الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بأي عراق جئت ياعيد ؟

كاظم الأسدي

2013 / 10 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لم تكن أعياد العراقيين قبل التغيير (( رغم ظروفه القاسية حينها )) بأسوء حال من أعيادهم الحالية ؟ إن لم يكن عيد الأضحى الحالي أسوء منها وأتعسها ؟؟
فعوضا" عن الفرح والزهو المفترض والمعهود؟ كان الحزن على الضحايا هو السمة التي ميزت عيدهم هذا .... وبدلا" عن نحر أضحية العيد كانت أجسادهم الطاهرة هي الأضاحي التي تنحر يوميا" !! كانت القبور هي ملتقى الجميع !! والملاذ والمتنفس للترويح عن القهر المكبوت في الصدور !! بديلا" عن الزيارات والتهنئة المعهودة في الأعياد ؟
نعم لقد كانت مشاعر الغبطة والفرح غائبتا" تماما" ؟؟ حيث القلق مما تحمله قادم الأيام هي المشاعر المتسيدة ؟؟ والخوف من التهجير و بطش المليشيات لايفارق أبصارهم !! كما الخوف من الموت اليومي المتربص بهم والذي يطوق أعناقهم كل لحظة بأشكاله البشعة المتعددة ؟؟ إما تفجيرا" !! من أجل عشاء أحد المجانين !! أو ذبحا" لطمع أحد الشاذين في حور العين !! أو صمتا" بكواتم المتحاصصين المتنفذين درءا" لكشف مفسده أوسترا" لعورة حزب !!
جاء العيد والعراقيون جميعا" على موعد مقدس مع الموت الذي ينتظرهم عند الأزقة والأسواق أوالمدارس والأعراس وحتى المآتم !! فالعراق باتت أبوابه مشرعة ! وأرضه مباحة لأجبن الطامعين وأرذل المجرمين !!؟؟
جاء هذا العيد ومابات حال العراقيين كما أراد الطغاة ؟ مشروعا" دائم للأستشهاد ؟ بل غدى رقما" هالكا" فقط في حربهم اللامقدسة !!
جاء العيد والمستقبل المجهول على كف عفريت ؟ بيد سياسيين شيمتهم اللاوطنية والفساد !! وشعارهم الطائفية وظلم الآخر !! وعدوهم المبدأي ؟ المخلصين من أبناء هذا الوطن !!
جاء العيد و الياس من الإصلاح كما التنصل من مواجهة الإستحقاقات هو الواقع المتربع على صدورنا .. والتغاضي عن المخاطر الحقيقية المحدقة بالوطن والمتربصة بمستقبله ومصير التعايش السلمي بين مكوناته ؟ كما الهروب من حقيقة فقدان الأمن والأمان ونكوص الحريات وأبسط مبادىء العدالة الإجتماعية ؟
جاء العيد اليوم ولم تشهد قدسية المشاعر الوطنية لدى الإنسان العراقي على مر العصور تجاهلا" وتراجعا" مثلما هي اليوم !! بعد أن تم إستهداف روح المواطنة بمقتل ؟ عبر ممارسات المتنفذين قبل وبعد 2003 وحتى اليوم ؟
جاء العيد وقد دب اليأس من الإنقاذ بعد أن طلت أفعى الديكتاتورية برأسها ثانيتا"؟ بديلا" عن المحاصصة الطائفية البغيضة !! وليجد العراقيون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مدمر.. مهلك .. قاتل !!
جاء العيد ليجد العراق وأهله أنفسهم كما الحسين في عاشوراء ؟ لامنقذ من الهلاك ولا داب عن الحرمات ؟! فالكل يغني على ليلاه و يبحث عن مصالحه وهويته ضيقة الأفق ؟ ليكون الوطن والمواطن هما قربان عيد الأضحى القادم ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا