الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة برسم الضمير والوطنية

دروست عزت

2013 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أسئلة برسم الضمير والوطنية

كيري يُصرح ويشيد ببشار, وبشار يُصَورِخْ على الوطن وعلى المواطن, وهيئة الأمم تدبك على إقاعات الدم السوري, والمعارضة ( الموووعارضة ) السورية تتسول على أبواب الإرتزاق وتتسابق على من يكون الأول لموت سوريا , والوطن يَتدمرجغرافياً وأجتماعياً وإقتصادياً, والشعب السوري يتنازع فيما بينه ويتشوه بشريا ً ويتشرد ويُقتل مجاناً...

والربيع العربي يعم المنطقة شتاءً دمويا ًمن أقصاه إلى أقصاه, وكل زاوية فيها تنقسم على ذاتها, وتبرز فيها كتَلاً ومجموعات هنا وهناك, وأسماءٌ تقسم جغرافية البلد, وتفصل فيما بينها نزعاتها القبلية والدينية والمذهبية والأثنية. ويوماً بعد يوم تزداد شراسة القتل وفعل التدمير وفقدان روح التعايش معاً, ويتغربون عن بعضها البعض بفعل نزعاتها النفعية قبل القبلية , والقبلية قبل الدينية, والدينية والأثنية قبل الوطن, وتَستَرخَصْ عندها أرواح مواطنيها في حساباتها على كفة ميزان ِ نزعاتها الشخصية ومعتقداتها, وفي كل ساعة ٍ تنكشف حقيقة إرتباط المواطن بالوطن, وتظهربجلاء ما صلة الربط فيما بينهما, التي كانت تحت هيمنة دكتاتورية السلطة وتسلطها على أرواح المواطنين وقمعها وتهميشها من جانب, ومن جانب ٍ آخر أنكشفت هشاشة العلاقة بين المواطنين على إنتمائهم لبعضهم البعض وللوطن.

وهنا يجب علينا الوقوف, ونسأل سؤالاً برسم الضمير:

هل فكر الوطنيون الحقيقيون بالخطة التي وضعت بأسم الربيع العربي وتحويلها إلى حرب ٍتنزع الأرواح والعمران وتفتت جسد الوطن إلى مدن ٍ ومحافظات ٍ وأقاليم , وهل عرفوا من هو الذي كان عليه أن ينفذها أولا,ً ومن هم اللذين يجب أن يشاركوا في تنفيذها بعد الأول, وهل عرفوا بإن الدول الأقليمية تؤجج الوضع وتقوم كل منها بدورها داخل هذا المخطط, وهل يعرفون بأن تجار المال العربي والغربي وما بينهما هم شركاء فيها, ويشحذون سكاكينهم على رقبة سوريا الوطن لتدميرها, ومن ثم يعمرونها بأموال الدم والقتل والموت.

ووقفة ثانية وسؤال آخر برسم الوطنية:

هل عرف الوطنيون الحقيقيون كم هم بحاجة لبعضهم في هذه الظروف التي تتطلب فيها الحكمة والوحدة والتكاتف والتلاحم في مواجهة ما يجري من أحداث, وهل هم وصلوا إلى درجة القناعة والأعتراف بالآخر ويَرَوا في بعضهم شركاء حقيقيين في الوطن ولا أحد فوق الوطن والوطن للكل, وهل حقاً فَهِموا المعادلة التي لا بد منها وهي بأن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليهِ من ذي قبل.

وهل بالفعل عرف الوطنيون الذين يحبون الوطن ويؤمنون بهِ , من خلال هذه التجربةالمريرة المدمرة, والمخططات والمواقف الدولية الهزيلة إزاء ما يجري سوريا, بأن لا حل ولا إنقاذ للبلاد إلا أن تكون سوريا دولة حرة ديمقراطية تعددية مدنية, بقناعة تامة وليس كالذين يتاجرون بها وبشعوبها. أم أن الوطنيين ينتظرون الفرج من اللاوطنيين الذين تشرزموا في فنادق ومدن وعواصم العالم, وكل يوم ٍ باسم ٍ وبرئاسة ٍ مولودان من إبط دوائر الدول الأقليمية والأستخباراتية.

دروست عزت – قامشلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ