الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهل المعرفة ومعرفة الجهل

شريف الغرينى

2013 / 10 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من السهل أن تصف معارضيك بالجهل ومن السهل أن يرد عليك الإهانة بأقبح منها ، تلك هى طبيعة المرحلة ولا أدرى هل يمكن لنا أن نرى فى ذلك شيئا من الأمل أو أن نرى فيه مبعثا على الغم والتشاؤم ؟ .. نعم هى بلبلة ولكن البعض من المتفائلين يرى أن البلبلة أيضا لنا منها مكتسبات ولنا فيها دروساً وعبراً، والحقيقة أن هناك بالفعل مكتسبات لما يحدث فى مصر مهما كانت قتامة المشهد ، فعلى الأقل أصبح منا من يعرف أن هناك جهلا منتشرا بين الناس وعلى كافة المستويات ، كشفته ومازالت تكشفه الأحداث وبينته ومازالت تبينه الهزات السياسية المتلاحقة على مدار ما يقل قليلا عن ثلاثة سنوات ، ومن خصائص هذا الجهل التخبط الفكرى والزحمة فى المتحدثين و المتطوعين وكثرة أصحاب الرؤى المبنية على ضعف البصر والبصيرة وكثرة بعثرة المصطلحات الإنسانية والقومية والسياسية دون وعى حقيقى لمعناها الأصيل ،و تقيؤ أكبر قدر من المطالبات التى لن يلبيها أحدا ولا يقدر أحدا على تلبيتها أنياً، ولكنها فقط ستربك الجميع وتسقط حصان الجر الوحيد الذى لا نملك غيره ؛ لذلك نحن أمام حالة شديدة التعقيد لا يمكن أن نلوم فيها أحدا بعينه ولا يمكن أن نتصور أن أحدا بعينه يستطيع فك ذلك الإشتباك الوطنى غير الصحى وغير الحميد، فهاك اشتباكا وطنىيا جادا ومخلصاً يهدف لمحاربة الفساد واخر يهدف إلى دعم الحريات وتطوير البنية المدنية والإنسانية والحقوقية للمجتمع وهذا ما نراه اشتباكا صحيا ولكن أن يكون الإشتباك هداما يهدف للتعطيل والمراوغة وإطالة اماد الفترة لإنتقالية التى تعد اضعف فترات الدولة واكثر الأوقات حرجا فى تاريخ الامم ، فنحن إذا أمام تنظيم أو عدة تنظيمات أو جهة أو عدة جهات أو جهاز أو عدة اجهزة تريد الإستحواذ على السلطة فى مصر بأى طريق ، حتى لو كان الطريق إلى تلك السلطة معبدا بجماجم الضحايا متحصنا بكلمات الحق التى يراد بها السلطة ؛ مثل الحرية وحقوق الإنسان ، وحقوق الأقليات ، فقطع الطريق جرم كبير له عقوبات مشددة فى أعتى الديمقراطيات ولا يتم تعريفة بأى مسمى أخر ولا بغير ما يقره المنطق السوى فى تعريف الأشياء ، وبالتالى يرون أن قطع الطريق لا علاقة له من قريب أو بعيد بحرية الرأى او حرية التعبير عن الرأى ، ولكن يبدوا أن من بيننا فى مصر من يتحدث الإنجليزية بطلاقة اكثر من ملكة بريطانيا، و تصديق هذا من علامات الجهل ودلائله ، فيأتيك من لم يقرأ حرفا واحد عن الحرية ليرفض أى محاولة من الدولة لفرض النظام فيرغى ويزبد ويهلفط متعللا برفضه التام لكبح الحريات ، والحقيقة أن الحرية ليست ذات وجه واحد فلو تصورنا أن قطع الطريق حق وحرية للبعض فعلينا أن نتصور أن هناك البعض الأخر الذى يرى أن من حرية الأخرين ممارسة حقهم فى استخدام هذا الطريق المقطوع ذهابا وإيابا ؛ أردت بهذا المثال التوضيح فط ولكن مازال هناك العديد من الامثلة كأحاديث البعض عن حقوق الإنسان التى أصبح المتشدقون بها يعلون قيمة حق الأنسان فى أن يقتل ويدمر ويهدم ويحرق وطنه بعدم تدخلهم وصمتهم تجاه كل ما يحدث إلا إذا حاولت السلطات مقاومه ذلك من أجل الصالح العام وقتها تجدهم يتكالبون علينا فرادى وجماعات وهم يطلون من كل نافذة ممكنة ليسمعوننا مانكره بغرض توسيع رقعة الفتنة والبلبلة وطبعا بما أنك تمتلك محطات فضائية تكذب بإحتراف حينا وبفجاجة وإسفاف أحيانا وبما أن لديك جهات تمول وتملأ جيبوب أصحاب الأقلام المستباحة والأعراض الصحفية الرخيصة ، فلا مانع من أن تفعل ما تريد وترتكب ما شئت من جرائم ضد قيم الحرية وضد قيم حقوق الإنسان ثم تحتمى لعمرك بنفس القيم!! طالما أنك تجد من يردد سخافاتك وافتراءاتك ويتساوى فى ذلك عندى من تحدث جهلا بالمعرفة أو معرفة بالجهل .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ




.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا


.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟




.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب