الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة نقدية لقصة قصيرة بعنوان الاختيار للكاتب أحمد عمر سليمان

ساندى عيد مصطفى

2013 / 10 / 20
الادب والفن


الاختيار لعمرأحمد سليمان
صراع مرير بين الواقع والخيال
فى هذه القصة يعرض لنا القاص عمر أحمد سليمان جفاء الواقع ولذة الخيال والصراع الدائم بينهما ،فى مونولوج داخلى لأحد الأشخاص ،فهو يقف فى حيرة من أمره فى أن يعيش الخيال ليحقق فيه ما يصبوا إليه وما يتمناه ولا يستطيع الوصول إليه فى الحقيقة ،أم أنه يعيش فى واقع مرير يحصل فيه على ما لا يريد وقد يجلب له الشقاء .
ويصور القاص هذا الصراع فى إطار زمنى فتسمع دقات الساعة وكأنها تقول هيا أسرع .........ما هو قرارك؟ هل نختار الواقع بمرارته قيوده أم الخيال وحريته ولذته ؟؟؟؟؟
ويصور القاص الخيال فى صورة تبرز جمال وروعة الخيال فيقول :
(حلق عاليا كطائر رشيق حر ) وكذلك يقابل هذه الصورة ويناقضها بصورة أخرى تنفر من الواقع وعذابه فيقول :
(اجث على ركبتيك ..العق التراب ..احفر الأرض لتدفن نفسك فيها )........
وأرى أن القاص قد استخدم ألفاظا ترابية تدل على مدى التصاق الإنسان بالأرض وكدحه فى العمل ومن ذلك المشقة والتعب اللتان يجلبهما له الواقع ، أما الخيال فهو عالم حر يسمح للإنسان بالسباحة فيه بدون أى قيود ولا أى عوالق تشده للعذاب .
وقد استخدم الكاتب كلمة طيب فى جملته (طيب ..سأساعدك )وكانت باللغة العامية بالدراجة فبعض الكتاب قد استخدموا العامية فى قصصهم عندما لم يجدوا ما يوافق تعبيرهم النفسى من اللغة الفصحى ،أرى من هذا الكاتب أراد أن يعبر عن مدى التسامح القائم فى ذاته وهو يحاور نفسه فهو يتحدث إلى نفسه فى لطف ولين محاولا الوصول بها إلى أقرب الحلول التى تساعده فى تحقيق سعادته وراحته المنشودة ومحققا اتزان نفسى متقبلا للواقع .
ويصور القاص الواقع الإجتماعى فى تقبله للحرية ورفضه لها ومعرفة الإنسان بمجتمعه وفهمه له ، فيقول :
(الواقع أقوى وأعتى ...سيسيطر على حياتك ...وستزدوج شخصيتك ...ولن تقبل أفكارك ...وستصبح المعذب فى الأرض )
وكذلك الصراع الداخلى الذى سيمر به وسيؤول به إلى العديد من الأمراض النفسية منها والعضوية .
وإذا اختار الاختيار الأول وهو الخيال فتكون النتيجة كما يذكرها مجتمعه :
(سيتهمونك بالتخلف ،والهوائية والسطحية والحمق ،وإنك خيالى ترى العالم والواقع من برج عاجى ...وربما تمادوا واتهموك بالجنون ).
وإذا اختار الاختيار الثانى فسينال:( عذذاب الأولين وعذاب الآخرين ).
وفى نهاية القصة بعد أن قدم الكاتب 3 اختيارات أمام الإنسان يقترح الموت وهذه النظرة التشاؤمية هى التى سيطرت على إنسان العصر الحديث قد لخصها الكاتب فى 3 أشكال للصراع النفسى الداخلى الذى يمر به الإنسان ،
وأخيرا يختم القاص هذا المونولوج بقوله :
(ربما عليك أن تموت ....أحسن !).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض