الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب بين الغاية والوسيلة

محمد سليم سواري

2013 / 10 / 18
الادب والفن


الكثيرون يسألونني عن الحب وهل هو وسيلة أم غاية ؟ عندما نقول بأن الحب هو الغاية فإن هناك اموراً من الحياة مختلفة أُثبت لنا ذلك بالمواقف والحوادث والأدلة .. وعندما نقول بأن الحب هو وسيلة وسبيل الى غاية أسمى وهدف أجل وعند ذلك يظهر لنا كمُ هائل من القناعات الصادقة ومما تثبت ذلك .
عندما يكون الحب كما هو مثالياً بعيداً عن الأنانية والنفاق والدجل وينأى عن المنكر وينهى عن السوء ويدعوا الى الإندماج الروحي بين المحبين .. عندما يكون الحب كذلك ويتسم بتلك الصفات فما الضير أن يكون هذا الحب وسيلة وهدفاً وغاية .
أنا عندي الحب وسيلة من أنبل الوسائل التي تربط بين قلبين بدءاً بالوعي لما حولهما ليشقا طريقهما رغم المعانات والصعوبات .. يشقان الطريق الى أين ؟ الى هدف هم أعرف الناس بماهية هذا الهدف وشفافيته .. الهدف أن يذوبا سويةً من أجل سعادتهما التي لن تكون على حساب سعادة الأخرين أبداً.. من أجل أرضاء ضميرهما حيث لا يلغي ما مسموح به للاخرين .
هذا هو الحب .. السبيل المستقيم والهدف العظيم عند الشاب والفتاة وهما في بداية حياتهما العملية إذا كان لهما من الوعي والممارسة ما يؤهلهما لتحمل تلك المسؤولية الملقاة على عاتقهما وعلى ذويهما تقديم العون والمساعدة لهما لإجتياز هذا الحاجز ويكون ذلك بالنصيحة والتضحية والإيثار وإلغاء الأنانية من قاموسهما .. أما أن يستغل أهل الفتاة حب إبنتهم لشاب يحبها حباً لا يوازيه أية عاطفة أخرى أو شعور آخر ويستغلا براءة الشاب وجهل الفتاة ليجعلون من هذا الحب سيفاً بل ومزاداً وبورصة يبعيا فيها كل مشاعر وعواطف وهواجس العاشقين بطلباتهم التعجيزية في طلب قصر الأحلام وسيارة الأوهام وكيلوات الأصفر الرنان ظناً منهم بأنهم بهذه المطالب يضمنون مستقبل إبنتهم .. هذا جهل وأُمية وقلة ذوق وفي نفس الوقت هذه تهمة يجب أن يكون هناك قانون يحاكم والديَ الفتاة على هذه الجريمة الملموسة وفي وضح النهار.. فإذا كان هناك من يبرر شيئاً في لباس الجريمة وقتل شخص واحد ولكن قتل الحب في قلب شاب بريء جريمة ما بعدها جريمة وهو قتل ناموس الحياة.. إن الذي يقتل الحب إنما هو يقتل السعادة وكل معاني الحياة .
إن هؤلاء القوم من لحمي ودمي ومن أبناء شعبي ما زالوا يراهنون على القيم البالية ويعتقدون بأن الفتاة ما زالت سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة وآخر شيء يفكرون فيه هو الحب .. بل ويعتبرون الحب عاراً وشناراً .
أما أنا فأفهم الحب على سبيل الحب.. الحب سبيلي والحب غايتي وما أسمى الفناء من أجل الحب .. أما من يتخذون من الحب سبيلاً ووسيلة الى ما لا تحمد عقباه .. فإنه الفناء بذاته.. وما بعده من فناء .. والفناء ليس بالضرورة أن يكون الفناء المادي بل أن الفناء الروحي هو أشد وطأة على النفوس والضمائر من الفناء المادي .. وطوبى لمن أفنى جسده من أجل الروح .. وتلك هي السعادة الأبديه والهدف الأسمى الذي ذهب معظم الأنبياء والرسل والصالحين قرابيناً له .. وتباً لمن يقف في طريق الحب والمحبين فسوف يندمون حتماً آجلاً أو عاجلاً وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا