الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الثقافة الجزائرية و الغزو الوهابي

بن جبار محمد

2013 / 10 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تساهل ذوي الشأن الثقافي و الديني بالموجات المتعاقبة من التيارات السلفية المتطرفة التي بدأت تتغلغل في بنية المجتمع يهدد القيم المجتمعية و الدينية و الثقافية للمجتمع الجزائري .
فوزارة الثقافية و هي إحدى مؤسسات الدولة و تعتبر إحدى ركائز العمل الثقافي في التدويل الثقافي و القيمي للمجتمع و تمتين أواصر الجماعات الثقافية و الفنية و رعاية الروافد الثقافية و تعدد الثقافات وترشيدها لتصب في بوتقة الثقافة الوطنية و ترسيخ الثقافة الحقة المبدعــة .
لكن تقاعس وزارة الثقافة في تأدية مهامها و عجزها عن مواكبة التغيرات و إنكفائها و إقتصارها على إستهلاك الميزانية المخصصة في دفع رواتب الموظفين دون مساهمة تذكر في الميدان الثقافي .هذا ما يساعد في تعريض المكتسبات الوطنية الثقافية إلى الأفول و الإضمحلال بل و عدم الرغبة في تناول المادة الثقافية .
فالتحديات أكبر في مواجهة اعاصير التيارات المتطرفة و الفكر المتطرف , حيث أن فئات كبيرة من المجتمع و خاصة شريحة الشباب وجدت لدى الفكر الديني السلفي بيئة مناسبة للتعبير عن اليأس و التهور و الإحباط . فوزارة الثقافة و الهيئات الثقافية الموازية التي تحت وصايات مختلفة أو المستقلة , لا يهمها سوى دفع رواتب موظفيها دون إسهامات حقيقية . نعترف من جانبنا أن تنمية الذوق العام بالثقافة الوطنية و الفن المحلي ليس بالأمر الهين , لأن الإستعانة أو إسترجاع المرجعيات الثقافية و الفنية و التاريخية و وضعها في الواجهة يتطلب شجاعة حقيقية من السلطة السياسية من خلال الإعتراف بالنخبة الثقافية و الفنية .
المثقفون و الكتاب و الشعراء و الفنانون الذين هم متمردون بطبيعتهم , جزء من التمرد وليد للظلم التاريخي الذي لحق بهم من جراء سياسات خاطئة منذ إستقلال الجزائر على الأقل او محاولة تدجينهم و أدلجتهم أو تكميمهم أو إيجاد بدلاء في صورة مثقفين مزيفين و أقل موهبة و وضع أيضا أجهزة صماء و هياكل قاصرة في العمل الثقافي و الفني .
السياسات الخاطئة المنتهجة بإعتماد "الساحة الشاغرة" أكيدا أنه يوفت فرص حقيقية وثمينة في صد ثقافة التطرف التي تقتات من الفراغ الكبير , فبدلا من بناء و تشييد صروح ثقافية و تأهيل الإطارات الثقافية و الفنية نجد ان فلسفة السلطة تتوجه وجهات أخرى مستسهلة الأمــر و تنم في الوقت نفسه عن جهل و إحتقار كبيرين .
ظاهرة التطرف الديني كــواحدة من الأسباب المباشرة و غير المباشرة من غياب أرضية ثقافية و فنية جادة في الجزائر .(التطرف كظاهرة أخذت أبعاد إقليمية و دولية بوجود شبكات معقدة مدعومة بالمال و السلاح و العتاد و الإعلام ) التي تعمل على تفكيك مفهوم الثقافة الشعبية و القيم المجتمعية و النمط الحياتي و المعيشي للمجتمع و أيضا تعمل على تقطيع علاقات الإنتماء بالوطن و التراب و المكتسبات الحضارية في خطر ماحق التي هي نتاج التجربة الإنسانية العميقة على مــر العصــور و الحقب .
التطرف في صورتيه المــادية و المعنوية لا يستطيع النيل من أمة أو شعب أو المساس بالرصيد الثقافي و الشعبي و لا يجد منفذا بين شرائح المجتمع إذا كان المناخ الثقافي و الفني حاضرا و مؤثرا .
على الأطراف التي تحمل مسؤولية الثقافة و الفن و خـاصة وزارة الثقافة أن تعي حجم المسؤولية الملقى على عاتقها كما ان من واجبها العمل مع وزارة الشؤون الدينية في وقف المد السلفي و الوهابي و في المقابل إشاعة تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة و السمحاء المرتكزة على مباديء المحبة و السلم بين أفراد المجتمع .
أخيرا ,يجدر بي القول أن العمل الأمني قــاصر في ذاته ما لم يكن تكامل بين العمل الثقافي و المؤسسات الأخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يي
لؤي ( 2013 / 10 / 24 - 11:48 )
استاذي الكريم ، النظام الجزائري ومنذ المصالحة وهو يسعى لاسلمة الجزائر ، وهذا الامر ليس امر تكتيكيا كالقول مثلا انه يحاول درء تمهة معادات الاسلام عنه (التهمة التي اتهم بها بعد الانقلاب على الفيس) ، لا بل هو خيار استراتيجي يتبناه النظام بأوامر امريكية

النظام الجزائري ومنذ المصالحة وهو يمعن في الدوس على مدنية الجزائر ، و على قيمها الوطنية لصالح الهمجية الاسلامية ، وعليه فها نحن نرى النظام يتصالح مع الارهابيين و يطلق لهم العنان ، بينما يقبض على المفطريق وعلى الالعشاق

ا


2 - رد
بن جبار محمد ( 2013 / 10 / 24 - 19:43 )
أخي الكريم
الجزائر بلد مسلم أحببنا أم كرهنا , على المذهب المالكي , مذهب أجدادنا فيه نشأنا و ترعرعنا و لكن الإشكال الكبير هي موجة الوهابية التي تجتاح بلدنا من سلوكات و مظاهر غريبة عنا .
صحيح أن أول ضحية هي المدنية و ما يتعلق من مظاهر التسامح و الإحتكام إلى القانون . لكن لو أن مؤسسات الدولة تعمل بنصف طاقتها مانصل إلى هذه النتيجة .
أشاطرك الرأي
تحياتي

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي