الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستهداف الكفاءات العراقية مرة أخرى .......!!!!

عامر الدلوي

2013 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


منذ التاسع من نيسان عام 2003 وهذا الملف مشرعة أبوابه , ومبعثرة أوراقه , كلما هبت الريح حملت قسم منها إلى المجهول , حيث ترقد ملايين الأوراق التي كتبتها لجان وهمية أمر دولة رئيس الوزراء بتشكيلها لتتابع التحقيق في عمليات ذات شأن لربما هو في الظاهر أكبر و أخطر من أوراق هذا الملف .. و أعني بذلك عمليات إقتحام وتفجير وزارة المالية لعدة مرات و البنك المركزي العراقي وآخر ولربما ليس الأخيرة إقتحام وزارة العدل وسجني الحوت في التاجي و أبي غريب المركزي
و إنني في الوقت نفسه إذ أعجب من قدرة الذاكرة الجمعية العراقية على النسيان والتناسي بمثل هذه السرعة الإسطورية , أستغرب في الوقت ذاته كيف أصبحت ذاكرة شرائح كبيرة من المهتمين بالشأن الوطني من الناشطين في منظمات المجتمع المدني وقوى التيارات اليسارية والديمقراطية والليبرالية تسير وفق دوغما محددة لاترى من خلالها لا يمينا ً ولا شمالا ً .. و لاتجد في كل دعواتها المتتالية للتظاهر ضد رواتب و مخصصات البرلمانيين .. سوى ذريعة بائسة لضعفها و عدم قدرتها على توجيه إصبع الإتهام للحكومة الطائفية القذرة الماضية في تنفيذ مخططات تدمير ركائز بناء عراق قوي و مزدهر .. عبر تحجيمها لدور البرلمان الرقابي على عملها , من خلال سلسلة من الإجراءات والقرارات التي يصدرها دكتاتور صغير يحلم بالإستئثار والسيطرة وبسرعة تفوق سرعة سابقه المقبور , وأهم هذه القرارات هي منع البرلمان من مسائلة الوزراء الفاسدين , و منع قادة الجيش و القوى الأمنية الفاشلين من تلبية طلبات الإستضافة البرلمانية , ونشرها للفساد المالي والإداري لا بل حمايته ومساعدة جهابذته من الدعوتيين على الهرب من المسائلة القانونية إلى بلدان لجوئهم الإنساني , والأدهى والأمر من كل ممارساتها الشائنة في وضع أسس نظام ولاية الفقيه الكريه , إنها من تضرب بيد من حديد و نار كل من يتظاهر ضد هذه الصورة النتنة التي تحاول رسمها للعراق الجديد , ولكن هذه القوى الدوغمائية تصر لا بل تؤكد إنها لا تملك شيئا ً في تظاهراتها ضد الحكومة , لا بل الأكثر إستغرابا هو إصدار أحد أكثر الناشطين دعوة للتظاهر , إصداره رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء وقادته الأمنيين تؤكد هذا المفهوم البائس في النضال .
كل هذا يجري تحت راية هذه الحكومة , في حين ما زالت عصابات الغدر و الخيانة الوطنية تصول و تجول في طول البلاد و عرضها منفذة مخطط إفراغ البلد من كفاءاته العلمية و على كافة المستويات و الأصعدة ... فبعد أن أنجزت المليشيات المتحولة لاحقا إلى منظمات مجتمع مدني والمجهزة بقوائم اسماء الطياريين اللذين قصفوا المدن الإيرانية خلال حرب الثمان سنوات لغرض تصفيتهم في العراق أو نقل بعضهم إلى إيران و إلى المدن التي شاركوا بقصفها ليجري إعدامهم هناك , و اللذين لم ينجو منهم سوى القلة القليلة التي تمكنت من الهرب من العراق أثناء فوضى الأشهر الأولى للإحتلال , توجهت هذه المليشيات القذرة نحو قطاع الخدمات الصحية والهندسية فأستهدفت الأطباء و المهندسين بالقتل و التهديد , الأمر الذي حدا بالكثير منهم للهجرة خارج العراق مستفيدين من أوراق التهديد التي وصلتهم و تهافت دول اللجوء على أستقبالهم بإعتبارهم طاقات منتجة و كفوءة مضافة لأرصدتها , وصار المواطن العراقي البائس ضحية لأطباء عيون فاشلين في مستشفيات طهران , بعد عمليات كثيرة أودت بهم للعمى التام , وكذلك بالنسبة للأطباء الأردنيين في مستشفياتهم و مراكزهم الخاصة في كردستان / أربيل من اللذين لم يسمع لهم ذكرا ً من قبل في مجالات إختصاصاتهم لكنهم صاروا يأتون لثلاث أيام يجرون فيها الفحوصات والعمليات ليعودوا بعدها إلى عمان محملين بمئات آلاف الدولارات المعفاة من الرسوم والضرائب سواء في الأقليم أو في بلادهم .
كل هذا يجري , وشماعة الحكومة جاهزة , الموساد , الجار التركي , التدخل السعودي القطري , اللذين صاروا أساس البلاء في كل ما يجري بالعراق بفعل ماكنة إعلامية ضخمة تتجسد بصحف صفراء و إذاعات وتلفزيونات مأجورة وفضائيات مسمومة ينفق عليها الجار الشرقي مليارات الدولارات من أجل تعمية و تجهيل الملايين من فقراء الشيعة في العراق أصحاب المصلحة الأساسية في التغيير واللذين لم يستفيدوا شيئا ً منه سوى حريتهم في الذهاب بزيارات مليونية راجلة للأضرحة المقدسة , ولمن يقول عكس ما ذكرت .. أعطيه اسمين فقط , لفضائيتين تنطق أحاهما بأسم أقذر سياسي طائفي في البلد , هذا الأشيقر لد كيف إن معداتهما بالكامل و أستوديوهاتهما , قد جرى بنائها ونصبها بالكامل من قبل فريق هندسي إيراني .
إن الحوادث الأخيرة مثل قتل العالم الشهيد الدكتور ( أحمد شاكر ) التدريسي في كلية طب جامعة بغداد أمام باب عيادته و في منطقة تقطنها أغلبية من فقراء و كادحي الشيعة اللذين كان يقدم خدماته لهم كمختص بجراحة الأعصاب , جريمة يندى لها جبين الإنسانية ولا يمكن إعتبارها من الجرائم العادية كما يريد القائد الفاشل للقوات المسلحة أن يصورها ليجعلنا ننساها و بكل السهولة التي يتوهمها .
و حادثة التهديد التي تعرض لها المهندس المعماري الشاب ( أ . ع ) والتي أجبرته على مغادرة البلاد ليرتمي في أحضان بريطاني العظمى التي فتحت له صدرها و أحتضنته كوليد فقدته من سنين وعاد إليها اليوم , هي الأخرى تشكل وصمة عار أخرى مضافة في جبين الحكومة ومن لا يتظاهر ضدها من القوى التي اشرنا إليها سابقا ً .
واليوم إذ يتعرض الكثير من شبابنا لمثل هذه التهديدات و التي ستجبرهم بالنتيجة على مغادرة البد أسوة بأقرانهم اللذين سبقوهم .... لا يسعني إلا التوجه بالتساؤل التالي لمن تولوا مقاليد الإمور في العراق بعد سلسلة من مؤتمرات و إتفاقات مخجلة مع الجانب الأقذر منهم , الأمريكي وشريكه جارنا الشرقي المملوء سما ً و حقدا ً على العراق , لنفترض إن مساعيكم هذه تكللت بالنجاح حين من الدهر ... ولكن هل تتذكرون المصير الأسود لمن سبق و أن باعوا أنفسهم وأعراضهم للأجنبي قبل ستة عقود من الآن أم إن قلوبكم ضرب الله عليها بختم من العمى .
سيبقى العراق ... وسيذهب الحقد و الكره الفارسي إلى مزابل التاريخ .. هو صنائعه اللذين تمثلون أكثرهم خسة و نذالة في هذه المرحلة بالذات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام