الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة سقوط الثوار

محمود رزق

2013 / 10 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فى يناير عام 2011 كانت البداية الحقيقية لثورة مصرية حرة و نزيهة استطاع فيها شعب مصر بمختلف طوائفه ان يبهر العالم وان يكون يدا واحدة ، لم تسطتع عناصر أمن الدولة و جهاز الأمن الوطنى ان تتخيل هذا النجاح فكانت بمثابه صدمة لرجل ظن ان الحكم فى مصر اصبح وراثة لأسرة ملكية جديدة بعد اسرة محمد على ، كان مبارك يظن ان فراقه عن حكم مصر لن يكون الا بموته او تولى نجله جمال ، لكن الشعب لعب دورا كبيرا فى تغيير هذا الفكر و كل موازيين القوى ، لم يظل هذا الترابط سوى شهور بعد تنازله للقيادة العسكرية من اجل قيادة البلاد في مقابل الخروج الأمن البعض قام بتخوين المجلس العسكري خاصة بعد شهادة طنطاوي وعنان الغير مكتملة ضد مبارك وتأخير الانتخابات الرئاسية و مجزرة بورسعيد و الدور الذى لعبته القيادة العسكرية سواء بالتورط فى بعض الدماء او الوقوف بشكل سلبى و التعمد فى أخفاء الكثير من الحقائق ضد مجهول ، مما جعل اغلب الثوار يظنون ان لهم يد قوية ومشاركة لفلول النظام السابق ، فى عمليات السحل والقتل و دخول الشرطة كأداة انتقام من الشعب بعد سقوطها يوم 25 يناير 2011 ، بدأ الانقسام الثورى على يد الجماعة المحظورة حين تلاعبت بالشعب لأجل مصالحها واعلنت عدم ترشحها للرئاسه و مجلس الشعب ثم بدأت تتلاعب بمشاعر الفقراء وتتاجر باسم الدين ، وانكشفت الجماعة فى اسرع وقت ممكن حين قامت احداث محمد محمود ومجلس الوزراء فتناسى اعضاءها دورهم الثورى لأجل السلطه و وقفت فى صف الفلول والشرطة و أعلن سعد الكتاتنى ان الشرطة لم تطلق رصاصة واحدة تذكر ثم حاولت الوصول الي الحكم بأكثر من مرشح حتى نجحت فى الوصول الى كرسى الحكم و لم يجد الثوار امامهم سوى الدكتور محمد مرسى ممثل الاخوان و وشفيق ابن النظام و مرشح الفلول .
كان عدم اجتماع الثوار على مرشح واحد يتم مساندته هى ليلة سقوط الثوار فقد نجح الفلول و عناصر النظام السابق فى الوصول الى غرضهم بتقسيم الثوار لمواجهة خصم اخر يمتاز بالطمع و الانحياز الى افكاره الوصولية و لم يجد المجلس العسكرى امامه الي عقد صفقة مع خصمه ، لأجل الخروج الامن ، هذا الخصم الذى استخدم الدين طريقا سهلا للوصول الى الحكم و تحالف معه الحظ ، حين و ضع الشعب امام خياران اسوءهما سيء ، مرشح الاخوان او الفلول ، فلم يجد اغلب الثوار امامهم سوى الوقوف بجوار هذا المرشح خوفا من انتصارالفلول و موت ثورتهم ، و كان نجاح محمد مرسى ليلة السقوط الثانية للثوار ، الاخوان الذين باعوا الثورة للوصول الى الحكم و الذين ظنوا انهم مخلدون و الفرصة اتتهم للانتقام من الفلول و انهم الثورة و تناسوا ان هناك عدو اخر قوى مازال يتوغل داخل جسد الدولة المنهكة و يمتلك المال و الجهاز الادارى و القضاء الفاسد ، لعب هذا الخصم دورا قويا فى اسقاط سياستهم خلال عام واحد.
لم تكن ليلة سقوط الاخوان ليلة عابرة بل ليلة سقوط الثورة باكملها فالاخوان وان كانوا الاسوء ، فان الانقلاب العسكرى الذى ايده الشعب ظهرت انيابه ، حيث عادت الدولة للقمع الحريات و اسقاط الدستور الاخوانى لاقامه دستور جديد اكثر استبداد و قمع من دستور 71 و كشر الانقلابيون الجدد عن انيابهم الحقيقية حين بدأوا التجارة بالوطنية و التلاعب بقوة الترابط الموجودة بين الشعب وجيشه و عادوا لاستخدام الشرطة فى عمليات القمع و القتل من جديد حتى لا يزجوا بالجيش الى حرب لا يعلم مداها الا الله ، كان تفويض الارهاب هو الخطوة الاولى و ليلة السقوط الرابعه ، فكيف يقبل شعب أخذ حريته ان يعطى القامع السيف ليقتل و يسفك الدماء ، ان الانقلابيون استخدموا قانون الارهاب ضد المدنيين و فى فض الاعتصامات و لا يسعنا الا ان نراهم مجرمى حرب ، و لقد صدقت حكومة الفلول الذى تم تعينها علي تفويض الدم و حين اعترض الثوار علي قانون التظاهر فبدأ التلاعب بقانون الارهاب ، حتى لا تختل منهم توازن القوى و تناسوا ان الشعب ليس كله اخوان ، و يعد سقوط رابعه العدوية هو ليله سقوط جديدة حتى الان للثوار فى التخلى عن مبادئهم الثورية الذين اجتمعوا عليها فى 25 يناير 2011 اما ليلة السقوط الاخيرة فهو التنازل عن ميدان التحرير الذي كان صوت الرعب و شوكة تؤلم ظهر كل حاكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في