الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة التشهير

فادي يوسف الجبلي

2013 / 10 / 24
حقوق الانسان


التشهير هو مصطلح قانوني يتناول جميع أشكال التعبير التي تجرح كرامة الشخص أو المؤسسة)ويكيبيديا)
والتشهير عادة يعتمد على معلومات مغلوطة تنسجها مخيلة (المشهّر) وقد تكون دوافعها سياسية او عرقية او دينية او شخصية .
والعديد من دول العلم سنّت القوانين التي تكافح هذه الظاهرة وتعاقب مرتكبيها، ولكن ظهور النت كان حجر عثرة في طريق تطبيق القانون بهذا الخصوص كون النت لا يمكن اعتبارها مصدر قانوني لصعوبة تحديد شخصية (المشهّر) .
والتشهير بصورة عامة ظاهرة سلبية لا يلجأ اليها سوى ضعّاف النفوس ، ولكن النقطة الجوهرية هنا لا تكمن في شخص (المشهّر) او جهات التشهير ، فقد يكون المشهّر مريض او يشهّر بدافع الحقد ولكن المشكلة تكمن في ثقافة قبول التشهير عند الجمهور ، وتجربة النت (المواقع الاجتماعية تحديداً) تبرز مدى ولع العرب بالتشهير ، اذ لا يكاد احدهم ينشر خبراً مفبركاً حتى تجد العشرات من الاعجابات والتعليقات من دون ان يكلف احدهم نفسه عناء سؤال الكاتب عن مصدر معلومته ، ومن الماضي القريب فأن اشهر حملات التشهير كانت تلك التي تعرضت لها الفنانة عزيزة جلال عندما تعرضت لحملة شرسة وبهتان بأنها تعرضت للأغتصاب على يد امير اماراتي ، وبالرغم من سذاجة تفكير مروج الاشاعة الذي اشار الى ان ام الامير كانت تحتفل في تلك الليلة التي تم فيها اغتصاب السيدة عزيزة ببلوغ ابنها مرحلة الحلم!!!! فأن الخبر المفبرك انتشر كأنتشار النار في الهشيم
http://www.arabtimes.com/2007/Feb/75.html
وقد كان لأعضاء الحكومة والبرلمان العراقيان حصة في التشهير الانترنيتي واخرها قضية السيّد خالد عطية وعلاجه في المانيا .
ومن حالات التشهير (العراقية) المشهورة والمتداولة في النت بغزارة هو ما تعرضت له السيّدة العراقية بتول الموسوي . اذ يكفي ان تضع اسمها في اي محرك للبحث لتجد العجب العجاب فيما نسجه مخيلة بعض المرضى بحق هذه السيدة.
والسيدة الموسوي كانت مستشاره الدائره الثقافية في السفارة العراقية في السويد (لا اعلم ان كانت ما تزال في منصبها او لا) .
والمطلع على نصوص(وليس نص) المحادثة المفبركة بين رئيس الوزراء العراقي والسيّدة الموسوي سيدرك تفاهة من نسج الحوار وسطحية تفكيره اذ انه يستخدم عبارات لا يستخدمها رواد المقاهي الشعبية فكيف برئيس للوزراء .
والاغرب في قضية التشهير هذه ان فيها جميع التناقضات ، فمرة تتهم السيّدة بتول بأنها بعثية وكانت قد القت محاضرة في بغداد تشيد بأعادة انتخاب صدام حسين رئيساً في 2002 وتارة تتهم بأنها عشيقة المالكي تقضي معه الليالي عبر الماسنجر .
وأعتقد ان سر هذا التناقض يكمن في تلذذ اغلبية العراقيين بالتشهير
فالبعثيون (وهذا ديدنهم) لا يتوانون عن استخدام اخس الدناءات للنيل من كل من له علاقة بالعراق الجديد
وبعض الشيعة يغارون من البعثيين في هذه الدناءة فيفربكون بعثية الموسوي كي يضربوا عصفورين بحجر واحد ...ومع رخص الاسلوب ودناءه السلوك تفرض بعض الاسئلة نفسها على ارض الواقع..لماذا لا تتم المحاججة والمحاكمة الا عبر اساليب التشهير في مجتمعنا العربي الاسلامي فالموضه السائده هي ضرب كل امراة ناجحه من خلال الطعن بالشرف والسمعة وضرب كل رجل مسؤول بفساد مالي واخلاقي ودون ادلة واثباتات واقعيه..ومع ادراك الجميع بان الفبركة الكلامية واستخدام الفوتوشوب بات في متناول ايدي الجميع الا ان الكثيرين لازالوا يقنعون انفسهم بصدقية كل مايقرأون على صفحات النت تحت شعار(حب واحجي واكره واحجي)..رغم ان أي شخص ممكن ان يكون يوما ما ضحية لمثل هذه الافتراءات.
..الى متى سيبقى مجتمعنا يعاني هذه الازدواجيه في التفكير والسلوك ..وهل صدقت فينا مقولة احمد زويل باننا نحارب الناجح حتى يفشل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع