الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول شخصية الفرد العراقي

جواد الديوان

2013 / 10 / 18
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


بعد نظرية الوردي عن الازدواجية في شخصية الفرد العراقي، يقدم باقر ياسين ثلاث صفات سلبية في شخصية الفرد العراقي وهي التناقض والتسلط والدموية، ويرجع سبب ذلك الى الاحباط الذي عاناه العراقي عبر التاريخ الطويل متمثلا في القهر والحرمان والظلم والخوف، معاناة عبر الحضارات في بلاد الرافدين.
التسلط والدموية تشير الى الشخصية السايكوباثية (الاعتدائية) او الاضطراب غير الاجتماعي للشخصية Antisocial Personality Disorder (APD) ، ويؤكد ذلك باقر ياسين في كتابه شخصية الفرد العراقي. وهذه مشكلة كبيرة حيث تعني انتشار واسع للشخصية الاعتدائية او الاضطراب غير الاجتماعي للشخصية بين العراقيين، اضافة الى كونه نتاج تاريخ طويل تغنى به الناس، وقدموه بشكل لامع للاجيال الجديدة في المدارس بكل مراحلها. ويتارجح فضلنا على العالم في اكتشاف الحرف وغيرها.
واهم ما تتميز به الشخصية الاعتدائية او الاعتلال (الاضطراب) غير الاجتماعي للشخصية عدم احترام وانتهاك حقوق الغير. ونسبة انتشار هذا الاعتلال يختلف باختلاف المجتمعات، ويصل الى اكثر من 50% في السجون، اما في المجتمعات تتراوح نسبة انتشارها بين 0.2% الى 6%، وربما يزداد انتشارها عن 90% وفق تصورات باقر ياسين الاخيرة في العراق حيث تنعدم الدراسات الوبائية لتحديد انتشار انواع الشخصيات، وتعتمد المصادر على التخمين. وقد تطورة اليات الكشف والتشخيص لهذه الشخصية كثيرا، وبالامكان تقديم دراسات حول موضوع انتشارها في العراق. وتواجه الباحثين اشكالية تعريف الشخصية الاعتدائية او الاعتلال المشار اليه. واعتماد اليات الغرب في التشخيص تعني اعتماد تعريف الغرب لها وكذلك صفاتها، في حين تختلف المفاهيم والقيم لدينا.
التسلط والدموية وحتى التناقض اي النزاع conflict التي يشير لها باقر ياسين، تعني بمجملها العدوان او الاعتداء aggression وهو سلوك يهدف لجرح شخص جسديا او لفظيا، او تحطيم ملكية (يا حبذا لو استحضرنا ما حصل ابان سقوط النظام السابق). ويحدد هذا السلوك الهدف او النية منه‘ وربما يشير الحديث الشريف "انما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" الى اشكاليات الهدف من السلوك.
اختلفت مدارس علم النفس في تفسير انتشار العدوان او الاعتداء في المجتمعات. ويصر فرويد (مدرسة التحليل النفسي psychoanalysis) على ان العدوان هو دافع drive لدى الانسان اي مثله مثل الجوع والعطش والجنس ... الخ. الا ان ماسلو لم يضعه في هرمه عن الحاجات http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374225
وربما قدم علم النفس التجريبي ادلة على كون العدوان دافع لدى الانسان، من تماثل تصرفات بعض الحيوانات الراقية مع ما يمارسه الانسان.
اما نظرية التعليم الاجتماعي Social- learning theory تفترض ان الانسان يتعلم ذلك من مجتمعه، والدليل الاختلاف في نسب انتشار العدوان بين المجتمعات، بل وبين المدن في المجتمع الواحد، وبين المناطق في المدينة الواحدة. وتحدد هذه المدرسة عوامل خطورة لذلك ومنها تدني مستوى التعليم والفقر وتدني المستوى الاجتماعي الاقتصادي ومماسة الوالدين لذلك والالتزام بالاعراف والتقاليد القديمة وغيرها.
التعرف المشار اليه للشخصية الاعتدائية او الاعتلال غير اجتماعي للشخصية قد يشمل الكثير من فحول شعراء العرب، ومثال ذلك معلقة عمرو بن كلثوم:
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ ساجِدِينا
وهذا يعني السيطرة to predominate وكذلك الدموية عبر تاريخ القبيلة
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً ويَـشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وطِينا
ويعني السيطرة والتناقض (نزاع) وتعني كذلك الدموية عندما ينافسهم اخر على الماء! التي تتضح بقوله
بِـأَنَّا نُـورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً ونُـصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا
وتروي هذه المعلقة قصة طريفة لواقعة لاسباب واهية، وقصص ايام العرب مثل داحس والغبراء وحرب البسوس والافتخار بها تعني التسلط والافتخار والدموية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة