الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتذهب آثارنا الى السائح ولا تنتظر مجيئه اليها

محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)

2013 / 10 / 18
الادارة و الاقتصاد


يكفينا تضييعا للوقت ولنذهب بآثارنا الى حيث يتواجد السائحون ولا نبقى وتبقى حضارة اجدادنا على دكة الانتظار برجاء لقاء لا امل في تحققه على ارضنا المنكوبة. اني على يقين باننا سنبقى فاقدين لحركة السائحين وتوافدهم علينا حتى لو انفقنا الستمئة مليار دينار التي خصصتها الحكومة لآثار ذي قار وفوقها ستمئة مليار اخرى ما دمنا نعاني اوضاعا متردية في مختلف جوانب حياتنا وفي مقدمتها الوضع الامني الذي يتدهور يوما بعد يوم.
ألم يئن الاوان لنوقف جينات احتقار الوقت وتضييعه عن التأثير في افكارنا ومخططاتنا ونتعلم من الذين تخطونا بمراحل في طريقة ادارة الحياة والوصول الى الغايات بطرق قصيرة وسليمة؟.
كثيرا ما يؤرقني تساؤل طلبتي في مادة الهندسة الصناعية، وهي مادة تهتم بدراسة خطط وطرق خفض الكلف ورفع الارباح للمنشآت الصناعية (مع امكانية تعميم العديد من تلك الطرق الى أي مشروع اقتصادي)، عن مدى التطبيق الفعلي لهذه الطرق في حياتنا، لاننا في الحقيقة لم نعتد مسائل التخطيط ورسم المسارات والتفكير المسبق بالبدائل، وما الى ذلك من ادوات تنظيم الحياة.
وبما ان مسألة السياحة الآثارية لها جانب اقتصادي هو في الحقيقة اهم جوانبها وركنها الاساس، لذلك ساحاول هنا ان اخرج عن روتين التفكير الجاهز والمتوارث في التعامل مع هذه المسألة، والمتمثل في تهيئة مستلزمات مجيء السائحين الى آثارنا مع حثهم على ذلك انسياقا مع الطريقة المتبعة تقليديا في جميع دول العالم مع آثارها.
لقد فات القائمين على ملف الآثار العراقية ان خصوصية اوضاعنا تلزمنا التفكير بصورة مختلفة وغير تقليدية لاجل الوصول الى اهدافنا المنشودة او بعضا منها، مهما كان هذا البعض.
فالسياحة الآثارية لها جانب معنوي هو اطلاع الاجانب على ارثنا الحضاري ومدى عمق وجودنا التاريخي من جانب، وكذلك على حياتنا الحالية وظروف عيشنا وواقع مدننا من جانب آخر، كما ان لها جانب توعوي ، اذ يمكننا مجيء السائحين الينا من التلاقح الثقافي والحضاري بيننا وبينهم تأثيرا وتأثرا من جانب ثالث. لكن جانبا رابعا هو الاهم في عموم السياحة حول العالم يتمثل بما لها من مردود اقتصادي على البلدان السياحية, وهو الجانب الذي اريد التوقف عنده اكثر من الجوانب الاخرى لاننا من جهة لانريد ان يطلع السائح على واقعنا المخجل والذي يتناقض مع ما لنا من آثار ضاربة في اغوار التاريخ البعيدة والتي توجب ان يكون امتداد تلك الامم الغابرة عبر الزمان والمتباهين بانتهائهم اليها على درجة عالية من التراكم الحضاري ، في حين ان الانفصال الحضاري بيننا وبين اسلافنا واضح كالشمس. كما ان مدننا تعيش الذل والتقهقر العمراني الى الحد الذي يذيبنا خجلا امام ضيوفنا المفترضينن بل اننا في ذي قار لانملك من المدن سوى مسمياتها، فهي في واقعها الى القرى الكبيرة اقرب، اذا ما قورنت مع مدن البلدان الاخرى.
لايحتاج الجانب الاقتصادي في السياحة الى كثير من الكلام لاثبات اهميته لانه عمودها والغاية الاهم منها، ويكفينا اطلاعا بسيطا على ما توفره السياحة من مردود مالي على بلدان قريبة منا كمصر ولبنان وايران، واما مردودها على مدن السياحة العتيدة كباريس وروما فاكبر واكبر.
اني اقترح هنا على المعنيين بهذا الملف في الحكومتين المركزية والمحلية ان يبادروا الى دراسة امكانية التنسيق مع كبرى المدن السياحية في العالم لاجل عرض آثار ذي قار الهائلة، كما يقال، في متاحف ننشئها على اراضيهم ليعود ريع زيارتها علينا بالنفع العاجل بدل بقائها مطمورة تحت ترابنا في انتظار الوهم واحلام تحول ذي قار الى مدينة سياحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس غرفة تجارة الأردن يؤكد: أهمية قمة البحرين في رفع معدلات


.. المملكة العربية السعودية: انفتاح اقتصادي واجتماعي.. بنكهة قب




.. هل تصل البتكوين إلى 100 ألف دولار قريباً؟ وهل وصلت ارتفاعات


.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 14 مايو 2024




.. ما خطة ليبيا لإنتاج زيادة النفط؟