الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل إنقاذ العراق وشعبه ( الجزء الثالث )

أياد السماوي

2013 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من أجل إنقاذ العراق وشعبه ( الجزء الثالث )
الانتفاض على مؤسسة الفساد في العراق
يعتقد الكثير من المحللين والمتابعين للشأن السياسي العراقي , أنّ إرادات وأهداف ومصالح دولية وعربية تلعب دورا كبيرا في الأحداث الجارية في العراق , وهذا صحيح إلى حد كبير , فالعراق ليس بمعزل عمّا يدور حوله من صراعات وتجاذبات سياسية مرتبطة بمصالح دولية مختلفة , لكنّ هذه الاهداف والمصالح لا يمكن أن تجد طريقها للتأثير دون وجود العامل الداخلي المتمّثل في استعداد القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة بتنفيذ هذه الأهداف والمصالح .
وقد لعب الاحتلال الأمريكي دورا كبيرا في فرز هذا الواقع الذي نعيشه الآن , فالقوى السياسية التي تحكم بقبضتها على مقاليد السلطة , ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه , لولا الدور الكبير الذي لعبه الاحتلال في وضع أسس ما يسمى بالعملية السياسية , فهذا الاحتلال هو الذي أرسى قواعد هذه العملية السياسية , وهو الذي أرسى مبدأ المحاصصات الطائفية والقومية كأساس يقوم عليه الحكم في العراق .
ومنذ اللحظة الأولى التي قبلت بها القوى السياسية العراقية مبدأ المحاصصات الطائفية والقومية , بدأت قصة الفساد المؤسسي في العراق , وهذا لا يعني أنّ النظام الديكتاتوري الدموي السابق كان نظاما صالحا وغير فاسدا , لكنّ فساد هذا النظام كان محصورا بالرئيس وأبنائه وعائلته وعصابته الحاكمة , أما الفساد الذي نعيشه اليوم في ظل هذه العملية السياسية القبيحة , هو فساد آخر لم يشهد له التاريخ مثيلا , فمؤسسة الفساد في العراق أصبحت تضرب بجذورها في كل جزء من مؤسسات الدولة العراقية ووزاراتها , بل اصبحت هذه المؤسسة ( أي مؤسسة الفساد ) أقوى من كل مؤسسات الدولة العراقية , فهذه المؤسسة هي الحكومة وهي البرلمان وهي القضاء وهي الأحزاب السياسية الحاكمة .
ولا بدّ للشعب العراقي أن يعي هذه الحقيقة , فالإصلاح المنشود لهذا الواقع الفاسد لا يمكن ان يمرّ من خلال هذه الاحزاب السياسية الحاكمة الآن , فهذه الأحزاب وهؤلاء الحاكمون هم الفساد بعينه , وهم من يشرعن لهذا الفساد , فمهمة التغيير والإصلاح الحقيقي تبدأ من خلال الانتفاض على هذا الواقع الفاسد , وإزاحة هذه الأحزاب الحاكمة الفاسدة , ولا أضن أنّ الشعب العراقي بحاجة بعد الآن لأدلة إضافية على فساد المؤسسة الحاكمة خصوصا بعد حديث رئيس الوزراء عن أبنه السوبرمان ( حمودي ) .
فالتغيير يبدأ بنا أولا نحن جماير الشعب المحرومة والمهمشة , فمن الإجحاف والكفر أن نعطي أصواتنا مرة أخرى لهذه العصابة الحاكمة تحت أي مسمى , فقد آن الأوان أن نقف وقفة حقيقية مع أنفسنا وضمائرنا , وأن نبرأ ذمننا من المسؤولية الشرعية والأخلاقية الملقاة على عاتقنا , وذلك من خلال رفض هذه الأحزاب الفاسدة وهؤلاء الحاكمون الفاسدون جميعا , والتوّجه نحو انتخاب القوى المخلصة والشريفة والنزيهة من أبناء شعبنا , ولا اعتقد أنّ هنالك اشرف وأنزه وأخلص من التيّار الوطني الديمقراطي الناشي , فهذا التيّار بحاجة لدعم والتفاف كل عراقي شريف ومخلص لوطنه وشعبه , يريد العزّة والرفاه والتقدم لبلده , إدعموا أيها العراقيون أبناء هذا التيّار فهم الفتيّة التي آمنت بربها وشعبها , فلا تخذلوهم لتحلّ عليكم اللعنة .
أياد السماوي / الدنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|