الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا امرأةٌ قديمةٌ 2 – 6

السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)

2013 / 10 / 18
الادب والفن




حتى لقيت نفسي في حيطان معبد " أخناتون "
كانوا يجمعون عظام كل الآلهة ويدقونها بالحديد فتصير معجونةً
ثم يحرقونها في باحة المعبد الوسيع
ويجمعون رمادها ويضعونه في قارورة واحدة
ويُجبرون الناس على استنشاق رمادها المحروق
سألتهم : وأين إلهُ الماء يا أبناءَ الماء ؟
قالوا : حرّقناه
سألتهم : لقد هيأوني كأحلى عروسٍ تُلقى في النيل
فمتى ستُلقونني يا رجال النيل ؟
قالوا : لم يعد للنيل شهوة للعذراوات
ولم يعد مشهد العروس المزفوفةِ يشعل ذكورتنا
وحكموا عليّ باجترار الذكريات خمسين سنةً
وحدي بين رسوم إله إخناتون الوحيد
لكنني وأنا أجتر ذكرياتي تذكرت امرأةً وحيدة بلا ذكريات
كنت قابلتها وهي تُهَرِّب الحنين لأشباه الرجال
وتبيع لهم الكلام الغامض بدرهمين
وتمنحهم الأسماء المصقولة مقابل دينار
فدلقت قارورة رماد الآلهة كلهم تحت أرجل إله إخناتون
وجريت من بوباست حتى منف ومن إهناسية حتى أفاريس
كنت أقابل النساء مشبوحاتٍ على جفاف الشمس
فأغريهن بالهروب معي بحثا عن الماء وعشب الماء ورجال الماء
لكنهن كن كأنهن مربوطات بحبال مشدودة
وكنت أرى الرجال مصلوبين كالتماثيل فأكشف لهم نهديّ وفخذيّ وسرتي
وأعدهم بالقمر الفضيّ مبلولا بحنين العشاق
لكنهم كانوا تماثيل بالفعل
حتى أن انعكاس بريق نهديّ لم يجعل العصافير النقَّارة في أكتافهم
تفزع فتطير
وظللت أجري من معبد لحانة
ومن دارة بلا سقف لحقل لا نهاية لثومه وبصله وعدسه
حتى قبضوا عليّ في زقاق ضيقٍ أنا ورجل يجاهر بعبادة رع
متعانقين بلا حنين ولا قبلات
وسلمونا لكهنة التوحيد

========================================
السمّاح عبد الله
========================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة