الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسير عراقي والبحث عن الحرية

عصام عبد الامير

2013 / 10 / 17
سيرة ذاتية


أسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الاول)


كيف اصف لكم حياة أسير عراقي في أيران ما هي الأدوات التعبيرية التي أنقل بها لكم أحساسه شعوره خلجاته آلامه وأوجاعه أماله وأحلامه هل يمكن ان تتصورون ذلك وانا لست بأديب او شاعر حيث لا قدرة لي بأستخدام اللغة بكل ما تمتلكه من أمكانات وقدرات عظيمة لنقل الصورة الى الأخرين بشكل جمالي أبداعي وخلاق حتى تصل الى أعماق النفس الأنسانية لتداعبها وتثيرها وتجعلها تتراصف مع الموقف الانساني الذي اتحدث عنه في هذه السطور بل تجعلها تبكي او تضحك من هول قدرية المشهد كيف اصف لكم شعور وأحاسيس الأسير كيف اجعلكم تشعرون بما كان يشعر او تتلمسون احاسيسه وانا ليس لي القدرة على ان أنقل لكم هذه الخلجات لاني انا الأسير الذي كنت في أيران لمدة ستة عشر عام ومورست بحقي كل اصناف قتل الأحاسيس والمشاعر الانسانية بأبشع صورة كيف يصف الأسير حياته داخل الأسر في أيران وهل يمكن ان توجد حياة مصاحبة للذل والهوان والحصار والتعذيب الجسدي والنفسي كيف يمكن ان يحافظ الانسان على احاسيسه ويصون عقله في ظل عملية تلويث الدماغ وتشويه الفكر وتدمير البنية النفسية والأخلاقية للأنسان.
كيف أصف لكم حياة أنسان عراقي يحيا في العراق وهل هنالك من يحيا في العراق حتى يمكن ان أصور حياته بل الأنكى من ذلك هل هنالك حياة في العراق يتمتع بها الناس حيث يمكن تسجيلها ونقلها الى الاخرين كيف يمكن وقد انعقد لساني عن الكلام وتجمدت اصابعي وعجزت عن الكتابه من مأساة ما يجري في العراق وهل هنالك قدرة او موهبة وامكانية قادرة على وصف ما يجري اين الشعراء انا أدعوهم اين الأدباء اين الموسيقين لينقلوا لكم مايحدث هنا في وطننا أيعقل ان شعب يعيش زمن الحرب منذ عام 1980 الى وقتنا الحاضر ايمكن تصور ان شعب يخوض حرب لمدة ثلاثة وثلاثون عام في القرن الواحد والعشرين كيف يمكن ان يبقى شيء اسمه حياة في مثل هكذا ظروف هل تتصورون المأساة شعب في حرب ثلاثة وثلاثون عام وهو لا يعلم مع من ولماذا هذه الحروب ولأي هدف ولمصلحة من والى متى ستستمر هل له في ذلك اي مصلحة او منفعة او مكاسب يأتي قائد ضرورة مقاتل مغوار يخوض الحروب ثم يأتي اخر يقلد الاول رجال كلا ليس هم بالرجال بل اشباه رجال الحرب التي يخوضوها بالنيابة بكل مذلة وهوان ويجرون الويلات والعذابات على شعبهم كيف يمكن ان انقل لكم هاتين الصورتين التي عشتهما الواحدة تلو الاخرى وليس لدي حيلة لافي أداة التعبير الادبية والفنية من جهة ومن جهة أخرى لم يبقى لي القوة النفسية والعقلية التي اتكئ عليها لأ تحدث لكم عن ما جرى وما يجري لحد الأن في بلد أسمه العراق وبما ان لغتي تجنح الى المادة الفلسفية فسأستمر في كتابة هذه المقالات لعلها تخاطب عقول الناس وليس ارواحهم لأنقل لهم تجربة انسان عسى ان يشاركوه هذه التجربة لأستخلاص حقائق ومفاهيم قد تكون ذات فائدة وجدوى تساهم مع بقية الجهود الخلاقة لديمومة الحياة وإعادة بنائها بشكل جمالي وعادل يرفع العذابات عن عموم البشر ويحقق السلام وحلم الحرية المنشود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب