الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر:المرهم أم المشرط؟

شوكت جميل

2013 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الزاوية الحمراء..الكشح...إمبابة،القديسين،الماريناب،ماسبيرو،.دلجا، الوراق..فأين القادمة؟
.........
دعنا نسمى الأشياء بأسمائها ،أما اكتفينا من النفاق و الملاق؟فقد تعاطينا المداراة و الرياء حتى كفر الشعب بنا،و أدمننا تزييف الحقائق فغدت مهنتنا،و اعتدنا الكذب فكدنا أن نصدق أكاذيبنا،وربما اطلقناها صباحاً وبالعشية أقسمنا على صدقها ،أما كفانا من ملاطفة الجروح بالمراهم خشية آلام المشرط ؛فطالت منا الجروحُ العظامَ ، وقارب الوطن أن يبيت جسداً نخراً تملؤه الدمامل و البثور،وتفوح منه رائحة الموت والرميمات النتنة ،ونحن ما زلنا على عهدنا، نتغزل في محاسنه وفتنته و وحدته!

يبدو أننا استحلنا بوما شؤماً،نزداد عماءاً كلما ازدادت الحقيقة إشراقاً؛ أقول،وضميري
غير متحرج،أن ما يحدث الآن هو تمييز ديني في أفج صوره و أشنعها،و تحييز شنيع يمارسه النظام قبل القَتَلة؛أقول أن مايحدث الآن هو تطهير طائفي وضيع،يراه أي مبصر ويدركه اي اعمي له مثقال ذرةمن بصيرة.

ما أفهمه،بلا لبس،أن عدم قيام دولة ما بأعبائها نحو حماية مواطنين يُقْتَلون بسبب الهوية أو العقيدة،و سواء كان ذلك على رضىٍ منها أو عجزٍ،و سواء كان تواطؤاً أو فقداناً للكفاءة،فالمحصول النهائي سقوط هذه الدولة في عداد الدول الفاشلة و العنصرية،التي يستهدف فيها مواطنيها لعقيدتهم أو جنسهم أو عرقهم، بلا رادع و لا آمن و لا قانون.. و بعيداً عن الأحداث كرد فعل إنتقامي لليمين الديني المتطرف لفقدانه للسلطة...و بعيداً عن محاولته بهذه الجرائم الطائفية جرَّ أقباط مصر إلى رد فعل عنيف قد يفضي إلى حربٍ أهلية..و بعيداً عن إستخدامه لها كوسيلة ضاغطة على الأقباط لتدويل قضيتهم،و إحراج النظام الحالي إزاء المجتمع الدولي..و أظهار عجزه و فشله في حماية مواطنيه،بعيداً عن ذلك كله..نسأل إذا كان هذا شأن اليمين الديني،فأين النظام "الراهن" و ما شأنه و دوره ؟وهل هو عاجزٌ حقاً عن حماية مواطنيه؟و إن كان جثةً عاجزةً حقاً ففيما بقائه؟!

و حقيقة الأمر أن رد كل ما يجري لعجز النظام المصري شيء فيه نظر؛ و بات قولاً بالياً لا يقبله إلّا من أغمض جفنيه عمداً عن الحقائق؛و لننظر فقط إلى أثنتين في منظومة المَدْعُوة"دولة" ،و هما الأمن المصري،ومن بعده المنظومة القضائية المصرية،و أحسب أنهما في قبضة النظام الآن،و ليسا في قبضة الإرهابين و متطرفي اليمين الديني،و حتى لا نلقي الكلام على عواهنه،و نتهم النظام جزافاً بالعنصرية ،نذكر الوقائع الطائفية القريبة،بعهد المخلوع الأول فالمخلوع الثاني فالنظام الحالي،و قديما قالوا آثار القافلة تدل على المسير،و البعرة على جنس البعير:_

_أين مرتكبي تفجير كنيسة القديسين،و من نسأل عن دماء ضحاياها و أشلائهم؟أ لم تزل ثمة قضية بهذا المسمى في ملفات الآمن و القضاء "الشامخ"،؟فلئن أبتلعتها ضمائركم فالأرض لا تشرب الدماء..

_أين الجناة الذين أحرقوا مئات الكنائس،عقب ثورة 30 يونيو،و منها ما وثِّق صوتاً و صورةً...كنت أعلم أن العدالة معصوبة العينين لا ترى،و عرفت الآن أن الآمن كذلك...

_من الجناة أيها الأمن الهُمَام،في أحداث "كنيسة الماريناب"،و مَن أحرقَ؟و مَن هدمَ؟ألا من إجابة أيها النظام "الثوري"ببلاويك و منصورك؟

_من دهس "شباب ماسبيرو" العزل،يحملون صلبانهم الخشبية،تحت مدرعاتكم العسكرية،يقودها رجالكم العسكريون،بأوامر عسكرية،ألا تعلمون بأسماء مقاتليكم"الأشاوس"،الذين يقودون مصفحاتكم؟أعلم أن القضاء الشامخ قد دهس البقية من الشباب الذين أفلتوا من تحت عجلات المدرعات بإدانتهم!..

_أين الجناة أيها الأمن اليقظ،و القضاء المعصوب العينين،في أحداث"دلجا" و حرق البيوت،و قطع رقاب مواطنيكم و التمثيل بجثثهم؟

_أين الجناة الذين قذفوا كاتدرائية واحدة من أعرق كنائس العالم"في وجود القيادات الآمنية" قد وثق ذلك أيضاً بالصوت و الصورة؟وما زالت تلك القيادات في مكانها،من أصغرهم إلى "أكبرهم"...لكن ذاكرة الناس واهنة !.

_أين المجرمون الحقيقيون،في أحداث الكشح،أم ان ذاك كان من باب شفاء الصدور لقومٍ آمنوا؛و كفى الله بعدها المؤمنين شر القتال؟

القائمة تطول،و الضحايا كثر...و لا جناة....ماذا تقولون أفعلتها الجن؟؛لم يعد الناس يصدقون هذا الحديث..
و العجيب أن هذا الأمن و القضاء لا يشق لهما غباراً و أنجع ما يكونا،وأسرع ما يكونا،في غير هذه الأمور؛فَيُقْبَض على أطفالٍ لم يتجاوزوا العقد الأول من العمر بتهمة الإساءة إلى الإديان!
و تقضى المحكمة بإعدام_بلا تحقيق معهم_ آخرين لنفس العلة؛و مرحى به من آمن..و مرحى به قضاء!..

إذن روح العنصرية و الحض على الكراهية الدينية،تَصِم هذا النظام،و تدب في كل أعضائه و لن يستطيع التبرؤ أو التنصل منها...فما الحل إذن؟

اولاً:على الاقباط أن يكفوا عن المداهنة و الذمِّية الطوعية،و أن يواجه هذا النظام بحقيقته،و يصدحوا بها عالية _داخلياً و خارجياً_إن لم يكن من أجلهم فمن أجل أبنائهم و أحفادهم:(أنت نظام متحيز، وعنصري،و لن ندلس على الحقيقة بعد اليوم).

ثانياً:على هذا النظام و ما سيلحقه من أنظمة إذا ما بغى خيراً لهذا الوطن، أن يعلم يقيناً،بأن الاقباط ليسوا علة هذا الوطن،و لا اليهودي و لا الملحد و لا البوذي...ألخ، فهب أنه لم يعد هناك قبطياً واحداً على أرض مصر،أ يبريء ذلك علَّتكم؟..كلا بل أنت واهمون،و أنظروا في العراق بعد أن فرغت من مسيحييها ،بل ستزدادون فقراً ثقافياً على فقركم،و لن تلبثوا حتى تقاتل سنتكم شيعتكم،فإلى إقتتال بين السلفية الوهابية و الأشعرية الأزهرية...علتكم يا سادة داخلكم،ذاتيوا الهدم تحملون في أحشائكم عوامل فنائكم،علتكم يا سادة ،العنصرية و كراهية الآخر المختلف،و عليكم أن تتخلصوا من ذلك التراث الثقافي الذي أقض ظهوركم،و الذي يثير الغثيان و القيء....

ثالثاً: الخلاص "و للأسف" ليس في الوحدة الوطنية و اصطفاف عنصري الأمة كما يظن البعض،فقد طال المجتمع ما طاله،من طائفيةٍ وتعصب،أقولها و ليغتص بها من شاء،الجناة في هذه الحادثة،وما سبقها من حوادث،لم يهبطوا علينا من عطارد، وإنما من داخل الوطن و في نسيجه،ومن طائفة كبيرة ضاربه بجذورها فيه،تحركهم النعرات الدينية وتستخدمهم وقوداً،وأما الفئة الصالحة "الغير معطوبة" النادرة الباقية من المجتمع، فرازحة تحت نفس النير،من رفض و تكفير...

رابعاً:للسيطرة على هذا الحريق الذي لن يبقي و لن يذر،نحن في عوزٍ شديدٍ لقانونٍ باترٍ للسيطرة الآنية،ومن بعدها يلزمنا تغييرٌ دراماتيكي لمناهج التعليم،والخطاب الديني،ذلك الخطاب الذي يعتبر أكثر ما فيه وسطية في وقتنا الراهن،في عداد الجرائم التي تحض على الكراهية الدينية،كما شرعت الدول التي تعرف للبشر حقوقهم!، للسيطرة على هذا الحريق يجب علينا توجيه جهدنا الأعظم إلى قلب الحريق،و الذي يغذي كل أطرافه ألا و هو الدين السياسي،و علينا أن ننفي الدين تماماً من السياسة،و أن نحترز من الدين السياسي،أحترازنا من الأفعى؛فلا نجلس معه على الطاولات لصناعة دستور البلاد..ألا تخجلون؟
..........
تلك كلماتي
أسوقها الى هؤلاء الذين لا يرون إلا ما يرغبون ويشتهون.
والى أولئك الذين لا يرون سوى ما لا يرغبون ،وكل ما يكرهون من سحقٍ و تحقيرٍ وقتلٍ و إذلال.

إلى هؤلاء الذين تتوق كل ذرة بداخلهم ...الى الحب والعدل والمساواة.
والى أولئك الذين تبغض كل ذرة بداخلهم.... الحب والعدل والمساواة.

إلى هؤلاء الذين يُهَجًّرون و يقتلون على رءوس الأشهاد،ولا من ولي ولا من خصيم.
والى أولئك الذين يرون التهجير والقتل أمراً يسيراً هيناً،كأنه نزهة المنتزهيين.
.
أتجه بها الى هؤلاء الذين يقولون ويصيحون كالطبول و لا يفعلون،خنوعاً وعجزاً و ضعة.
وإلى اؤلئك الذين يفعلون ولا يقولون.. ولا يعلنون،لسوء القصد،وسواد الطوية،فيفعلون جرائمهم بليلٍ،مستعينين بالكتمان أو هكذا يتوهمون.

أسوقها إلى من يحولون الخد الأخر لصافعهيم،بيد أنهم يمسكون بكف من يهوي على وجه أخيهم،صائحين لا يحق لك..و هم يحبون في الحالتين لو تبصرون!.

و إلى هؤلاء الذين يدعون الحَمَل للصبر و حب حامل السكين،و إن أصاب أصبعهم خدشٌ، ذاب قلبهم و هم يجفلون..فقط حينها بالحق و"العدل" يصدحون!..أما زلتم تطلقون على الأنانية و الجبن ،حباً و دينا...أما أكتفيتم مما تزيفون!

أقول الى هؤلاء و أولئك..أقول للجميع،ليس خفياً إلّا ويستعلن وما مكتوم إلّا وأصبح مشاعاً،فسلوا التاريخ لو تعقلون.

واخيرا اقول لهذه الجيف والعظام النخرة والعصابة التي قطعت كل علائفها بالجنس البشري،القادمة الينا من عصور غبرت غير مأسوفاً عليها،متدثرة بأكفانها:لقد ركبتم مركباً وعراً،لفظته الإنسانية من زمن،لم تعوا تبعاته ولا قدرتم عواقبه، ،و على الباغي تدور الدوائر،و لن تدروا من أين تأخذكم الصاعقة..

و إن غداً لناظره قريب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |