الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا تنسحب الرياض من الأمم المتحدة

خالد عياصرة

2013 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا لا تنسحب الرياض من الأمم المتحدة
خالد عياصرة – خاص
رفضت السعودية قبل أيام القبول بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، خطوة الرياض الاحادية جاءت مع أنها عملت سابقاً على ترشيح نفسها، ومنعت غيرها من الترشح لرغبتها في الكرسي. حجة الرياض في ذلك أن الأمم المتحدة تمتهن سياسة الكيل بمكيالين، ومتحيزة بشكل واضح، ضد المصالح العربية، والذي تراه سلبياً خصوصا في إدارة الملف السوري والقضية الفلسطينية !
بعيدا عن العاطفة، خطوة الرياض لقيت ترحيباً عربياً فقط، باعتبارها فتح الفتوح، رفعت راية نصرها بعد ستين عاما مضت، لم تقدم بها السعودية وغيرها أي خدمة تذكر مقارنة مع قوتها الاقتصادية والسياسية والدولية الدبلوماسية، بما يخدم صالح القضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا، ما جعل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية المركزية لا تراوح مكانها، لتصير بمثابة طعنة نجلاء للقضية، مازالت تقطر دما إلى الأن !
المثير في خطوة الرياض أنها انقلبت على من دعهما، ولبى رغبتها في الترشح لمقعد مجلس الأمن غير الدائم، لمدة سنتين، دون اكتراث لأمرهم.
والمثير أكثر أن السعودية وبعد عقود تذكرت فلسطين، التي بات وشم عار ابدي لا ينمحي بالتقادم، لا حباً في فلسطين، بل لمنح نفسها شرعية لادارج الملف السوري الذي فشلت في التلاعب به حسب رؤيتها، وفشلت خططها القاضية بزحزحة النظام السوري فيد أنملة للخلف!
كنا، نتمنى أن تعترض السعودية بما ملكت من أدوات ذات فاعلية دولية، عندما كانت إسرائيل تقتل في اليوم المئات شعبنا العربي في فلسطين، أو عندما كانت الطائرات الأمريكية تحصد المئات في العراق، لكنها أثرت الصمت على الكلام، وابدعت في القول، وانكرت الفعل.
كنا نتمنى أن تقود السعودية الدول العربية لتشكل حالة رفض حقيقي ضد الاستخدام المفرط لـ " فيتو " الامريكي ضد كل ما يدين اسرائيل، إذ استخدام لصالحها بأكثر من 43 منذ تأسيسها.
خطوة الرياض الفردية - لقيت تطبيلا عربيا، كمن يعلم بالعرس بعد نهايته - لها سلبيات أكثر مما تتوقع الدبلوماسية السعودية، خصوصاً في ظل فوة البراكين في الاقليم من مصائب سوداوية لا يمكن لأحد التنبؤ بنتائجها !
كان من باب أولى أن تستثمر السعودية المقعد في سبيل الدفاع عن الحقوق العربية المهضومة، بعد توحيد اصواتها في اروقة المنظمة الدولية، إضافة إلى العمل على منح الشعوب العربية مزيداً من الحرية، بل والعمل على تحريرها من نير قياداتها – انتيكة الكلاسيكية – الرابضة على صدر دولها منذ عقود.
أه، كيف لمن لا يعي طعم الحرية، ويستمري طعم الاستعباد أن يطالب بالحرية واحقاق الحق ؟
لا شك أن السعودية واعية جداً لطريقة عمل الأمم المتحدة / مجلس الأمن، منذ لحظة تأسيسها، هذا الوعي بالضرورة يضع على عاتق الرياض العمل على تشكيل إجماع عربي بل إسلامي يوحد المواقف ويذلل الصعاب في سبيل بناء قراراً مانعاً جامعاً، يعيد هيبة دولنا المنتهكة جهارا نهاراً بما لا يناسب مصالحها.
بل إن كانت السعودية تعي كل ذلك، وأكثر، وإن كانت على علم ويقين بظلم الأمم المتحدة / مجلس الأمن، وانحيازهما الكامل، أليس الانسحاب أفضل من البقاء في اروقتها.
خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت