الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابرز مخرجات قمة كير و البشير

كور متيوك انيار

2013 / 10 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


إنتهت القمة الذي جمع الرئيس كير و نظيره السوداني البشير في جوبا امس دون الاتفاق حول ابرز القضايا و منها قضية ابيي الذي تم تجاهله من طاولة القمة و هو ما يعيد السؤال الذي ظل يشغل بال الكثيرين لماذا تم الزيارة ؟ و ما هو الهدف الحقيقي لتلك الزيارة ؟ .
السودان يسعى إلى إعادة الحياة لاقتصادها المتهالك الذي انهكه الحروبات بالاضافة الى فقدانه كافة الابار المنتجة للنفط و التي اصبحت من نصيب جنوب السودان لذلك يسعى المخططين السودانيين الى التقليل بقدر الامكان من تاثيرات إستقلال جنوب السودان بتعويضها بالتبادل التجاري الذي سيكون عائدها كبير جداً بالنسبة للاقتصاد السوداني في حالة سير الامور كما خطط لها ، و لتحقيق تلك الخطوة لا بد من تطوير العلاقات على المستوى الشخصي بين الرئيسين كير و البشير حتى يتسنى تجاوز اي مشكلة قد تحدث في علاقات البلدين ، و إذا تمكن الرئيس البشير كسب ثقة الرئيس كير و حصل العكس ، فلن يعيق تلك العلاقات شيئاً على المدى القصير و هي فترة مناسبة بالنسبة لحكومة الرئيس كير و الرئيس البشير حتى تتضح لهم الامور في العام 2015م حيث ينتظر كليهما إنتخابات رئاسية ، ستكون اشد شراسة خاصة في جنوب السودان حيث من المتوقع إن يترشح قيادات كبيرة في الحركة الشعبية الحزب الحاكم لمنافسة الرئيس كير منهم نائب رئيس الجمهورية و نائب رئيس الحركة دكتور رياك مشار و الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم و هم قادة يتمتعون بدعم شعبي واسع النطاق و ذلك إذا لم يحصل تغييرات و مفاجات في شكلية التحالفات و المشاحنات السياسية الحالية .
واحد من مخرجات قمة يوم امس هو الاتفاق على فتح المعابر الحدودية بين البلدين وعقد مؤتمر لحكام الولايات الحدودية و هو ما يعني إن السودان حقق واحداً من اكبر اهدافها الاستراتيجية و هو ربط إقتصاد جنوب السودان بها عن طريق توسيع حجم التبادل التجاري و تقديم تسهيلات كبيرة لترجيح كفة ميزان التبادل التجاري لتميل لصالح السودان على حساب كل من كينيا و يوغندا و اثيوبيا و إذا اضفنا الى ذلك إن السودان يسعى لتجنب إن يتخذ جنوب السودان قراره بإنشاء خط بديل لتصدير النفط و إذا نجح الجنوب في إنشاء خط بديل سيفقد السودان واحداً من اهم كروته التي تمنع جنوب السودان من الابتعاد منه ، وفقاً للسلطات السودانية إن فتح المعابر الحدودية و زيادة حجم التبادل التجاري سيعود للسودان بعائدات تقدر بنحو 3 مليار دولار بالاضافة الى 2.4 مليار دولار من عائدات رسوم مرور نفط جنوب السودان عبر اراضيه و هو ما يجعل حجم التبادل التجاري بين الدولتين خاصة في جانب السودان 5.4 مليار دولار تقريباً في العام و قابل للزيادة ، و هو مبلغ يفوق نسبة الحكومة السودانية قبل استقلال جنوب السودان الذي كان يبلغ 3.2 مليار دولار ، و يسعى السودان لتصدير 170 سلعة مختلفة للجنوب ؛ السؤال الذي يطرح نفسه من هو الاحق بتلك التبادل التجاري الضخم بالنسبة لجنوب السودان هل هو السودان ؟ ام كينيا و يوغندا ؟ ايضا وقع البلدين إتفاقيات لالغاء تاشيرات الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية و الرسمية و هي خطوة رمزية اكثر من إنها عملية ، للمساعدة في تطوير علاقات الدولتين نظراً لمحدودية الحركة لحملة الجوازات الدبلوماسية و الرسمية لذلك فالاولى بتلك الاعفاءت هم المواطنين في الدولتين و ليس المسؤولين .
واحد من اهم الملفات التي حملها الرئيس البشير لجوبا هو ملف ديون السودان و الذي ينشط فيه السودان حالياً في سعي منه للحصول على الاعفاء الكامل من تلك الديون و لقد سبق للسودان إن طلب من الوسيط الافريقي ثابو مبيكي التوسط لديه مع جنوب السودان لتتحرك الدولتين حتى إعفاء ديون السودان ، و يعتبر قضية الاعفاء واحداً من القضايا العالقة بين الدولتين حيث اختلف فيه الحكومتين و لقد رفض السودان قسمة الاصول العامة للدولة و في نفس الوقت كان يطالب بتقسيم الديون و رفض جنوب السودان هذا الطرح باعتبار إن جنوب السودان لم ينال حظه من التنمية عن طريق تلك القروض لكن إذا نجح السودان في إقناع جنوب السودان لمساعدتها في اعفاء الديون سيكون الجنوب هو الخاسر في تلك اللعبة باعتبار إن السودان لن يقبل فيما بعد قسمة الاصول كما ظلت تفعل و لكن يبدوا إن جوبا لم تجد صعوبة في اتخاذ قرارها لمساعدة السودان حتى تضمن استقرار العلاقات بين الدولتين حتى ينعكس اي خلاف في تصدير نفطها عبر الاراضي السودانية الذي يهدد بها السودان من حين لاخر .
كان من المفترض إن يكون القمة في الاساس مخصصة لقضية ابيي لانها هي القضية المتبقية التي لم تنال حظها من مناقشات الحكومتين بالنظر إلى الشوط الكبير الذي قطعه علاقات الحكومتين و يبدوا إن الرئيسين إتفقوا على تجاهل قضية ابيي و إعتبار الخطوات التي تقوم بها مواطني دينكا نقوك و الاستفتاء الذي يجري في المنطقة بانها تحصيل حاصل و ليس اكثر لذلك إتفقوا على تشكيل الادارية المشتركة و المجلس التشريعي و كان شيئاً لا يحدث في ابيي و هو ما يضع المزيد من الاسئلة بلا اجوبة ما هو سبب التقارب الحقيقي بين مواقف الحكومتين هل تخفي جوبا خلف تلك الابتسامات العريضة مفاجات ام إن الخرطوم تجهز مفاجات لجوبا ؟ ام إن سبب التقارب هو تلاقي مصالح الحكومتين الانية ؟ .
في مجمل الاحوال يعتبر الزيارة ناجحة بالنسبة للحكومة في جوبا و الخرطوم حيث إنها ارتقت لتلتقي مصالح الحكومتين في المنتصف حتى و لو لفترة وجيزة من الزمن لكن لا اعتقد إنها تحظى بدعم شعبي لازم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما