الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الحادية و التسعون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 10 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


جعفر أبو التمن والحزب الوطني
وجه جعفر أبو التمّن الجهود الرئيسية للحزب باتجاه الهدفين المتصلين أحدهما بالآخر واللذين اختارهما لنفسه , ألا وهما وحدة السنة والشيعة والقضاء على السلطة الانجليزية . وقد أغلقت أبواب الحزب بالقوة بعد ولادته مباشرة أو يكاد سنة 1922 , وذلك في أعقاب اعتقال أبو التمّن ونفيه إلى هنجام , وهي جزيرة موحشة وكئيبة في الخليج . ولكنه أعاد تشكيل الحزب سنة 1928 . وعلى العموم , وبحسب ما جرت الأمور , فإن الحزب اتخذ لنفسه لوناً يفوق كونه حزباً وطنياً بحتاً , نتيجة للطابع الاجتماعي للدعم الذي لقيه . وإذا كان صحيحاً أن تجاراً متوسطين , مثل محمد مهدي كبة وسعيد الحاج ثابت وأبو التمّن نفسه , أو مفكرين وطنيين أو أعضاء مهنيين , مثل فهمي المدرس , عميد جامعة آل البيت , والكاتب و الشاعر مهدي البصير , والمحامي علي محمود الشيخ , ورئيس جمعية المحامين بهجت زينل , أو ضباطاً شريفيين سابقين متصلبين أو مستائين , مثل عبد الغفور البدري ومولود مخلص ومحمود رامز , قد شكلوا الشريحة القائدة للحزب , وصحيح أيضاً أن قاعدته كانت تمتد بين الحرفيين وصغار التجار , ومن هنا جاء ما أظهره الحزب من تحسس بأوضاع هذه الفئات من الشعب . ومن هنا أيضاً جاء دوره المبادر في تأسيس (( جمعية أصحاب الصنائع )) سنة 1929 وقيادته النشطة لاضراب الأربعة عشر يوماً سنة 1931 , الذي انطلق نتيجة لفرض ضريبة شهرية على التجار و الحرفيين , الذي استخدمه الحزب أيضاً لانتقاد حكومة نوري السعيد بقبولها بمعاهدة 1930 غير المتكافئة .
ولكن كان الحزب يرتبط , في الجوهر , ارتباطاً لا فكاك له بشخص أبي التمّن , فهو الذي أوجده ونشره , وهو الذي قدم المال لمشاريعه , واضطر حتى للاستدانة لإبقائه واقفاً على قدميه . وعندما أدار له ظهره في تشرين الأول ( أكتوبر ) 1933 , اختفى الحزب .
وليس من الواضح ما إذا كان الضيق المالي أي دور في انسحاب أبو التمن من الحزب . كان الكثيرون من زملائه يتحدثون بملأ افواههم عن (( الوطن الأم )) أما عندما كان الأمر يتعلق بالمساهمة بالمال فلم يكونوا يبدون أي حماسة . ولكن , ما كان للصعوبات المالية أن تكون إلا عاملاً ثانوياً في قرار استقالته . وكان أحد الاعتبارات الأخرى الصغيرة الأخرى اكتشافه ذات مرة أن مولود مخلص , عضو اللجنة المركزية للحزب , سنة 1933 , لم يكن يكتم سراً عن الملك فيصل الأول تحت تأثير الكحول . وأما السبب الحاسم فكان بلا شك هو الشرخ الذي شق الطبقة القائدة للحزب حول ما إذا كانت تجب المشاركة بالانتخابات واللعبة البرلمانية أم لا . وكان أبو التمن مقتنعاً بأنه لم يكن للعراق من النظام الانتخابي إلا الاسم . ولهذا فإنه لم يكن يرى دوراً للحزب كمعارض مخلص . وكان يخشى أن يتردى الحزب إلى مستوى المساومة والمماحكة مع الحكومة حول المقاعد , مما سيحرفه عن جذوره المثالية ويشوه سمعته . ولكن , أكثرية قادة الحزب تموج في مزاج تسووي , مما جعلهم لا يلتفتون إلى اعتراضاته , لكي يجدوا أنفسهم سريعاً قادة بلا أتباع . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ