الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة الفرد القائد تتكرر بعد 2003

محمود القبطان

2013 / 10 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ما أن لفظ النظام الفاشي السابق أنفاسه وسقط كبُر الأمل في نظام ديمقراطي ولو على مراحل لبناء الوطن والمواطن على أسس صحيحة ويحتل الشخص المناسب مكانه المناسب لطوي فترة طويلة من الفساد وسرقة أموال الشعب على أيدي طغمة فاسدة وجاهلة لا تعرف إلا الحروب والقتل والتغييب. تدرجت مراحل تكوين ذلك النظام من القتل وتغييب القياديين في حزب ذلك النظام وكان قد سبقه قتل أي معارضة محتملة فشردت مئات الآلاف الى خارج الوطن وقبع في السجون الآلاف حيث قتل القسم الأعظم منهم وبأبشع الطرق.وتحول الحزب القائد الى الفرد القائد لا قول لغيره في تسيير أمور الدولة وناسها.ففجر الحروب وأتت على الأخضر واليابس ,كما يقال.أصبحت الحروب ماكنة للقتل والترويع والتجويع,والقائد لا هم له إلا سلطته,يحسب الأنفاس على مواطنيه,"يوزع" مكارم عليهم دجاجة في العيد في حين كان الحصار قد أتى على ما تبقى في الدولة الغنية,دمر المواطن وأصبح في عوز كبير,لا يعرف طعم الأكل الصحي ولا العلاج الطبي الحقيقي و لا بناء أي مسكن لفقير.انتشر الفقر والجهل بين الناس بشكل مُروّع ربما لم يمر العراق بمثله من قرون عديدة.اختفت الثقافة الحقيقية إلا ما يُطبل للقائد الضرورة وأصبح الفن بيد الانتهازيين التافهين الذين يعيشون في كل الأزمنة على حساب ضمائرهم.

سقط النظام البعثي الفاشي واستبشر الشعب العراقي بحكم أقل ما يقال عنه سوف يعيد الأمل في الحياة من جديد بعد أربعين عاما أي منذ 1963.قرر الأمريكان"المحررون"شكل العملية السياسية الجديدة, وجلبوا الى الحكم من كان يشعر بالتهميش, يعرف الأمريكان العقدة الطائفية في العراق فأتوا بمن يُراد منهم أن يقودا الدولة وهم ,الأمريكان,يعلمون علم اليقين بأن القادة الجدد لا يعلمون ولا يفقهون أي شيء
وانما كانوا مجموعة من الميليشيات قسما منهم في إيران ومجموعة ارتضت العيش في المهجر حتى تحين الساعة ربما لصدفة قد ترفع من شأن هذا أو ذاك لكي يتبوأ منصبا هنا أو هناك.لا بل أكثر قرر ,المحررون, أن تبنى العملية السياسية على المحاصصة الطائفية والقومية,لكي يبقى العراق بين شد وجدب الى أن يُقسم وحسب مخططاتهم المعلنة وليست السرية.

وصلت الأحزاب من الطائفة المهمشة للحكم وانتشر الفساد بشكل أثار استغراب العالم كله حيث كان العراق في التصنيف العالمي للفساد قبل الصومال,أي في أسف القعر العفن منه.توالت تشكيل الوزارات على العراق بعد سقوط النظام ألصدامي,فأتي إياد علاوي لكن التقاتل من أجل السلطة ازداد بشكل بشع وجشع وأرادت بعض الكتل أن تستولي عليها بأية طريقة كانت,القتال بين الطوائف المتشابهة والمختلفة أصبح حدثا يوميا وفي كل أرجاء العراق,فشل علاوي في السيطرة,جرت انتخابات برلمانية وأتى إبراهيم الجعفري ,فتصور الأخير أن السلطة بين يديه ولن تفلت منه لكن الأمن فلت من بين يديه وتحول العراق الى مسرح للقتل والتفجيرات حيث نشط البعث الساقط لتوه في المدن التي يُعشعش فيها من قبل ودخلت أفواج وأفواج من القتلة من تنظيم القاعدة ليفجروا الأوضاع الهشة بين الطوائف الدينية ,سقطت حكومة الجعفري وأتوا بشخص المالكي,الأمين العالم لحزب الدعوة الجديد, من السرب البعيد في حزب الدعوة لتبقى المحاصصة أساسا في كل تشكيلة وزارية,جاؤا به كحل وسط,انشطر حزب الدعوة وخرج الجعفري ليشكل حزبا لنفسه ويسحب بعض الكوادر معه ,لكنه لم ينفصل طائفيا,بسبب الحس الطائفي الذي يتمتع به كل رجالات العهد الجديد من الطرفين.,ازداد القتال وسيطرت الميليشيات في كل أرجاء العراق.وفي خطوة لإثبات قدرته على الحكم قرر المالكي الذهاب الى البصرة والتي حُرِمَ فيها كل شيء إلا السرقة والفساد ليبسط سيطرته على المدينة وتخليصها من المليشيات المنفلتة.يبدو أن المالكي في تلك اللحظة شعر بالقوة وما يترتب عليه اتخاذه في المستقبل....يتبع
د.محمود القبطان
20131021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح