الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي

كور متيوك انيار

2013 / 10 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي
كور متيوك

يعتزم الرئيس البشير زيارة جوبا للمرة الثالثة على التوالي منذ إستقلال جنوب السودان غداً الثلاثاء و بعد شهر فقط من زيارة الرئيس كير للخرطوم و ذلك في إطار سعي الرئيسين لتطوير العلاقات بين الدولتين و الحكومتين و من الواضح إن تلك العلاقات اصبحت تتطور في كل يوم و اخر ، خاصة بعد التغييرات الكبيرة و الضخمة التي اجراها الرئيس كير في حكومته و في مراكز إتخاذ القرار و الثقل الشعبي و السياسي ، حيث اطاح بقيادات تاريخية كبيرة جداً كان لها الاثر الكبير في مجريات الامور و على راس هولاء الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم و كبير مفاوضي جنوب السودان الذي يخضع للتحقيق و وزير شؤون مجلس الوزراء السابق دينق الور كوال و وزير الخارجية السابق نيال دينق و نائب الرئيس السابق دكتور رياك مشار و نائب رئيس الحركة الشعبية ، و من الواضح إن الخرطوم اصبحت مطمئنة على طبيعة علاقتها مع جوبا طالما اولئك القادة سيكونون بعيداً من مراكز القرار لانهم من اكثر القادة تشدداً في كيفية التعامل مع السودان .
الزيارة الحالية تاتي في وقت بالغ التعقيد بالنسبة لحكومة الرئيس كير و الرئيس البشير ، فالاول يواجه معارضة سياسية غير مسبوقة في التاريخ السياسي لجنوب السودان حيث يحتشد كافة قيادات الحركة الشعبية في معارضتها لسياسات الحكومة و لقد إزدادت تلك المواقف مع تزايد الاستقطاب الحاد في إتجاه عقد المؤتمر العام للحركة الشعبية و إختيار مرشح الحركة الشعبية لانتخابات العام 2015م و لقد اعلن دكتور رياك مشار نفسه مرشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة و يسعى للحصول على تفويض الحركة الشعبية له على حساب الرئيس كير و يتوقع البعض إن ينضم باقان اموم إلى السباق الانتخابي . بينما يواجه الحكومة السودانية التي يراسها الرئيس البشير إحتقان شعبي غير مسبوق و الذي ادى إلى إحتجاجات جماهيرية كبيرة عقب القرارات التي إتخذتها الحكومة برفع الدعم عن المحروقات بالاضافة إلى مشاكل في دارفور و في النيل الازرق و جنوب كردفان .
إذن هناك مصالح مشتركة تجمع الحكومتين و هو البقاء ، و ذلك لن يتم إلا بإجراءهم إصلاحات إقتصادية مهمة جداً ينعكس إيجاباً في شكل خدمات في صالح المواطن و خاصة في جنوب السودان الذي يفتقر إلى المستشفيات و المياه الصالحة للشرب و المدارس و إزدياد البطالة وسط الخريجين بالاضافة إلى إستمرار فتك الملاريا و التايفود بالمواطنين .
الزيارة الحالية للرئيس البشير إلى جوبا مازال الكثيرين من المواطنين في جنوب السودان يتساءلون عن سبب الزيارة و في اواخر شهر اكتوبر و الذي كان من المفترض وفقاً لمقترح الوسيط الافريقي ثابو مبيكي إن يجرى فيها إستفتاء ابيي الذي طال إنتظاره إلا إن الاتحاد الافريقي لم يتمكن من إقناع السودان باهمية موافقتها على إجراء الاستفتاء بعد حملة دبلوماسية كبيرة قامت بها السودان وسط الدول الاعضاء في مجلس السلم و الامن الافريقي و ذلك اثناء إنشغال جوبا بتامين مرور صادراتها النفطية عبر السودان و الذي كان يتعارض مع إجراء استفتاء ابيي في وقتها المحدد . في الاونة الاخيرة حصلت نوع من التقارب بين الحكومتين في جوبا و الخرطوم و ليس من المعروف هل هي نتيجة للتقارب بين البلدين في الكثير من الملفات خاصة في ملف تصدير النفط ام إن جوبا لها مواقف اخرى مخفية و هو ما سيكشف عنه الايام القادمة ، فمثلاً وزير الاعلام و الناطق الرسمي باسم الحكومة مايكل مكوي يقول إنه من المستحيل إجراء استفتاء ابيي في الشهر الحالي حتى لو تم تسخير كافة اموال العالم و هو ما يجعلنا نتساءل هل مشكلة ابيي هي مشكلة عدم توفر اموال ام هي غياب الإرادة لدى السودان لحسم القضية و إنضمت إليها مؤخراً جوبا لتصبح غياب إرادة دولتين حتى تثبت العكس ، و يضيف الناطق الرسمي باسم و زارة خارجية جنوب السودان إنه ليس من المناسب إجراء الاستفتاء في هذا الشهر و ربما يقصد بعد قرارات الاتحاد الافريقي بضرورة إستمرار الرئيسين في التفاوض حول قضية ابيي و الذي يرفضه دينكا نقوك قيادةً و شعباً .
يظل السؤال الذي يشغل بال المواطن الجنوبي ما هو اجندة القمة الرابعة في كل من جوبا و الخرطوم ؛ على الرغم من إشارة البعض لاحتمال تناول القمة لقضية ابيي و الترتيبات التي ينبغي إتخاذها حيالها إلا إنه من المستبعد إن يقبل السودان مناقشة القضية في اجندة القمة و هي تعرف إن موقفها مسنودة بدعم دبلوماسي دولي من مجلس السلم و الامن الافريقي و الاتحاد الافريقي لذلك ستتفادى اي إتجاه لمناقشتها في القمة حتى ما بعد اكتوبر ، و من المتوقع إن تمهد القمة الحالية لعلاقة اكثر قوة بين حكومة جوبا و حكومة الخرطوم و ذلك إذا كانت موقف جوبا الحالية تجاه قضية ابيي هي موقفها الثابت .
للحكومتين مصلحة مشتركة في التعاون على المدى القريب لمواجهة بعض الصعوبات الداخلية مثل المعارضة و تحسين الاقتصاد ، لكن اراد الدولتين او لم يريدوا فقضية ابيي الذي يحاولون الابتعاد منه سيكون سبب للعودة لسنوات العلاقة الغابرة لان الخرطوم تواجه ضغط من المسيرية لإتخاذ موقف حيال الاستفتاء الذي يجريه دينكا نقوك من طرف واحد ، و في حال إستجابة الخرطوم لتلك الضغوط فسيكون جوبا امام خيارات صعبة سيحدد مستقبلها و هو الاختيار ما بين البترول و القيام بواجباتها بحماية مواطنيه في ابيي ، عائدات البترول يضمن لحكومة جنوب السودان البقاء و كذلك ستهتز صورتها في الكيفية التي ستتعامل بها مع قضية ابيي إذا وصل الحال إلى حرب شبيه باحداث مايو 2008م و مايو 2011م .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا


.. نتنياهو والإصرار على القضاء على حماس.. ما هو البديل وما هي ا




.. لأول مرة في تاريخه.. منتخب سلوفينيا يحجز مقعده في الأدوار ال