الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوحٌ في أعلى السلّم

خيري حمدان

2013 / 10 / 16
الادب والفن



كلّما حثثت الخُطى عائدًا لذاتي أجدني تائهًا حتّى الغثيان وأفشل على مدار الساعة بتعلّم دروس الانضباط. هو أنا الرجلُ الذي يعشق الدوران في الحلقات المفرغة، يعرفُ جيّدًا بأنّها تودي إلى منطقة وسطية بعد حين، هي ذاتها التي انطلقت منها شرارة نشأة الكون في رحلته الأبديّة. أحثّ الخطى لأعلن حضوري إلى دوّامة الوعي وقراءة كفّ المستقبل لمعرفة ما حدث في صفحات ماضيّ السحيق، لكنّي ما زلت أراوح مكاني، أخفق بتخطّي العتبة الأولى في أوّل السلّم. يطولُ الطريق يمتدّ لولبيًا إلى الأعلى، وقبل القمّة بقليل أقدّم أضحيتي طواعية، كي أخرج من مجازات الطرد المركزي للظلّ الكامن في ساحات الهزيمة والانتصار على شبح المشنقة والهياكل المتسلّطة.
أجدُ ذاتي عند مدخل منزلك في رحلة العودة ترافقني هواجسُ الإنتماء والأسئلة تتكاثر كما الذباب في موسم الصيف لا ينام. لا أخشى القلق والأرق صديقي وصاحبي منذ أن قابلتك عند العتبات الأولى، ومضينا نحو الأعلى تجاه السحب، فلماذا تراجعت وقد لامست أصابعنا كبد السماء وزرقتها، وبقيت أصارع في أصل الكون الوحدة المطلقة في الفضاء الشاسع، لا رادع اليوم عن جسّ نبض القمر وتقديم الأسبرين والمضادات الحيوية للمريخ كي يتخلّص من حمرته، لا رادع عن ركوب الموجة التالية، موجةٌ عاتيةٌ بحجم قلب المحيط الغاضب دون سبب، هكذا لفرض رأيه وتأكيد حضوره الطاغي. سأركب الموجة التالية سأرتديها ولن أسمح للوحوش المائية بابتلاع ما تبقّى من قوافيّ والعبارات تتراقص أمام المحبرة تكتب ذاتها، تهمس لكِ، تخطّك بأصابعَ تحسنُ ترتيلَ الحياة ولا حياة دونك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة