الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات ثقافية

حيدر ناشي آل دبس

2013 / 10 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في تساؤل بسيط نوجهه الى المثقفين العراقيين حول مشروعهم النهضوي التنويري الذي يفترض ان يكون من لب اهتماماتهم ، هل تماهى هذا المشروع مع حاجات الناس ومتطلباتها ؟ هل تساوق هذا المشروع مع طبيعة المرحلة الحالية التي يعيشها الشعب العراقي ؟ وفي سؤال ابسط ، هل يوجد هنالك مشروع ثقافي حضاري ينتشل المواطن العراقي من بؤسه الفكري المدقع في الجهل ؟ هل ما قدم من نتاجات ثقافية وهي فردية في الاعم الاغلب لها من القيمة والاهمية بمكان لبناء مشروع ثقافي يكون بديلاً للمشروع الطائفي الذي اخذ ينخر في بنية المجتمع العراقي ويمزق وحدته ؟ من تساؤل واحد الى عدة اخذنا الهم الثقافي الى ميدانه بدلاً من ان يكون في ميداننا ونفصّل عليه ما تتطلبه المرحلة الراهنة .
من الغريب ان ينأى المثقف العراقي بنفسه عن الاحساس بمعاناة الناس والشعور بها والوقوف بجانبهم للدفاع عن حقوقهم المسلوبة ! والاغرب من ذلك ان كثير من المثقفين عندما تطالبه بدوره الحقيقي تجد الجواب لديه انه ليس مؤدلج ! ماهي الايدلوجية حسب مفهومهم ؟ فالايدلوجية في ابسط تعريفاتها هي منظومة الافكار الاجتماعية ، حالة تدعو للغرابة اذ ان كثير من المثقفين العراقيين لا يعوا اهمية الايدلوجيا في بنية التفكير الجمعي ، ونحن في هذا المجال لا ندعو المثقف لتبني فكر معين والجمود فيه دون الانفتاح على بقية الافكار والنهل منها والملاقحة معها في حالة تطلب الظرف الاجتماعي ذلك ، فعملية تطور الايدلوجيات يجب ان تكون سيرورة مستمرة لا تنقطع ولا تتوقف عند اراء وطروحات محددة ، فما يطرح الان من لدن المثقفين انفسهم وتبريرهم عدم اخذ دورهم الحقيقي هو هروب من المسؤولية التي يفترض ان يتصدوا لها ، وحالة اغتراب حقيقي عن الناس ومعاناتهم ، فرسالتكم ايها الاعزة معطلة وتصوراتكم بعيدة عن الواقع ، وحالة الركود الثقافي والفكري في بنية المجتمع العراقي تتحملون الجزء الاكبر منها ، لانكم ابتسرتم ادواركم ، وانزويتم في عروشكم العاجية ، لتنظروا من عليائكم لما يجري من تخلخل التفكير والرؤى ، وتعتبرون انفسكم غير معنيين بعملية النهوض والاصلاح ، وادعيتم عدم انزياحكم لما تطرحه القوى السياسية وعلى مختلف مشاربها ، واعلنتم حيادكم المزعوم ، وما هو الا حياد عن البسطاء من الناس ، فهل الديمقراطية وبناء الدولة المدنية واشاعة قيم الحوار والجدل الثقافي لا يرتبط مع مفهومكم للثقافة ؟ ان ما تقدمه الثقافة وآفاقها الواسعة ومدياتها الكبيرة هو كفيل بتصحيح مسار العملية التنموية في فكر الانسان العراقي ووضعه على جادة المعرفة الحقيقية بواقع البلد واحتياجاته .
مرحلة تتطلب العمل الدؤوب والتصدي لكل محاولات الاقصاء والتهميش للفكر الحر وعلى عاتقنا تقع مهمتها ، ونحن اهلاً لها فلتتكاتف جهودنا ولنرمي عن كواهلنا احمال سنين مضت لفها التصارع والتزاحم على السكوت ، لنا الدور الان فلنتصدى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط