الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمد لله على نعمة الإسلام !

هادي بن رمضان

2013 / 10 / 16
كتابات ساخرة


الجميع متوجهون إلى المسجد, متدينون متعصبون, مسلمون عصاة, اطفال صغار ... فسيفساء جميلة تسخر برائتها من الخطاب الديني المتطرف.
يوم العيد .. يجب ان تكون الخطبة خاصة بهذه المناسبة السعيدة .. فهل سيحدثنا إمام المسجد عن قصة النبي إبراهيم وابنه اسحاق أم سيحدثنا عن الحب والتسامح ! .. هل سيأمرنا بالعطف على الفقراء وان نجعل الأضحية سببا في سعادتهم !

خشخش مكبر الصوت .. صمت الجميع . أطل الإمام ليلقي مقدمته التي يكررها في كل خطبه, ثم أنطلق يدعو إلى التوحيد كعادته [وكأن أصناما كثيرة تحصاره أينما ذهب] ونبذ الاحزاب السياسية والانتخابات الشركية التي تحكم بغير ما انزل الله .. بدأ بالصياح مترحما على عصر الخلافة الذي سقط بسقوط الدولة العثمانية ليترك "أهل الإسلام" يعانون من الفقر والظلم والمذلة [وكأن تاريخنا لا يعرض بافتضاح عدد الخلفاء الذين اذلوا شعوبهم] صدم حين رأى كل السكيرين والعصاة والتاركين لصلاتهم في باحة المسجد ! .. فصاح مرة أخرى : "لقد تحول العيد الى تقاليد ... لماذا تؤمنون بالبعض وتتركون البعض الاخر ... لماذا لا تحكمون شرع الله فيما بينكم ... لماذا تصمتون عن دعاة الديمقراطية والعلمانية ..." انتهت خطبته كالعادة ببعض الأحقاد المذهبية و الشتائم لأمريكا وإسرائيل والغرب الكافر والعلمانيين واليساريين والشيعة ... ثم عاد الجميع مسرورين إلى منازلهم لإستكمال الإحتفال !!

في مكان ما لا يبعد كثيرا عن المسجد, إستيقظ "مراد" ليجد أن الخروف قد ذبح .. تناول بعض اللحم المشوي وعاد إلى غرفته لإجراء بعض المشاورات المهمة جدا !! ثم مالبث ان خرج مسرعا تبدو على وجهه علامات السعادة .. ذهب إلى المطبخ ليحمل نصيبه الخاص من اللحم ثم انطلق الى الغابة القريبة من الحي ليحضر حفلة للشواء وشرب الخمر ...
الأطفال في الشارع يطلقون الألعاب النارية ويتناطحون بقرون أكباشهم ,المراهقون عادوا إلى العالم الإفتراضي , النساء ستسلب حريتهن مدة من الزمن بين المطبخ وجسد الذبيحة...!

في الليل, عاد صديقنا مراد إلى منزله يتلمس الطريق نحو غرفته بصعوبة بعد ان اصابته التخمة ولعبت برأسه الخمرة .. إستلقى فوق فراشه ونظر إلى الحائط مبتسما وكأنه يقول :"الحمد لله على نعمة الإسلام! " ...

هكذا يحتفل قومي بعيد الإضحى الذي أتمنى ان يكون مباركا على أمتنا العربية والإسلامية وان يغفر لنا كل من منعتهم الظروف القاسية من الاحتفال ولم تصلهم يد المساعدة وكل عائلات شهداء الثورة التونسية التي انتهت إلى فشل ذريع نتحمله نحن من صمتنا عن دمائهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب