الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو جنيف2 والمعارضة الوطنية السورية

مالك الحافظ
كاتب وباحث

2013 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


‘‘الإلتزام بسيادة ووحدة الأراضي السورية والعمل العاجل والمكثف لإنهاء العنف وإنتهاك حقوق الإنسان وإطلاق عملية سياسية سورية تفضي إلى انتقال ديمقراطي يلاقي طموحات الشعب السوري الشرعية وتمكنه من تحديد مصيره بإستقلالية تامة بالتزامن مع إطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف لإطلاق النار على كامل الأرض السورية’’ مبادئ أطلقها إعلان جنيف الأول قبل عامٍ ونيّف من الآن.. والذي بنت عليه وطورته هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وقدمت ضمن مذكرة تنفيذية رؤيتها السياسية كخطوة في طريق لإنجاح حل سياسي شامل ينطلق من مؤتمر جنيف2 (مؤتمر السلام الدولي حول سوريا) المزمع عقده خلال الفترة القريبة القادمة، وعلى ذلك فإن هيئة التنسيق الوطنية والتي كانت مدركة سلفاً حجم العقبات والتعقيدات المصاحبة والناجمة عن الصراع المسلح في البلاد والتدخلات الخارجية وطبيعة النظام الإستبدادي قد أعلنت إلتزامها الكامل ببذل كل ما تستطيع لإنجاح المؤتمر لأنه يتعلق بمصير سوريا وشعبها ومستقبلها. فإن جميع أطراف المعارضة السورية مطالبة اليوم بوقفة مع الذات و ضرورة الخروج برؤية وطنية موحدة تحضيراً لجنيف2، وبالتالي عليهم تغليب مصلحة الشعب السوري بكامله وتجاوز أي إختلافات أو خلافات، وضرورة فك ارتباط البعض منها بأجندات لا تخدم القضية السورية والوقوف بكل صرامة بوجه القوى التي جعلت من الدم السوري تجارة ومن أرض الوطن مشاع ينفخون فيه نار الفتنة، ويؤججون ويدعمون الصراع بكافة أشكاله.
لعل المال السياسي والتدخل الإقليمي والعربي وحتى الغربي، قد لعب الدور الأكبر في إضعاف فكرة خروج المعارضة السورية على تنوعها ببرنامج سياسي ورؤية موحدة للخروج من الأزمة, بعد أن فشلت العديد من المبادرات التي سعت فيها هيئة التنسيق وبعض الأطراف لتوحيد البرنامج السياسي. وأيضاً دعم قسم من المعارضة وتعويمه على حساب القسم الآخر الذي أدى في منع وتغييب جهات من المعارضة الديمقراطية من الظهور الإعلامي في فترة هامة من نضال الشعب السوري والعمل على تشويه مواقفها والتعتيم على جهودها وتحركاتها السياسية والدبلوماسية لتحقيق تطلعات الشعب السوري، وعملها الحثيث في إحتواء ماكانت تتمخض عنه المجريات والأحداث التي أخذت تعصف بسوريا الوطن والشعب، ومن المؤسف أن يخرج بين الحين والآخر إخوة في الوطن ليوزعوا شهادات في الوطنية وصكوك للغفران ويكيلون الاتهامات لهيئة التنسيق الوطنية لأنها كانت ومنذ اليوم الأول للحراك في سوريا الصوت الرافض للتدخل الخارجي من أي طرفٍ كان، حيث رفضت التبعية لأي جهة حفاظاً على إستقلالية قرارها الوطني والحفاظ على مسارها الذي أنشئت من أجله.
من المؤلم انه بعد كل ما وصلنا إليه من دمار وخراب وسفك للدماء نجد من يلقي بتصريحات غوغائية يتحدث بها عن ضرورة تحقيق توازنات أو نصر هنا أو تحرير هناك على حساب المهجرين في مخيمات اللجوء والذين تُرِكوا في معاناتهم ليواجهوا قدرهم الأسود، ودون التفكير في من يصارعون الموت إما تحت القصف أو من الحصار المطبق عليهم محرومين من أبسط مقومات الحياة، ومتناسين أولئك القتلى الأحياء القابعين تحت استبداد القوى الظلامية التكفيرية.
ومن المضحك رغم كل الألم أن نجد من يحاول الإستفراد بالصورة السياسية ليخلق لنا بعثاً جديداً ويطلق التصريحات المتعنتة إلى حد إعلان احدهم عن رفضه للذهاب إلى جنيف2 ولو قطعوا رأسه!!! أي رأس يا سيد وأبناء شعبك تسفك دمائها وتجز رؤوسها من تلك القوى الظلامية وأمثالها المتكاثرة التي باركتها أنت وباركت عملها في أيامٍ مضت.
جهلت أو تجاهلت بعض الأطراف المعارضة أن الوطن ليس قطعة جغرافية معينة فقط نسكنها إنما الوطن أيضاً هو مجموعة المبادئ والوطنية هي الولاء لهذه المبادئ، ووطننا يطالبنا بإلتزامنا بوطنيتنا فمهما طال أمد أزمته ودام فتيل الاقتتال والإحتراب العبثي، بعد تدمير ما تبقى من بنية الدولة السورية فسيكون اللجوء حتمياً إلى طاولة الدبلوماسية من اجل رسم المرحلة الانتقالية، وذلك بعد أن تكون قد أنهكت جميع القوى المتصارعة، فما المانع من اختصار الطريق من اجل الوطن ومن اجل الإنسان بالذهاب إلى جنيف2 لقطع الطريق على تجار الأزمات والحروب وحقن الدماء السورية،سؤال يبقى برسم ضمير من يعيق الطريق إلى جنيف ؟؟ ألا يكفي أكثر من مئة ألف ضحية سورية، ومئات آلاف المهجرين والمفقودين ومثلهم من المعتقلين، يجب أن يكون هم المعارضة الأوحد هو مصلحة الوطن السوري وما تبقى من شعب محب لوطنه ويؤمن بأن تعايشنا المشترك هو الوحيد الضامن لسوريتنا، إن الإستمرار في لغة الحديد والنار لن يكون فيها منتصر فالكل مهزوم والخاسر الأكبر هو الوطن، والإستمرار في الإقتتال لن يؤدي إلاَّ أن تكون لغة الحديد والنار هي الحاكمة في مستقبل البلاد و سلطة الحكم المستقبلية، فمن سيزيل حاكم مستبد بالنار لن يحكم إلا بها، أخيراً وليس آخراً ينبغي التذكير بأن إعلان جنيف1 أصبح جزءاً من القرار ‘‘2118‘‘ الصادر عن مجلس الأمن الدولي في "شهر أيلول/ سبتمبر الماضي" وبالتالي أصبحت له قوة تنفيذية مكتسبة من القرار ذاته، بجميع الأحوال فإن هيئة التنسيق سعت وما زالت تبذل كل جهد ممكن التوجه إلى مؤتمر جنيف2 بوفد معارض واحد قوي وخارطة عمل مشتركة بحيث يكون الخطوة الأولى لانفتاح آفاق الحل السياسي لضرورة الخروج من الأزمة.

# مالك الحافظ – عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون