الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول رفض الداخلية العراقية لخروج تظاهرات 26/10 في بغداد

مناضل البصري

2013 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


اصبح واضح لكل متتبع او محلل للعملية السياسية في العراق بانها تدار وراء الكواليس دون الاهتمام بما يدور في الشارع العراقي بل وصل الحال كأن كتل و ساسة هذه العملية يعيشون في عالم ليس فيه غيرهم و ان العراق عبارة عن ضيعة ورثوها عن أبائهم و اجدادهم و ما موجود من بشر هم عبارة عن رعاع حسب وصف الكثير من البرلمانيين لا صوت لهم ,عليهم فقط تقديم فروض الطاعة و القبول بما هو مقسوم لهم و ما تخصصه لهم الحكومة و البرلمان من هبات يمنون بها عليهم , و قد اوهمهم غرورهم ان صوت الشعب ما هو الا فرقعه فنجان لا يقدم ولا يؤخر و ان ثروات العراق هو مشروعهم عليهم ايجاد السبل الكفيلة لتوزيع الادوار بينهم لادارة هذا المشروع بما يضمن تواجدهم الدائم و يحقق لهم اقصى الايرادات من هذه الثروات ولا يهم ان يبذخوا من خزينة الشعب لتطوير اجهزتهم الامنية لقمع اي صوت رافض و على المستفيدين و المنافقين ليكونوا صوتهم في الشارع و على الاعلام الموالي لتجميل عمليتهم السياسية و على الارهاب و الميلشيات لتفتيت ارداة الشعب و جعل البلد يعيش بداومة العنف و الذي لا ينتج سوى مزيد من الخراب و القتل و الرعب لدى جماهير الشعب لقهر ارادته و صوت شبابه , و وصل بهم الاستهتار بان هم من يخرقوا الدستور مرارا, الدستور الذي هم من فرضوه على الشعب بكل سلبياته كانهم نادمون على وضع بعض مواد تضمن حرية التعبير السلمي فعدم اعطاء موافقة على التظاهرات في بغداد لاكثر من مرة و اخرها تظاهرات 26/10 ما هو الا خرق للدستور من قبلهم , الدستور الذي طالما خرجوا علينا هؤلاء الساسة يطالبون الجميع بالالتزام به و ها هم يخرقوه دون خجل او حياء بل اكثر من هذا عندما خرقوه بقمعهم لتظاهرات سلمية بدلا عن حمايتها .
ان هذا يدل على ان هؤلاء الساسة وصلوا الى المرحلة القصوى التي لا يصلها لها الا الدكتاتوريات و القادة الفاشست و هي الاستهتار المبالغ فيه بالتعامل مع شعوبهم و كسر ارادتها و اعتبار الشعوب ما هي الا مشاريع تجارب و مادة لاختبارات سايكولوجية و سياسية و اجتماعية للوصول الى نتائج تخدمهم .
ان ظهور وعي بين الاوساط الشبابية الوطنية و وصولها الى درجة تنظيم هؤلاء الشباب انفسهم و تأسيس منسقيات تعمل على ايجاد طرق سلمية (و ضمن الدستور العراقي و الذي فرضه الساسة على الشعب العراقي كما اسلفنا ) للتعبير و المطالبة ببعض حقوق الشعب و رفض الفساد و سرقة المال العام و من هذه الطرق و ابسطها هي الخروج بتظاهرات سلمية منظمة بشكل حضاري كما حصل في التظاهرتين السابقتين و التي تفوقوا بدرجة تنظيمها و تحضرها على البلدان المتقدمة , هذه التظاهرات كشفت بشكل لا يقبل اللبس عن الوجه القبيح لهؤلاء الساسة و عرتهم تماما امام الشعب العراقي , اثبتت بان هؤلاء الساسة لا يسمحوا بظهور مثل هذه التقاليد الشعبية لتتطور و تصبح سياقات نضالية لهذا الشعب المظلوم و بالتالي يغلق عليهم منافذ الفساد و السرقة و تنفيذ السياسات الموكلين بها من قبل اسيادهم في تمزيق اللحمة الوطنية العراقية و ترسيخ التخلف .
لقد صور لهم غرورهم و دناءة خلقهم و خلفياتهم الفكرية و الاجتماعية و السياسية السيئة و ما صنعوه من اجهزة بوليسية و ميلشيات بان الشعب العراقي لا يمتلك الارادة و ليس لشبابه تأثير على مستقبلهم السياسي و ان هذا الشعب خير وسيله لاسكاته هو بقمعه و قمع شبابه الوطني و اسكات اي صوت معارض, ناسين بذلك ان هؤلاء الشباب يمتلكون طاقة مخزونة و ثقافة وطنية و حس شعبي لا يملون من الاستمرار بنضالهم و سيزدادون اصرار و ثقة و سيزداد عددهم يوما بعد يوم ما دام الظلم و الفساد مسيطر على مقاليد الحكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها