الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ السمفونية

مازن المنصور

2005 / 5 / 31
الادب والفن


تاريخ السيمفونية (SYMPHONY )

’’ الشعر جسم الوردة والموسيقى رائحتها ‘‘

( فاجنر)

هي مقطوعة موسيقية تعزفها الأوركسترا وليست آ لة منفردة كما هو الحال في الكونشرتو ، كما ويراعي في تأليفها قالب ( الصوناتة) الذي يخضع بدوره إ لى أ صول وقواعد ، كي تساعد المجموعة الأوركسترالية على تصوير الفكرة الموسيقية في أ شكال عديدة ، والافصاح عنها بشتى المشاعر والعواطف . ويمكننا أ ن نشبه السيمفونية ببناء عظيم ، أ و كاتدرال شامخ ، مشيد على فن المعمار الحديث ، ومزين بأ فخم النقوش البديعة والأحجار الثمينة . فالأ لحان في السيمفونية تتشكل وتتقلب بين
آلات الأوركسترا ، وكأ نها مناظرة موسيقية فنية تجمع بين الحسن والجمال .

كانت السيمفونيات الأ ولى قبل هايدن تؤلف على اساس حركات الثلاث،
ولكن الفكرة تطورت عام 1740 فوضع موسيقار نمساوي يدعى ( مون)
سيمفونية من أ ربع حركات . وليس من الصواب الاعتقاد بأ ن هايدن وموتسارت المؤسسان الأولان للسيمفونية ، فالواقع أ ن هايدن تأ ثر كثيرا بالمؤلفات الأولى لأ مانويل باخ ، كذلك نهج موتسارت خطوات يوهان كريستيان باخ من ناحية الأسلوب الانشائي . ولا ننسى أ وركسترا مدينة ( منهايم ) التي كان لها النفوذ العظيم على تأسيس السيمفونية الكلاسيكية والاعتناء بها .

ومن مآ ثر الفرقة أ يضا إ دخال عناصر جديدة في الأ داء الموسيقي منها العزف باللين ، والعزف بالشدة ،
والارتفاع باللحن تدريجيا ، والعكس . وكذلك بعض النظريات الأخرى
التي كان لها أ صل ثابت في تثبيت السيمفونية .

وفي عصر بيتهوفن أ خذت السيمفونية تخطو خطوات واسعة نحو الكمال. ويرجع ذلك الى تأ ثر الطبقة الأ جتماعية بالحروب الفرنسية ،
فبدأ ت القواعد الموسيقية والنغمات الزخرفية تتلاشى رويدا رويدا ، وتحل محلها أ لحان تعبر عن مشاعر الشعب ا لأ لماني ، وثوراته النفسية . وبذلك أ نتاب السيمفونية تطور جديد ، نتيجة للأ فكار الحديثة .
فكانت الحركة الثالثة تأ خذ سابقا شكل المينويت ، تلك الرقصة التي بلغت أ وجها في عهد لويس الرابع عشر ، فبعد أ ن ادرجها هايدن وموتسارت في أ عمالها ، أ دخل بيتهوفن مكانها حركة خفيفة مرحة تسمى ( اسكرزو ) أ ي ( مداعبة ) .
وبعد وفاة بيتهوفن أ صبحت السيمفونية غير مقيدة بشكل معين من ناحية التصميم ، والقواعد الموسيقية ، فتحولت من دورها الكلاسيكي إ لى مرحلة رومانتيكية جديدة ، تصاغ في قالب يعبر عن الأ فكار الخاصة ،
والمشاعر الإ نسانية . ومن فطاحل الفن الذ ي بزغ نجمهم في هذا المضمار ( فيبير ، شومان ، شوبان ، وبرليوز ) . ويعتبر بيتهوفن رومانتيكيا في موسيقاه ، مع أ نه عاش في العصر الكلاسيكي . ويعزى
ذلك إلى أ ن الحانة كانت خير أ داة افصاح عما كان يجيش في خاطر الشعب الأ لماني وقتئذ من الأ فكار السياسية والآ جتماعية .


وفي القرن التاسع عشر وجد الرومانتيكيون أ ن التقيد بالقواعد التي تشكل عليها السمفونية الكلاسيكية قد تعطل من أ فكارهم الموسيقية ،
وبذلك بدأ ت بوادر اضمحلال هذا البناء الشامخ ، حتى أن ’’ فاجنر‘‘
كان يعتبر السيمفونية بمثابة قبعة قديمة . ولاكن براهمز وبروكنر وتشيكوفسكي كانوا من ا لأ بطال الأ فذاذ ، الذين دافعوا عن السيمفونية دفاعآ مجيدآ ، ووضعوا منها مؤ لفات خا لدة تشهد لهم بالعظمة والقوة .

وفي القرن العشرين أ درج سيزار فرانك تعديلات هامة في السيمفونية ، وأ همها الوحدة بين الأ لحان الأ ساسية . وكانت موسيقاه كثيرة التحول بطريقة الانتقال الكروماتيكي . ومن المشاهير ذوى التطور في هذا النوع ( جوستاف ماهلر ، وجان سبيليوس ) ومن المزايا التي تتصف بها السمفونية الحالية طريقة التنمية بصورة أ وسع ، والزيادة في آ لات الأ وركسترا ، وا دخال آ لات ايقاعية جديدة ، والاكثار من حركات السمفونية ، وادراج الناحية الغنائية في بعض الأ حيان ، والحرية المطلقة في أ ختيار الأ لحان ، والتفنن في الايقاع ، وكذا إبتداع
العناصر الهارمونية المتنافرة التي تتفق مع الأسلوب الموسيقى الحديث .
القصيدة السيمفونية(Symphonic Poem )

مقطوعة تصف شيئا معينا إ ما قصة واقعية ،أ و منظرا طبيعيا . وقد بدأ
ازدهار هذا النوع في القرن التاسع عشر على يد بريلوز ، إ ذ وصف حبه الفاشل في سمفونيته الملقبه ( بالفنتاستيك ) . ثم أ عقبه ( ليست ) فوضع قصائد رائعة منها ( المقدمات ، ودانتى ، وفاوست ) مع التحرر من التزامات الصيغ المحدودة.

ثم جاء ريشارد اشتراوس فاقتبس الكثير من طابع ليست وبرليوز وزاد عليه عناصر جديدة منها استعمال الأوركسترا لتصوير الأشخاص ، وادراج نواح هامة في الموسيقى الإ يقاعية . ولا ننسى سبيليوس في قصائده السيمفونية التي تصور مياه البحيرات ، والغابات الفسيحة ، وعواصف الشمال.

الفنان
مازن المنصور
[email protected] Oslo .Norway










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس