الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟

نضال الربضي

2013 / 10 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟

لا أستطيع أن أصف شعوري إلا بالدهشة الشديدة الممزوجة بالغضب إزاء القانون الجديد الذي أقره مجلس الوزراء المصري و الذي أرسله للتصديق من مؤسسة الرئاسة بختم و مهر الرئيس المؤقت عدلي منصور. في الحقيقة لا أفهم هذا الإصرار على مضغ الحلول الكارثية و بلعها ثم تقيؤها في وجوه الشعب المصري من قبل السياسين الذين من المفروض أنهم اتعظوا من تجارب غيرهم الخائبة السابقة.

يا سادة يا كرام، ألم يطح بمبارك استحماره للمصرين و رغبته في وضع بردعة التوريث على ظهورهم ثم استقدام جمال ليقفز راكبا ً الدولة المصرية إلا ما لا نهاية في جمهورية ملكية هجينة لا تعرفها ديموقراطيات العالم و لا حتى جمهوريات الموز.

يا سادة يا كرام ألم يطح بمرسي الإعلان الدستوري سئ الذكر الذي كان النسخة الإخوانية من حق الوصاية الإلهي الممهور بإيمانه و إيمان جماعته أنه ربكم الأعلى الذي لا يُسأل و أنتم تُسألون؟

هل أنتم من الحماقة بمكان لكي تكرروا حماقات تجربتين مرتا على مصر في ثلاث سنين عجاف أحرقت الاقتصاد و الإنسان؟ أم أن سياسة "أنا مختلف" جعلت الغرور يطمس على أعينكم و عقولكم و قلوبكم لتعتقدوا أن الشعب المصري أحبكم من أجل سواد عيونكم و تقاطيعكم المسمسمة و ذقونكم الحليقة و بدلاتكم الأنيقة و لذلك سيقبل منكم ما رفضه من مبارك و مرسي؟

لا يا سادة!

الشعب أتى بكم لأنه رأى أنكم سائرون على درب ثورتيه 25 يناير و 30 يونيو و أمَّنكم على حريته و كرامته و مصريته الكاملة غير المنقوصة، و على مستقبله و مستقبل أجياله، و على بناء اقتصاده و معالجات مشكلاته في البطالة و الفقر و التعليم و الاقتصاد.

الشعب أتى بكم لأنه يريد أن يُكمل ثورته التي تجعل الإنسان المصري المقدس الأول و القومية المصرية الجامع الأعظم و المانع الأمنع، لأنه يثق أنكم ستمضون نحو القصاص ممن خانوا الشعب و ممن امتهنوا سفك دماء الشهداء و تجارة بيع مؤسسات الوطن و اختطاف دين الشعب و هوية الأمة و مصرية المصري.

أفهم أنكم تريدون تقنين مظاهر الإرهاب و العنف و التظاهر لأجل التظاهر و حتى تسدوا المنافذ على الذين يستغلون التظاهر لإرهاب الدولة و المواطن، لكنني لا أفهم كيف استطعتم أن تكرروا خطأ مبارك و مرسي بوضع حق المواطن في آخر سلم الأولويات ووضع الحلول المؤقتة و البديلة في أول السلم.

أليس السلم أوله المواطن و يليه كل شئ آخر؟ أم أن لديكم رأيا ً آخر؟

يبدو أنكم لا تدركون من هو المواطن المصري و ما هي حقوقه، فإن كان هذا الحال فهي ثورة ٌ ثالثة ٌ آتية، لكنها هذه المرة ثورة انتحارية مُدمرة لمصر و للمصرين و لما تبقى من ثقة المصري في أي شئ اسمه قانون و دولة و ثورة.

أو أنكم تدركون لكنكم تعتقدون أن هذا الإجراء و إن كان فيه تحقير للمصري و انتقاص من حقوقه لكنه ضروري لحمايته، و هذه طامة كبرى و خطيئة عظمى وويل و ثبور و عظيمة من عظائم الأمور! هذا معناه أنكم مفلسون من الحلول، غير قادرين على إدارة دولة بما يحفظ حقوق الناس، لا تملكون طريقة لحماية الناس سوى في احتقارها و تعجيزها و إضعافها، و يا لها من حماية!

يا سادة يا كرام عليكم أن تقهموا أن المصري مقدس و لم يعد يقبل ما كان يقبله في السابق، و عليكم أن تفهموا أن الظلم بالنسبة للمصري هو ظلم بغض النظر عن اسم الجهة الظالمة أو عنوانها:حزب حاكم، جماعة الإخوان، إرهابيو السلفين، المجلس العسكري، مجلس الوزراء أو أي إسم آخر، كل هذه الأسماء سواسية لها نفس القامة و التأثير و عليها نفس المسؤولية.

عليكم أن تضعوا المصري فوق كل شئ و أن تسخروا كل شئ لخدمته و خدمته فقط، ثم بعد أن تربعوه فرعونا ً على رؤوسكم و قلوبكم و داخل أمخاخكم تبدأون في إيجاد الحلول للمشاكل، لأن المصري هو السيد و أنتم في الدولة و الرئاسة خدام مصر و خدام السيد المصري، من هنا تبدأون و إلى هنا تنتهون، و لا شئ فوق ذلك أو بعده.

إن محاولات الرئاسة المصرية طرح القانون لنقاش مجتمعي هو استفتاء تخجيلي خجول من نوعية "أيه رأيكم يا جماعة؟" لكن السؤال في حد ذاته مُهين لأن الأصل ألا يتم التفكير مجرد التفكير في هكذا قانون بعد كل ما مرت به مصر في ثورتين برئيسين مخلوعين بمثات الشهداء بأنهار الدم بورد تقتح في جناين مصر، بكل الألم و الأسى و اللوعة، و بعد كل هذا ترتكبون الإثم الأعظم و هو الكفر بالمصري و تأتونه بقانون ٍ يسلب منه أهم مكتسبات ثورته و هي قدرته و حقه في رفض الظالم و بكل نطاعة و بجاحة تقولون له "إيه رأيك"

"المواطن مصري" يا سادة، ألا زلتم تذكرون هذا الفلم أم نسيتم؟ و هوَ هو هو "عبد الموجود"، و أنتم أتيتم بثورته ميتة في صندوق و تسألونه بكل وقاحة "أبنك ده يا عبد الموجود؟"

"إبنك ده و لا مش ابنك"؟

و تريدون منه أن يقول "نعم".

عبد الموجود، لن يقول نعم، و ستكون لاؤه فعلا ً مُزلزلا ً.

هل تريدون هذا؟ أعلم أنكم لا تريدونه، فعودا عن غيكم، و بلاش غباء، البلد مش مستحمله!

حركة تمرد أسقطت مرسي و هي قادرة على إسقاطكم إن حكمت. نتمنى أن لا تحكم!

يا الله ما هذا البلاء الأعظم، هل يفقد السياسي عقله بمجرد أن يضع مؤخرته على الكرسي ليحكم؟

ما يحكمشي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كفى !
محمد بن عبدالله ( 2013 / 10 / 19 - 18:39 )
كفانا تهريج وتخريب يا أستاذ

ألست تعيش في مصر وترى مقدار الخراب والكارثة الحضارية التي نعيشها؟
ضحك الثورجية الجهلاء على المغيبين فتصوروا ان المال سيهبط عليهم وان زيادة غبية في الاجور ستكون الحل ولم يفهموا ان ذلك لن يجلب الا المزيد من التضخم والفشل

الشعب غير المنتج يجب ان يتعلم الكف عن التناسل الحشري ويفهم ان الحيوان فقط هو الذي يلقي باولاده في الشارع وان الانسان العاقل يفكر في مستقبل لبنائه ولا يلد إلا عندما يكفل لهم تعليم وصحة آدمية ولا يعتمد على (الحكومة) ويبني أكواخه في الصحراء ثم يتباكى ويطالب بالماء والكهرباء والمرافق
لا تقدر على الزواج فلا تتزوج. نقطة على السطر
الله يخرب بيت عبد الناصر اللي حول الشعب لحرامية كسالى !
الشعب همجي وكل من ترك له اللجام فرعنه..


كلامي ليس معناه القبول بحكم عسكريين فهم لا يتميزون عن باقي الشعب إلا في الطاعة العمياء وانعدام الخيال والعبقرية وقابلية التفكير خارج الأطر التي تقولبوا عليها كناس آليين

كم من السهل كتابة مقال ناري حنجوري ثورجي كمقالك لكن النتيجة الوحيدة للهوجة والتهييج ستكون على المصريين مزيدا من الانحطاط


2 - إلى سكان المريخ اللي مش عايشين معانا
محمد بن عبدالله ( 2013 / 10 / 19 - 20:17 )
أكتب إليكم من وسط ضجيج الفوضى المرورية والازدحام الشديد

البلد في فوضى تامة ولا يحترم أحد قواعد السير ولا المرور ولا حظر التجول
أصبحت هذه طبيعة شعب مصر
جماهير الهمج ظلت في الشوارع حتى الخامسة صباحا طوال الاسبوع الفائت وتتجول عصابات الصبية والشباب في كافة أنحاء القاهرة المقهورة تطلق صيحات لا تصدر عن رجال بل تكشف ميلا واضحا للتخنث وأصوات الفوفوزللا الملعونة التي نستها الأمم جميعا منذ المونديال الفائت لا تزال تتردد ونهيقها يملأ آفاق عاصمة المعز المنكوبة بشعبها

المقاهي تنمو نمو النبات الشيطاني في كل شارع وحارة والشعب المتسكع الكسول يقلق راحة سكان وسط المدينة بالتسكع في المقاهي لمشاهدة التلفزيون حتى الفجر حينما يتسلم أمانة الازعاج الكناسون ورجال المرور... والباعة (المتجولون) استعمروا الأرصفة والشوارع

اخوان الظلام وطلبة الازهر يقطعون الطرق ومظاهرات مشجعي الكرة تعتدي على المحاكم والمرافق ثم يخرج علينا عبقري يرفض قانون التظاهر !!!


يا أخي إذا كان الغوغاء في الشوارع رغم حظر التجول والحكومة فاشلة عاجزة..الحل في التشدد في القانون والتشدد في تطبيقه ليرتدع المخربون من كل جنس ولون


3 - إلى الأستاذ محمد بن عبدالله
نضال الربضي ( 2013 / 10 / 19 - 20:52 )
أرى من تعليقك أنك تتفق معي أن في مصر مشكلات حقيقية تحتاج لمعالجة، و تستطيع أن ترى صدى كلامك في مقالي عندما قلت ُ و بكل وضوح أنه يجب أن يوضع الإنسان المصري في أعلى السلم و يكون هو أولوية الحكومة ليجدوا حلولا ً لمشاكل الفقر و البطالة و الاقتصاد و الحرية و الكرامة.

مقالي يهدف بكل وضوح إلى التنبيه إلى ضرورة عدم تكرار سياسات المضي الخاطئة فالمدخل لحل مشكلة الشعب المصري هي فهم عقليته و نفسيته و طموحه و الحرية الحقيقية هي جزء أصيل جدا ً من طموحات المصري، و بهذه الحرية رفض الشعب الإخوان الذي من الواضح أنك لست منهم، كما رفض مبارك من قبلهم، و كما سيرفض أي حكم آخر لا يلبي طموحاته.

الحل الأمني ينفع فقط بشكل مؤقت و له زمانه و ظرفه و مكانه لكن لا يجب أبدا ً تكريسه دستوريا ً ليتمكن من قتل الناس بحجة حماية الناس.إرهاب جماعة رابعة و النهضة أجبر الدولة على التصرف و هذا مفهوم، لكن هذا الاستثناء و ليس القاعدة

أعتقد أنك ستجد مساحة ً كبيرة ً للتفكير و الالتقاء معي في مقالي -من يستطيع النهوض بالمجتمعات العربية – السؤال الخاطئ- تحت هذا الرابط:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=382979

تحياتي لك


4 - الأستاذ نضال 1
محمد بن عبدالله ( 2013 / 10 / 20 - 10:53 )
مع شكري على الرد الجميل إلا أنه واضح لي بأن القول بأن الشعب تغيّر تنقصه الدقة

لم يتغير الشعب من حيث أنه أصبح أكثر ميلا للنظام والعمل..لكن الحقيقة ان الهرجلة والتواكل والفوضوية ازدادت وتفشت

حال الشعب اليوم يحتم أكثر مما مضى فرض النظام إذا أردنا انقاذه من نفسه_نعم انقاذه من نفسه !_ لكنني لست أرى أي بارقة أمل فرغم أنك قد لن تتفق معي في ذلك لست أجد في كل هذا الشعب شخصا واحدا حكيما عاقلا يستطيع فرض النظام في مصر اللهم إلا أن يكون أجنبيا مستوردا من الخارج...استعمار انجليزي جديد بعبقري كاللورد كرومر يكرهه المتعصبون لكنه يخشوه ويحترموه
لم تنهض مصر في تاريخها منذ أن بدأ اتصالها بالأمم الأخرى (أي منذ بعد رمسيس الثالث) إلا على أيدي الحكام الأجانب المستوطنين بدءا بسلالة المقدونيين مرورا بالعصر الروماني (بما فيه البيزنطي) الذي أهملنا دراسته وتناسينا أن مصر كانت طواله تنتج من القمح والأعناب والنسيج وتصدرها ما يغذي ويكسي أمما وأن تصحرمناطق (محافظة البحيرة مثلا) نتج عن همجية العرب الذين أدت سياستهم الضريبية إلى هجرة الفلاح المصري لأول مرة منذ أيام الملك مينا
يتبع..


5 - الأستاذ نضال 2
محمد بن عبدالله ( 2013 / 10 / 20 - 11:03 )
قبل الاحتلال الاستيطاني الاسلامي كانت الاسكندرية عاصمة العالم المتحضر الثقافية

لما عاد الأوروبيون (بونابرت ثم محمد على الألباني الأوروبي ثم الانجليز) انصلح الحال تدريجيا

السبب الحقيقي وراء كراهية الفرنسيين ثم الانجليز كان التعصب الديني أولا ثم الأطماع الوظيفية للطبقة المصرية المتعلمة الصاعدة حيث طمع القبطي والمسلم في منصب المدير الانجليزي فألبوا الشعب عليه وما أسهل أن تهيـّج شعبنا الكاره للنظام أصلا ممن يفرض نظاما صارما..فقامت ثورات الهياج ..عرابي ثم 1919 وغيرها
أجزم أنه لو كان الانجليز مسلمين لما حاربهم مصطفى كامل ومحمد فريد بل لكانا لعقا حذاء المندوب السامي وقد بح صوت المخبول محمد فريد لاعادة العثمانيين!
الدين آفة هذا الشعب وسبب بلادته وتعصبه وانحطاطه..مافيش فايدة..هذا هو التشخيص السليم للمرض وبدون علاج السبب ستبقى الأعراض إلى أن يموت المسكين جزاء غباء قادة الرأي فيه
فرض النظام بصرامة أفضل الحلول المتاحة مع اللي يخاف ما يختشيش


6 - إلى الأستاذ محمد بن عبدالله
نضال الربضي ( 2013 / 10 / 20 - 13:42 )
سيدي الكريم إنساننا العربي لا ينقصه الذكاء لكن تنقصه الحرية و الكرامة التي أخذتها منه مؤسسة الدين المتحالفة مع السلطة منذ عصر العباسين. لا شك أنك تعلم أن المعتزلة في ذلك العصر تم القضاء عليهم و لو ظلوا كان حال العرب مختلفا ً مثل الأوروبين الآن و ربما أفضل. سيطرة مؤسسة الدين السلطوية المتحالفة دوما ً مع السلطة أو الساعية للسلطة هي المشكلة الحقيقية.

العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة هي الحل و عندها ستتحرر الناس فتُنتج و تتجه للمنطق في كل شئ في الحياة حتى في الإنجاب و سيؤمن المؤمن عن قناعة و سيرفض الرافض عن قناعة فنكون عندها صادقين في الإيمان و الكفر صدقا ً هو أمانة إنسانية أخلاقية كقيمة عليا.

علمتني التجربة أن الحل لا يكون بمحاربة الدين، فالدين هي مسألة قناعات و عقائد و راحة و أمل في الأفضل، الحل في محاربة تجار الدين و الكذابين المتعطشين للسلطة باسم الدين، أو المختلين نفسين الذين يرفضون حق الإنسان (رجل أو مرأة) في الحياة و التفكير و الاختيار و يقتلون و يدمرون و يخربون. لكن مشكلة القانون السابق أنه يعود بنا إلى عصر اختطاف الحرية و لا يؤسس للحضارة التي نريدها فهو ليس الحل.

تحياتي لك.

اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تستخدم مضخات الماء لتفريق متظاهرين طالبوا


.. بريطانيا.. الحكومة الجديدة تعقد أول اجتماع لها عقب الانتصار




.. اللغة والشعرعند هايدجر - د. دعاء خليل علي.


.. مواجهات في تل أبيب بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون




.. كلمة أخيرة - صعود اليمين المتطرف في أوروبا وبريطانيا تختار ا