الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم يقتلون أطفالنا على باب الله

علي فاهم

2013 / 10 / 18
كتابات ساخرة


لم يدر في خلد باقر أن يتحول عيد الاضحى الى مأساة و تتحول السعادة الى حزن , في أول يوم من أيام عيد الاضحى و الفرح يغرق عيون الاطفال و هم يقبضون عيدياتهم من الاهل و الاقارب أمسك محمد ذو الاربع سنوات بـ (الالف دينار) و عصره بيده الصغيرة و هو يودع أباه بعينيه الخضراوان و ابتسامته الكبيرة و خرج مهرولاً الى ( العيد ) ليركب المراجيح و دولاب الهوا و يمرح مع باقي اطفال المنطقة ,
لم تمضي دقائق حتى جاء محمد يحمله الجيران و هو يعصر بدل الالف دينار احدى عينيه التي كانت تسيل بلون أحمر بدل الاخضر .... حضن باقر أبنه بقوة و سأل الجيران عما حدث له وسط ذهول مفزع و صراخ محمد الهستيري : ان صاحب الدكان اراد ان يجرب بضاعته من الالعاب النارية ليشتريها الاطفال و صادف ان محمد كان في المكان الخطأ .. هرول ابو محمد حاضناً أبنه الى المستشفى ماراً بصاحب الدكان : ليش هيج سويت بأبني ؟؟ الا اتجيب هاي السوالف الي كلها اذية ؟
أجابه صاحب الدكان بعبارة ضل يرددها اكثر من مرة و كأنها عذره الوحيد و تبريره لما جناه : يعني اشلون ما نشتغل ؟ غير على باب الله .. على باب الله نريد انعيش ....
لم يكن الله (سبحانه و تعالى ) ليرضا باي حال ان يكون بابه مفتوح على مصراعيه لأي كسب مهما كان تأثيره على ارواح الناس فلا ضرر و لا ضرار كما في الحديث المشهور و اي ضرر أكثر من هذه الحوادث و مستشفياتنا تمتلأ في كل عيد أو مناسبة بضحايا أبرياء جنى عليهم من يريد الكسب باي طريقة و ان كانت على حساب ارواح الناس و حياتهم و سعادتهم فمن المؤكد ان الله لا يرضى بهكذا تجارة ..
لكن يبقى السؤال المحير أين السلطات الحكومية المختصة من هذه الظاهرة ؟ الا يعلمون بأضرارها ؟ ام لا يهتمون بمعاناتنا ؟ ام لأننا من المواطنين .. فـ طز ..
لماذا لا تخضع هذه البضائع الى معايير التقييس و السيطرة النوعية ؟ لماذا لا تضع لها وزارة التجارة ضوابط و قوانين تقنن استيراد ادوات تعذيب الناس و قلب سعادتهم في ايام الاعياد من العاب نارية و اسلحة المعارك البلاستيكية التي لا يجد اطفالنا غيرها ليلعب بها تماشياً مع أجواء العنف و التفجيرات و الاغتيالات و الاسلحة الكاتمة التي تملأ ايامنا و أخبارنا و احاديثنا و حتى احلام اطفالنا ...
و أخيراً أناشد من يتكلم بأسم الله من مراجع و خطباء و رجال دين أن يحرموا بيع هذه الالعاب و يقفوا ضدها و ضد من يتاجر بها بكل قوة و يغلقوا الباب الذي يدعي هولاء انه باب الله و هو في الحقيقة باب الشيطان ,
و دمتم سالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد