يلمس السماوات, ليس كباقي الرجال .. لا يقبل الإنحناء و يرفض أن يطعَم بالفتات .
وبحركة هادئة من يمينه وهو يتحسس نبضات قلبه، حرك "فأرة" حاسوبه وسحبها من لائحة أصدقائه مخاطبا نفسه:.. لأختصر عليك وعلى نفسي الحكاية يا سيّدتي .... وسكت وأومأ بيديه نحو قلبه، وكأنه يخرِج منه شيء .. ومثَل بأنه أخرجهُ فقال: أترى هذا الذي أخرجتهُ بقبضَتي؟: هذهِ روحك التي كانت معي ترافقني كل لحظة ومكان.... هل تراها؟ فأطلق كفه، وقال:...هذه أمانتك التي كنت تبيعي وتشتري بها القلوب النقية......أحررها، لترجع لك بكل أمانة كما أعطيتني إياها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لبلبة ربنا تاب عليها واتحجبت-???? لما لبلبة مشيت في الشارع
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة