الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث

عصام عبد الامير

2013 / 10 / 21
سيرة ذاتية


أسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثالث )
كيف يمكن وصف حياة أسير عراقي في العراق ما هي الوسيلة التي ننقل من خلالها الصورة الحياتية والأنسانية التي هو عليها بعد أن أمضى ستة عشر عام في الأسر قضى ريعان شبابه و الجزء المهم من حياته في ظروف لايمكن وصفها من قهر وأظطهاد وحرمان هل يكفي أن نقول أنه ضحية حرب لامعنى لها وقد تم أستلاب وسحق حقوقه ألانسانية وألأدمية تحت وطأة نظامين هما أقسى وأسوء أشكال النظم التي عرفها التاريخ ألأول شعاره ألقومية والعروبة وفلسطين والثاني شعاره ألأسلام وقضية أستشهاد الحسين كم من الصعوبة على المرء أن يكون وسط حرب وفي قلب ساحة المعركة وهو لا يؤمن بها بل هو يعلم جيدا أن كلا النظامين هما أعدائه وأعداء شعبيهما وكل شعاراتهم وأهدافهم هي كلام مزيف لن يحققوا شيء بل ولا حتى حرف واحد منها كل ما فعلا هذين النظامين هو تنفيذ مخطط أمبريالي غربي غايته تدمير أمكانات وطاقات الشعبين الأيراني والعراقي هل يمكن أن تتخيلوا صعوبة موقف هذا الكائن البسيط والمتواظع وهو كان يحلم في شبابه أن يكون مقاتلا مع الشعب الفيتنامي في حربه ضد القوات الأمبريالية الأمريكية أو أن يكون أحد مقاتلي جيفارا الثائروأذا هو به وسط حومة صراع دامي ومدمر ليس له أي معنى تأريخي أو جدوى أنسانية يتم من خلالها دفع عجلة تقدم الشعوب نحو الأمام بل على الضد من ذلك هو كان يعلم جيدا أن كل ما كانت تفعله تلك الحرب والصراع العراقي الأيراني أنذآك هو خدمة المصالح الرأسمالية الأقتصادية والعسكرية وفي نفس الوقت يتم أستنزاف قدرات العراق وأيران بل حتى المنطقة ومن أجل أن أنقل لكم طبيعة حياة هذا ألأسيروهو يقضي بقية حياته في العراق أروي لكم هذه القصة في ليلة في بغداد وهو نائم في منزله رآى في المنام أنه في ألأسر( وكان نائما وكان يحلم في منامه بطيف جميل وردي اللون زكي العطر زاهي المنظر فيه بهجة وسرور منقطعة النظير كان يحلم بأن الحرب العراقية الأيرانية قد أنتهت وأعلن وقف أطلاق النار ووقف نزيف الدم للشعبين هذا تم بسقوط النظامين بعد ثورة شعبية قام بها الشعبين العراقي والأيراني للتخلص من الحرب والمتسبب بأشعالها وأطالة أمدها وفجأة وأثناء الأحتفالات الجياشة والأفراح العارمة التي كان يشاهدها على شاشة التلفاز جاء زملائه في الأسر مهرعين وقالوا له عصام أنهم يسألون عنك في ألأدارة الأيرانية للمعسكر ويطلبون حضورك وأذا بجندي ايراني يقول له بالفارسي (شما عصام ) أنت عصام فأجابه بالفارسي (بله ) نعم فقال له الجندي (خوب بيا ) (طيب تعال ) ذهب مع الجندي وخرجا عابرين الأسلاك الشائكة ودخلا مبنى الأدارة واذا بآمر المعسكر الأيراني وحوله ثلاثة أشخاص في عمر زهرة الشباب وجوه باسمة وردية وعيون ملؤها السماحة والطيبة أحدهم قال (عصام زند باش ما فراموش نميكنيم استادكي شما قهرمانه وقتيكه حمله رجيم مرتجع أيران برعليه حزب توده) بالعربي (تسلم حياتك عصام نحن لا ننسى وقفتك البطولية زمن الهجمة للنظام الرجعي الأيراني على حزب توده ) وقال بالفارسي (شما فرياد كشيدي وكفت نه نه أين كودتها مرتجع بر عليه أنقلاب ملة أيران ) بالعربي (أنت صرخت وقلت كلا كلا هذا انقلاب رجعي على الشعب الأيراني ) وقال (ما ميدنم أينكه شما جي قدر رنج بريديد وشكنجه كشيديد براي ملة أيران وملة عراق ) بالعربي (نحن نعلم كم عانيت وتعذبت من أجل الشعب الأيراني والعراقي) فأجابهم بالفارسي (خوهش ميكنم أين واجب ملي وأنساني بود ) بالعربي (أرجوا المعذرة هذا كان واجبي الوطني والأنساني ) وفجأة بدأ أحد هؤلاء الشباب يتحرك ويميل رقبته وكأنه يريد أن يتكلم كان طويل القامة حنطي اللون ذو عينيين باسمتين ورحب الوجه فقال وبشكل مفاجىء بالغة العربية رفيقي عصام نحن نعلم جيدا أنك لست احد أعضاء تنظيم الحزب الشيوعي العراقي ولكنك صديق مخلص لهذا الحزب ومبادئه الوطنية والأنسانية ونحن على علم كيف أنت ورفاقك واجهتم وتحديتم النظام الدكتاتوري البعثي وانتم في ألأسر حيث كانوا البعثيين يرهبون ويهددون ألأسرى بالعودة وما سيلاقون من عقوبات وويلات اذا أعلنوا رفظهم ومعارظتهم للنظام وكيف أستطعتم انتم المجموعة الصغيرة من الأسرى أن ترفعوا راية الحزب الشيوعي العراقي وتجسدون سياسته وشعاره الواضح والمعلن الرافض لبداية الحرب من قبل النظام العراقي واطالة أمدها وأستمرارها من قبل النظام الأيراني التوسعي أنت ستخرج مع أخوانك الأسرى وستشاهد بداية حملة الأعمار وأصلاح ما خربته الحرب بالتعاون والتأزر ما بين الشعبين حيث انهما قد فتحا صفحة جديدة من تاريخهما عنوانها السلام والازدهار والتقدم لم يشعر هذا الأسير المسكين بسعادة في يوم من الأيام مثلما شعر بها في ذلك الحلم وفجأة أنطلق في الجوصوت (أنهض أخي أنهض صلاة صلاة صلوا على محمد وأل محمد وأذا بصوت التوابين يوقضه من منامه ليجد نفسه داخل الأسرمن جديد ) بعد قليل وبعد أن أستعدت الأسرى للصلاة بعد أتمام الوضوء وغيرها بدأ المؤذن بالأذان (الله أكبر ألله أكبر ) وأذا هو يستيقض من منامه في منزله في بغداد على أصوات ألأذان من عدد من الجوامع والحسينيات في منطقته ) بدأ يتلفت وينقل نظراته يمين وشمال ليتحقق من المكان فتأكد أنه في منزله في بغداد حين رأى زوجته نائمة بجواره نهض من فراشه وذهب ليتناول قدح من الماء بعد ذلك أخرج سيكارته التي لا تفارقه الا أثناء النوم وأذا بصوت أنفجار كبير يهز المنطقة أستيقضت طفلته مفزوعة وتصرخ فذهب اليها مسرعا وحاول أن يهدئها وقال لها (لا تخافي بابا نامي لايوجد شيء)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس