الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في خطاب رئيس وزراء غزة

رامي معين محسن

2013 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ما يقارب 90 دقيقة من الخطاب الذي وصف بالتاريخي من قبل أجهزة حكومة غزة وماكينتها الإعلامية ، ظن شعبنا الفلسطيني بأن ثمة إعجاز كوني سيفجره السيد إسماعيل هنية في خطابه قبل يومين أمام حشد غفير بقاعة رشاد الشوا ، وأن بموجبه سيضع حداً فعلياً لحالة الرمادة السائدة في عموم البلاد ، انتظره المواطنين البسطاء ممن أنهكتهم خطابات ودعوات الصبر جراء انعدام أدنى مقومات الحياة البشرية في هذه البقعة المحاصرة والمسماة بقطاع غزة ، والتي تعاني وما زالت دونما حلول جدية للمشكلات المتفاقمة .
وللضمير نسجل بأن الخطاب كان منمقاً وبنبرة خطابية محبوكة فكان الكلام جميلاً، لأنه ربما مجرد كلام معسول، ولا يستطيع أي منا أن يقول عكس ذلك .
لقد تطرق هذا الرجل نظرياً إلى جميع قضايا الأمة بدءاً بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المفاوضات، الاستيطان، الأسرى، القدس والأقصى، حصار غزة، تداعيات هدم الأنفاق، العلاقة النافرة مع مصر، سوريا، وليس آخرها الخريجين والتوظيف، والمصالحة، وشباب الانتفاضة الشعبية الثالثة .
الجدير بالذكر أن ذلك الخطاب وطريقة معالجته للأزمات لم تختلف كثيراً عن الخطابات السابقة إلا فيما استجد على الساحة من قضايا محلية أو على صعيد الشرق الأوسط ، بمعنى أنه عرض استعراضي للمشكلات ومسبباتها دون التطرق للأهم في اعتقاد الناس ألا وهو حلول ديناميكية عملية لتلك التحديات، مع إغفاله بأن أحد المسببات الجوهرية إنما هو راجع إلى تخلف الإدارة وعجز القائمين على رسمها وتنفيذها، فالقلاع خاوية من الداخل، ولا يقوى على الصمود منهك .
لقد كنا ننتظر ذاك الخطاب على بارقة أمل، ونخوض قبله تحليلات ورهانات معمقة مع النفس، ونبحث في كينونتنا عن المفاجئة الموعودة، ولكن سرعان ما أصبنا بخيبة أمل جديدة تضاف إلى سجل خيباتنا الحافل، فالتحديات تتعاظم والمعاناة مستمرة في شطري الوطن .
حكومتنا الموقرة: قرأنا في الكتب عن تجارب الأمم وعرف الحكومات قديماً وحديثاً فوجدنا أن المواطن الغلبان في ظل حكم جل الأنظمة إذا تعثرت بغلته في الطريق ضاق وطرق باب واليه شاكياً له همه وبلواه مطالبه بإصلاحها وهذا وارد، أما أن نجد العكس بمعنى أن تشكي الحكومة همها وعجزها عن القيام بمسئولياتها للمواطنين فهذه جديدة ، وربما ستسجل سابقة وبراءة اختراع بجدارة وبلا منازع .
قالوا قديماً " يغيب العقل حينما يغيب الدقيق " وهم على صواب ، وقالوا أيضاً " أيستفتى الناس وهم جياع ؟! " ، وأقول " يغيب السمع حينما تشتد المحن وتكثر الوعود الفارطة والكلام الهزيل بلا نفاذة " .
شعبنا تآكل بفعل سياسات "قيادته"، سئم الانقسام والمنقسمين، اشمئز من المفاوضات إلى يوم الدين، مل من المشهد العبثي المتكرر، مقت سياساتكم التي طحنت أمعاء الجياع فينا وما أكثرهم حين تعدهم، لقد تحول شعبنا إلى متسولين ينشدون الخبز، الحرية، الاعتبار، القيمة، والكرامة، لقد قتلتم بصيص الأمل بالبطيء، لدرجة أننا لم نعد نؤمن بأن نضيء شمعة خير من الظلام .
وأخيراً لا خير في قول ما لم يصدقه العمل، .... وفي انتظار الترجمة العملية على الأرض كفرصة أخيرة وكدلالة فارقة على حسن النوايا وسيسجل التاريخ .... .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة الجداوية.. فهد سال وبدر صالح في معركة كوميدية ??


.. اضطراب أسواق المال بفرنسا وهبوط بورصة باريس متأثرة بالضبابية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثمانية من جنوده في رفح


.. هل بدأت حرب لبنان؟.. إسرائيل تستعد للخسارة | #ملف_اليوم




.. الجيش البوليفي ينتشر في محطات الوقود في واحدة من أكبر مدن #ب