الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة فى مأساه المرأه (المصرية)

وليد فتحى

2013 / 10 / 23
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


"تعانى المرأه المصرية من مواقف الأضطهاد والتمييز فى كثير من المواقف والأحداث اليومية وبشكل دائم ,وبسبب دوام تلك المشكلات التى تعانى منها المرأه أصبحت الأمور تسير
بشكل طبيعى ولا أحد يهتم بحوادث عنصرية فجة ألا المدقق والمدرك لهذا الأضطهاد سواء لفظى أو عملى ..
فالمرأه فى مصر مثلها مثل (الفقير والقبطى والطفل ) فى معانأتهم اليومية من التمييز والأضطهاد والعنصرية وبأطر غير مبررة ,ولكن من المدهش نجد نسبة كبيرة من الأناث تتعايش
مع هذا التمييز والأضطهاد وبصدر رحب وكأن هذا الموضوع من ثبات الطبيعة ,ومن يخرج عن نسق الجماعة أو الطبيعه أو الأعراف والعادات فهو أنسان غير طبيعى أو سئ السمعة,
نعم معظم العائلات المصرية يربون البنت بتلك النظرة المحتقرة للأنثى ,فهى لابد أن تكون تابع ومجرد كائن تافه لأى عنصر ذكرى فى العائلة طالما هى أنثى فهى ليس لها الحق فى أتخاذ
أى قرار فى اى شئ فى حياتها ,فعند خروجها حتى تتنزه فلابد أن يكون معها أحد من أسرتها من الذكور فالأب أو الشقيق أو أبن عمها أو حتى طفل صغير ,المهم لابد أن يكون معها أحد
الذكور بمبرر حمايتها من الذئاب البشرية كما تتوهم من خلال تربيتها التى تتضمن التمييز وأحتقار الأنثى وطبيعتها ..
ففى الثقافة الريفية المصرية لا تتعلم البنت فى مدارس وجامعات ألا بالقرب من بيتها ,وأذا جاء حظها العاثر فى أنها تنتقل الى مدرسة أو جامعة بعيده عن بيت أسرتها ,فأن رب الأسرة
يطبق عليها حد الحرمان من التعليم كليا بمبرر الحفاظ عليها من زحام المواصلات والتحرش بها ,وأن وجودها فى الحياة مرتبطه ببيتها سواء فى بيت والدها أو بيت زوجها فيما بعد !!
فالأنثى التى تخرج لعملها أو دراستها ليس لها الحق فى أى مشاركة مجتمعية سواء فى أحزاب أو جمعيات أو أى منتديات ,لأن خروجها ورجوعها الى البيت مرتبط بمواعيد صارمة ,
وبالضرورة سيراها المجتمع ويتعامل معها أنها أمراه سيئه السمعة لمجرد أنها تقضى ساعات خارج بيتها,حتى ولو لخدمة المجتمع.
فالمجتمع بالفعل ونحن فى القرن الواحد والعشرون لا يعترف بالمرأه على أطلاقه فهى خلقت فقط حتى تتعايش فى بيت منغلق مثلها مثل أى أثاث موجود فى البيت ,فهى أنسان ناقص ,
أو هى ليس لها أى أهمية سوى فى المطبخ (وتربية العيال) كما يقولون ,فأن شخصيتها لابد أن تتطبع مع والدها أو زوجها فيما بعد !!
فليست لها أى شخصية مستقله لأن بهذا الأعتبار فأنها أصبحت أنسانة سيئة ,فأى أنجاز فى حياتها هو انجاز ثانوى لأنها أمراه لان المجتمع لا يعترف بالمرأه ألا وهى تابع !!
فعندنا تنجح الأنثى فى دراستها فيأتى من يهنأها ونجد العبارة الشهيرة فى تلك المواقف (عقبال ما نشوفك فى بيت عدلك) أى لابد أن تتزوج لأن ليست لها أى شخصية فى الحياة ولا وجود
ألا وهى متزوجه ,وليس لها أى عمل ألا فى تنظيف الأرضيات والمرحاض وتنظيف السجاجيد والطبخ وفى النهاية تنام مستسلما لزوجها ورغباته معاها دون الأهتمام بأنسايتها الذاتية.
فالمرأه ليست لها اى وجود فى العالم ألا من خلال (ظل راجل) كما تقول الأعراف والتقاليد المصرية والشعبية ,واذا قررت الأنثى أنها تنجح فى حياتها العلمية والعملية فأن المجتمع وزملائها
الذكور لا يعترفون بها ولا بنجاحاتها ,فنجد عشرات بل ومئات من التقارير من زملائها يغضبون لنجاحاتها او ترقيتها الى أى مناصب قيادية ,لأن المجتمع لا يقبل بأن المرأه تكون قيادية
أو مديرة على الذكور..
وأذا حدث موقف خلافى مابين الأنثى و أى ذكر فى هذا المجتمع يرد عليها الرجل وحتى الطفل الصغير (أنا مش حارد عليكى علشان انتى ست), أى أنها ناقصة عقل وأنها وسيط مابين
الأنسان والحيوان أو أنها مجرد تابع ليس لها وجود أستقلالى عن أى أحد ,أو بالأحرى أنها مازالت وستزال ناقصة الهوية ولا أحد يعترف بها!!
تتشارك جميع فئات وطبقات المجتمع المصرى فى نظرتهم للمرأه بأنها غير معترف بها حتى ولو حققت نجاحات باهرة فى عملها أو علمها ,فنجد الجاهل له أحترامة فى المجتمع لمجرد
أنه ذكر ,أنما هى أنثى وبالتالى أحتقارها من طبيعة الأمور.
وليست فقط فى العادات والأعراف والتقاليد الموروقة التى تنال من المرأه ,وانما أيضا فى كثير من شروح ومتون الفقه والعبارات الدينية يتأخذةنها ذريعة لأحتقار المرأه ايضا ,فأذا خرجت
المرأه من أجل حقوقها الأقتصادية والأجتماعية المهدورة فنجدها مهدورة الحقوق أيضا فى بيتها والمجتمع ,فكثيرا من حوادث الأنفصال تم بسبب أستغلال سياسات حقيرة من أعراف المجتمع
وتخويف المراه واذلالها اكثر والضغط عليها بعدم تمردها بأن زوجها يهددها بالطرد من بيتها لانها أصبح ذكر أسمها على كل لسان !!
_ولنا حديث فى الجزء الثانى من قراءة لمأساه المرأه المصرية_








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل روجت منظمة العفو الدولية لارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب؟


.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا




.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق


.. إحدى الحاضرات منى الحركة




.. مسرحية حياة تروي قصص لبنانيات من مدينة بعلبك