الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هم اطفال الاخوان؟

سعيد علم الدين

2013 / 10 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الطفل هو القاصر صاحب العقل المحدود بمداركه المعرفية وقدراته التجريبية وتأملاته الفكرية وتحليلاته النظرية والذي على العموم لم يبلغ بعد سن الشباب العشريني، او الرشد الثلاثيني، او النضوج الأربعيني . ومنهم من يصل الى الثمانين ويبقى في قدراته العقلية المعرفية وتأملاته النظرية التحليلية قاصرا محدود الأفق وبحاجة لمن يأخذ بيده ويرشده الى طريق الصواب أو ربما الخطأ.
واطفال الاخوان ليسوا هم هؤلاء الصبية المساكين الذين كانت أعضاء الجماعة بعيونهم الزائغة تغريهم بالحلوى وبعض الدراهم للمشاركة في مليونياتهم الفارغة ومظاهراتهم الصاخبة والصراخ في رابعة من اجل انتصار قضيتهم المصيرية الرائعة: لا ، لا! ليس أبدا لنهضة مصر وعودة القدس وفلسطين، وانما بانتصار الاخوان المسلمين على الكفرة والمرتدين من علمانيين وليبراليين وبعودة المعزول مرسي الامين الى متابعة حكمه الفاشل لشعب مصر الحزين وتفريقه للمصريين بين إخونجيين وكافرين. حيث ساهم مرسي خلال سنة من حكمه بتمزيق الشعب الى فئات ومصر الى امصار ليسهل عليه احتلالها على طريقة المقبور حافظ الاسد باحتلال سوريا وتسليمها الى المعتوه بشار مطبقا شعار الاستعمار "فرق تسد". وبالطبع حسب تعليمات المرشد المُجد الذي اراد تحويلها الى دولة اخوانية شمولية دكتاتورية فاشية متخلفة رجعية فاشلة على الطريقة الطالبانية العنيفة او الايرانية الخبيثة، او ما بينهما من مؤامرات واساليب إخوانية خسيسة. وبالطبع أمريكا وأردوغان واسرائيل وايران لا يناسبهم أبدا نهضة مصر العملاقة بديمقراطيتها الحديثة، بل يناسبهم جدا ان تتشرذم مصر وتتخبط تحت نير الاخوان لقرون عديدة في غياهب الظلام. الا ان جيش مصر العظيم وقيادته الحكيمة كانت لهم بالمرصاد فأنقذت الديمقراطية الفتية من براثنهم الاجرامية الغبية واعادت الأمل الى الشعب المصري بنهضة الدولة المصرية العريقة المتجددة الحديثة.
واطفال الاخوان ليسوا هم هذه الملايين البائسة الساذجة والمضللة التي انتخبتهم لكي يحكمو مصر ويقودوها الى الامام فركبوا على ظهر الديمقراطية ليعيدوها مئات السنين الى الوراء حسب نظريات حسن البنا والمرشد وباقي المرشدين في تحقيق احلامهم في القمع والاستبداد من خلال شعارات شعبية عاطفية ودينية وهمية ليس عليها رباط ينثرونها عبر المنابر في الهواء فيتلقفها السذج والغوغاء كأنها الدواء الشافي والترياق كشعار " الاسلام هو الحل". الذي لم يكن حلا ولا يمكن ان يكون: لا في ايران حيث الشر يحكم والاجرام، ولا في افغانستان حيث الحكم الدموي البائد لطالبان، ولا في السودان الذي قطعته شعارات الاسلاميين وتطبيقاتهم للشريعة بالسكين.
واطفال الاخوان ليسوا هم ايضا هذا الجموع المنتسبة الى جماعة الاخوان على امل قيام دولة الخلافة الوهمية من الرميم والتي اكل عليها الزمن الاسلامي العثماني وشرب، واستفرغها الزمن التركي العلماني دون رجعة والى الابد.
انما اطفال الاخوان الحقيقيين والذين لم يبلغو لا سن البلوغ ولا الرشد ولا النضوج هم وبكل بساطة على شاكلة محمد بديع، ومحمد مرسي وخيرت الشاطر وصفوت حجازي والكتاتني والعريان وغيرهم من هذه القيادات التي وبعد اكثر من ثمانين سنة من الصراع العبثي الدائم والتناحر المستمر وحتى هذه اللحظة مع الدولة المصرية لم يستطيعو ان يستوعبو بعد ماذا تعني كلمة دولة وشعب ووطن ودستور. فكيف سيستطيعون اذا بعقولهم المحدودة استيعاب فلسفة وقيم ومبادئ الديمقراطية وأنها ليست فقط عبارة عن اصوات ترمى في الصناديق الخشبية.
هؤلاء الأطفال المغرورين بفكرهم المتزمت الارهابي والمتشدد الضال خطرين جدا على الديمقراطية وعلى مستقبل الاجيال وعليهم ان يبقوا في السجون الى يبلغو سن البلوغ ويعتذروا من الشعب والدولة على ممارساتهم الطائشة الصبيانية.
ويا للعجب! اذا كان المرشد طفلا قصير النظر بمداركه المعرفية وقدراته التجريبية وتأملاته الفكرية وتحليلاته النظرية فكيف سيقود القطيع الى الطريق الصواب؟
فالربيع العربي نهض بهمة الشباب وتضحياتهم من اجل الحرية والكرامة الانسانية وحقوق الانسان وبناء الدولة الديمقراطية العربية الحديثة العادلة. فهذا الربيع لن ولن يتحول خريفا على ايدي خرفان الاخوان وغلمان ملالي ايران اصل البلاء وسفك الدماء ومنبع الارهاب الاسلامي الدموي المتطرف.
الربيع سينتصر بثقافة الحياة ويزهر ديمقراطية والخريف بثقافة الموت الاصفر ستساقط اوراقه على رؤوس القتلة والمجرمين والارهابيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم