الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عتبة العبور

ربيعة العربي

2013 / 10 / 16
الادب والفن


تجاوزت عتبة العبور و صرت أسابق ظلي، تارة يسبقني و تارة أتركه خلفي... صوت أمي يلاحقني: عودي، لا تبتعدي كثيرا... الشاطئ مكتظ برواده... تابعت الجري دون أن أعبأ بنداءاتي أمي و لا بتوسلاتها. تلاشى الصوت. أنا طفلة و أريد أن أقوم برحلة استكشافية لهذا الشاطئ، الذي أزوره لأول مرة.أمي متعبة و لن تستطيع اللحاق بي. خففت من سرعتي لأتأمل هذا البحر الذي أذهلني بأمواجه، و الشاطئ الذي تمتد رماله أمامي كخارطة طريق ملتوية. التفت إلى الوراء فبدت لي أمي تركض خلفي فضاعفت سرعتي، و صرت كلما قطعت مسافة ألتفت خلفي إلى أن بدت لي أمي نقطة صغيرة تتحرك في غير هدى. أحسست بالتعب، فرميت بنفسي فوق الرمل. أحسست بحرارته تخترق جسدي. تحرقه. بدأت أصرخ: أمي... أمي. سمعت للتو قهقهات أطفال كانوا يلعبون بجانبي، و سمعت أحدهم يقول ساخرا: تنادي أمها و هي في هذه السن. تعالت القهقهات. رماني أحدهم بمرآة التقطها بصورة تلقائية، و تطلعت إلى وجهي. طالعتني ملامح كئيبة لامرأة عجوز أحسست بالرعب، فالتفت إلى الوراء و أنا أصرخ بكل قواي: أمي... أمي. رأيت النقطة الصغيرة تكبر و تكبر، تقترب و تقترب إلى أن اتضحت لي هيئة أمي كانت تسير مهرولة نحوي. اقتربت مني مدت لي يدها تطلعت إليها بعينين دامعتين فرأيت نظرة طفولية لامرأة في عز شبابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة