الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عامان من الانقلاب على انتفاضة 17 ديسمبر

حزب الكادحين في تونس

2013 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في 23 أكتوبر 2011 تولت الرجعية الدينية و حلفاؤها السلطة في تونس على اثر انتخابات صورية تحكم فيها المال السياسي و الإعلام الفاسد و رعتها الامبريالية و قاطعها نصف عدد الناخبين ، و هو ما شكل انقلابا فعليا على انتفاضة 17 ديسمبر، و على امتداد عامين ساءت أوضاع الكادحين ، فعلى المستوين الاقتصادي و الاجتماعي توثق ارتباط البلاد بالامبريالية وتردي مستوى معيشة الشعب بشكل فاق ما كان عليه الوضع أيام سلطة بن على الرجعية ، جراء ارتفاع الأسعار والتضخم المالي و انخفاض قيمة الدينار وتعمق الاستغلال الطبقي و انعدام التنمية الجهوية و تزايد أعداد المعطلين عن العمل و انتشار الدعارة واستهلاك المخدرات و ترويجها ، و قد أدى هذا الوضع إلى بروز حفنة من الأغنياء الجدد الذين دخلوا نادي كبار الأثرياء بينما ازداد الكادحون فقرا و بؤسا .
و على الصعيد السياسي سعت الرجعية الدينية إلى تأبيد حكمها حتى تتمكن من السيطرة نهائيا على الشعب ، و عندما واجهتها المقاومة الشعبية بالإضرابات و المظاهرات و الاعتصامات لجأت إلى الاغتيالات و القمع ومحاكمة معارضيها من سياسيين ونقابيين و صحفيين ومثقفين و فنانين وغبرهم من المناضلين ، في نفس الوقت الذي فتحت فيه أبواب البلاد على مصراعيها أمام التدخل الامبريالي بأشكاله المختلفة بما فيها العسكرية ، و رفضت علنا تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد طول مزايدة بالقضية العربية الفلسطينية و ذلك لضمان دعم الرجعية العالمية لحكمها .
كما تنكرت لتضحيات شهداء الانتفاضة و اعتدت أجهزتها القمعية مرارا على جرحاها و ظل القتلة و المجرمون في حق الشعب و الوطن يسرحون دون محاسبة ، و بقى التعويض المادي و المعنوي للضحايا دون تنفيذ ، بينما أغدقت على منتسبيها أموالا طائلة و مكنتهم من الوظائف في قطاعات مختلفة تحت مسمى العفو التشريعي العام .
وبالرغم من استمرار المقاومة و الرفض الشعبي المتنامي لحكام 23 أكتوبر الذي عكسه شعار " الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد " و تردد صداه في طول تونس و عرضها لا تزال الرجعية الدينية و حلفاؤها متمسكين بمواقعهم في السلطة بقوة الحديد و النار ، و ما حديثهم عن الدفاع عن الشرعية الانتخابية إلا ذرا للرماد في العيون فتلك الشرعية تفتقر للصلاحيتين القانونية و الشعبية .
و فضلا عن هذا لجأت الرجعية إلى توتير الأوضاع الأمنية فتشكلت الميليشيات و انتشر العنف الرجعي بمختلف أشكاله و بلغ ذروته في الاغتيالات السياسية ، وفسح المجال أمام المجموعات الإرهابية للتمركز و الانتشار في مختلف أنحاء البلاد لبث الرعب و الخوف في صفوف الشعب ، كما تم إرسال الشبان للمشاركة في الحرب الرجعية في سوريا لاكتساب الخبرة القتالية الكافية استعدادا لإشعال لهيب حرب رجعية مماثلة في تونس .
و لم يقف الأمر عند هذا الحد فعلى المستوى الصحي عادت إلى الظهور أمراض الجرب و الملاريا و الكوليرا و الكلب في بلد تكدست الأوساخ في شتى مدنه و قراه ، و أصبح الكادحون فيه يعانون من تلوث الماء الصالح للشراب و سوء التغذية ، و لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للأوضاع التربوية و التعليمية و القضائية و غيرها فالأزمة اليوم معممة .
و ما كان لهذا الوضع الذي تعيشه تونس أن يسود لولا توفر جملة من العوامل ، من أبرزها ضعف قوى الثورة بفعل تشتتها و خيانة الانتهازية و تدخل الامبريالية و توظيفها لعملائها ، سواء كانوا من اليمين الديني أو اليمين الليبرالي مما فسح المجال للالتفاف على الانتفاضة و قطع الطريق أمام انتصار الشعب
و رغم العداء الظاهري بين الرجعيتين الدينية و الليبرالية و في مقدمتهما النهضة و نداء تونس فإنهما تتحدان عندما يتعلق الأمر بتنفيذ مشاريع الأسياد الامبرياليين لذلك يبحث الطرفان اليوم عن التوافق من خلال ما سمى بمؤتمر الحوار الوطني و هما مستعدان لاقتسام السلطة فيما بينهما تحقيقا للتوازن المنشود ، و لا تفعل الانتهازية الملتحفة باليسار غير صب الماء في طاحونتهما .
إن الأزمة التي تردت فيها البلاد تحتم اليوم على القوى الوطنية و الديمقراطية الثورية الاتحاد من أجل الثورة ففي وحدتها قوة للشعب و ضمانة لانتصار كفاحه بما يمكن من جعل 23 أكتوبر 2013 محطة نضالية أخرى على طريق تحقيق الشعار الذي رفعته الانتفاضة : الشعب يريد إسقاط النظام بعيدا عن أوهام التوافق مع الرجعية و الركوع تحت أقدامها .

حزب الكادحين
تونس 23 أكتوبر 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح