الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6

السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)

2013 / 10 / 20
الادب والفن


أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6
شعر : السمّاح عبد الله

وسلمونا لكهنة التوحيد
فحكموا على ابن رع بالمشي مائتي سنة في ظلمات حنينه لرع
وحكموا عليّ بالحبس ألف عام وعام في صحراء لا ماء فيها ولا شواطيء
واجترار ذكريات لم تحدث بعد
وكتفوني بالحبال المجدولة وأودعوني هودج ناقة عمياء
وظلوا يضربونها بالحجارة والعصي والصراخ
حتى انطلقت تجري يمينا ويسارا بلا حادٍ ولا هدف
إلى أن نفقت في عماها جائعة صادية وحيدة
وتدثرتُ بالخيام
ولما يقوم العطش في جسدي يلوح لي ابيضاض الماء في أعلى الجبل
فأصعد جارية إلى الصفا علني أبل ريقي فلا أجد غير السراب
فيلوح لي في المروة فأهبط جارية علني أبلل الشفاه
وليس ثم غير السراب والسراب والسراب
سعيت بين الجبلين سبعا وسبعين مرة
وقذفت السراب بالحجرات سبعا وسبعين مرة
ولما تعبت جلست متقرفصة وصوبت عينيّ في حفرة
بين حجرة ناشفة وحجرة مشمسة
فضربت الحجرتين وانطلقت الشرارات وأُضرِمَتِ النارُ
نارٌ مبهرجةٌ نارٌ حلالٌ تعلو وتخفت
حوّمتُ فوقها بيديّ وقرأت أسماء الرجال الذين قتلوني :
العابر ذي الفراشات والمائل الذي لا يريم والهارب وراء أشباحه
وذي الجلال وابن القصّاب والقصّابةِ والمنذور للرياح الدوّارةِ
فلم تهتز النارُ ولم ترجف
وتلوت أسماء رجالي الذين قتلتهم :
الطواف ذي البروق وقاطع أشجار الغابات وخبّاط تمر النخل
والمطرود من ذكرياته وذي الجلالةِ وربيب الحطَّاب
والحطّابةِ والمعلق من سقف أحلامه
لم تهتز النارُ ولم ترجف
فنهضتُ ووضعتُ رجلي اليمنى على الحجرة الناشفة
ووضعت رجلي اليسرى على الحجرة المشمسة
فعلت النارُ الحلالُ وبرقت وضوّءتْ وسرت حرارتها في باطن وركيّ
فصفقتُ بيديّ وهززتهما وضربت الحجرتين بأصابع رجليّ ورقصت
فصلصلت خلاخيلي
وركزت على كعبيّ ودرتُ حول نفسي
فبرقت حلقاني ورنت الخواتم في الحُقِّ المقفول
تعطّشتُ حتى جففتُ تلوَّيتُ حتى غفوتُ
وفي غفوتي تشوّفت
تشوّفتُ حتى انجلت الآلاءُ
رأيت كأنني مُمَدَّدةٌ على ظهري والمطر يهطل على نعاس عُرْيِي
فتتجمع القطراتُ في سُرَّتي كأنها كأسٌ بللورية
والعصافير تزقزق هابطة من السماءِ السابعة لتشرب من الكأس البللورية
وأسمع رفرفات أجنحتها وأحس دغدغات مناقيرها الصغيرة في سُرَّتِي
ولا أستطيع أن أشرب
أتمنى لو ان العصافير تلتقط القطرات وتقطرها في فمي فلا تفعل
ولما فتَّحْتُ عيوني كان الماء يجري من الحفرة دافقا رقراقا سلسبيلا
ماءٌ حلالٌ
مغتسلٌ باردٌ وشرابٌ
كان يتسرّبُ من الجهات كلها وينسل إلى الجهات كلها
وأنا أُحَوِّطُهُ بيديّ وأقولُ له : زم .. زم
وأنبطح على ركبتيّ ومرفقيّ فيتدلّى نهداي وتلامسُ الحلمتان حنان الماء
وأعبُّ الماءَ بفمي زم .. زم
أرشُّ جسدي كله زم .. زم
وأبلل شَعري زم .. زم
أسقي رجالي الذين قتلوني وأسقي رجالي الذين قتلتهم زم .. زم
فيزم ويزمزم

========================================
السمّاح عبد الله
========================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة