الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس

عصام عبد الامير

2013 / 10 / 25
سيرة ذاتية


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس
قبل أطلاق سراحه بعدة أشهر كانت هنالك تحركات غير معهودة وأجرائات لم يسبق أن شهدتها حياة ألأسرى حيث تم نقلهم الى معسكر يسمى (برندك) ويعتبر هذا من معسكرات التسفيرات هذا حصل قبل خمسة أشهر من أطلاق سراحه وفي هذا المعسكر كانت وجبات الطعام كافية وزائدة عن قدرة ألأسير بل كان ألأيرانيون يغدقون بالطعام وأنواعه حيث الفاكهة والخضروات بأنواعها والتي حرموا الأسرى منها لسنوات طوال كذلك لاحظ ألأسرى كثرة الوفود منها مدنية ومنها عسكرية ومنهم أيرانين واخرين عراقيين يلقون المحاظرات الدينية والسياسية لجان أستخبارات تتحقق من أسماء ألأسرى وسجلاتهم وكان ألمسؤولين ألأيرانيين يلمحون أن هنالك أتفاق على تبادل ألأسرى علما أن في هذا المعسكر شهد عملية تبادل شهدوها ألأسرى القادمين توا حيث تم أطلاق سراح خمسمائة أسير قبلهم كان ألأسرى فرحين وينتابهم القلق والخوف في نفس الوقت وذلك لأن سبق وأن تم عمليات تبادل ألأسرى بدأمن عملية التبادل ألأساسية التي تمت قبل حرب الكويت وحتى عام 1998 وهم لم يكتب لهم أن يكونون جزء منها وفي أحدى الايام صباحا وفي غمرة ألأحداث المتسارعة والمثيرة لأشجان ألأسرى جاء وفد كبير وكان يبدو أنه أستخباراتي من طريقة دخولهم الى المعسكر وطراز ملابسهم وألأهتمام بهم من قبل أدارة المعسكر فجاء الجنود الأيرانين وفتحوا ألأبواب وقالوا(آزادي )وتعني بالعربي حرية وهذه الكلمة تطلق حين يأتي وقت الخروج الى الساحة لغرض السير لمدة ساعة أو ساعتين وعند خروج ألأسرى بملاسهم الصفراء الخاصة والتي طبع على خلفها (أسير جنكي ) أي أسير حرب قام الجنود ألأيرانين بدعوتهم لللأصطفاف والأنتظام بصفوف أعتادوا عليها ألأسرى لسنين طوال حينها دخل الوفد ألأيراني وبدأ هؤلاء المخابرات بأختيار أسرى على الوجوه ويقومون بأخراجهم من داخل ألصفوف وعزلهم كمجموعة بلغت حوالي ثلاثين شخص عندها خرج الوفد وقالوا للجنود أأتوا بهؤلاء الى خارج المعسكربقى بقية ألأسرى يترقبون الحدث عبر ألأسلاك الشائكة التي تفصل معسكر الأسرى عن خارجه حيث معسكر الجيش الأيراني حيث شاهدوا هؤلاء أي زملائهم في أيدهم الأصفاد وهم يقتادون من قبل مدنيين للصعود الى حافلة بدأت بالسيربهم وتوارت عن الأنظار بعدها وبعد أن تم تعداد ألأسرى دخلوا مجددا الى القاعة وعندها بدأت النقاشات وألأحاديث ما بين ألأسرى ( لماذا الى أين ذهبوا بهم وماذا فعلوا بينهم أناس بسطاء بل أميين نحن نعرفهم جيدا وهل سيعودون ثم لم يختاروهم على ألأسماء) كانت كل هذه تساؤلات ألأسرى وحيرتهم مما جرى وبشكل غير مسبوق جاء المساء وخيم الليل ولم يجرون الأيرانيين ألتعداد المسائي كالعادة حتى جاءت الساعة التاسعة مساء حيث وقت النوم واذا يتفاجؤن بدخول زملاءهم الذين أقتيدوا صباحا الى القاعة هرع الأسرى أليهم والتفت كل مجموعة حول أحدهم كان يبدوا عليهم ألأرهاق وأثار صدمة ما ولكن لا أحد يعلم ما الأمر (أين ذهبتم ماذا فعلوا لكم هل حققوا معكم هل ضربوكم مضى عليكم ساعات أين كنتم ) كل هذه ألأسئلة أنهالت عليهم وهم في صمت يتلفتوا يمين ويسار وينيظرون ألينا بذهول أحد هؤلاء كان أسمه سعد مصطفى وكان ظابط مجند خريج علوم رياضيات جامعة بغداد وكان مثقفا ويمتلك من الوعي كان يجيب على كل ألأسئلة ببطء ويتكلم بصوت منخفض وفي عينيه حيرة وألم وقال (أخذونا مباشرة ألى خارج المعسكر بعد أن أعصبوا أعيننا ثم أقتادونا ألى بناية حيث صعود سلالم ودخول غرف ولكنا كنا لانرى شيء عندها جاء أحدهم وأزاح الغطاء عن عيني فوجدت نفسي في غرفة بمفردي ولم أعلم أين ذهب زملائي ألأخرين وقال لي هذا الشخص هذه ملابس أختار التي على مقاسك وأستبدلها بملابس ألأسرى قمت بأختيار الملابس وجميعها كانت بمقاسات كبيرة وذلك لنحافتي فأخترت ألأنسب وجلست أنتظر ساعات حتى جاءت مجموعة من ألأشخاص يتراوح عددهم أربعة الى خمس أشخاص قام أحدهم بأغلاق عيني مرة أخرى وأقتادوني بعد دقائق شعرت أننا خارج البناية وفي شارع عمومي من خلال ما سمعت من صوت العجلات وحركة السير واصوات الناس عندها أقتادوني الى داخل سيارة أحسست بأنها عربة صغيرة وبعدها تحركت العربة الى حيث لا أعلم وبعد دقائق توقفت العربة وقام أحدهم بفتح العصاب عن عيني وقال لي أنت ستترجل من العربة وتقوم بالسير على طول الطريق الذي سنوجهك اياه أياك ان تتكلم مع أحد أو تفكر بعمل جنوني أنت مراقب من كل ناحية ما عليك سوى السير حتى نأمرك بالتوقف عندها سنصطحبك مجددا وتابع قائلا ترجلت من العربة وأذا بمشهد وعالم غريب وبموقف أشبه بألخيال الناس رجال نساء أطفال يسيرون في الشوارع الأسواق والمحال التجارية المتنزهات الأشجار الحياة ألأصوات ضجيج المدينة عندها بدأجسمي يرتجف وعيناي أغرقرقت بالدموع وشعرت أن قدماي قد تجمدت ولاتستطيع حمل جسدي النحيل وبينما كنت ألتقط أنفاسي واستعيد قواي حتى تحرك أحد رجال المخابرات وتنحنح من أجل أن يلفت انتباهي فنظرت أليه نظرة رجل خائف مرتجف وهن وفي عيني الدموع فنظر بأتجاهي وهو يحملق ولم أرى في عينيه أي حالت تعاطف أو رأفة فأومأ برأسه بأتجاه معين عندها فهمت بأني يجب أن أسير وكيف يمكن ذلك وقد أنهارت قواي بالكامل فتمالكت نفسي أضافة ألى عامل الخوف دفعني الى بدأ المسير بخطى مبعثرة وحركة مرتبكة فأسترع أنتباهي أن هنالك عربة أخرى خلفنا أيضا كانت تحمل رجال مخابرات ترجلوا منها وتفرقوا وبدأ كل منهم يسير ويوحي أن وظعهم طبيعي ولكن كنت ألاحظ أن كل رجل منهم كان يراقبني وبدقة بعدها تابعت المسير والناس حولي فجأة مرت بجانبي عائلة أمرأة وزوجها وثلاثة أولاد كان الطفل الأصغر سننا بعمر ثلاث سنوات وكان يسير بصحبت أمه وبشكل غير متوقع ومفاجىء أمسك هذا الطفل بساقي ونظر بأتجاهي مبتسما وبوجه مشرق ملئه البرائة وألأمل عندها لم أتمالك وأجهشت بالبكاء وبدأ جسمي يرتجف أنتبه أبوين الطفل ونظرا بأتجاهي نظرة أستغراب وكأني مجنون وسحبت ألأم يد طفلها وأستمروا بالمسير عندها نظر ألي أحدهم نظرت غضب وعدم أرتياح وأومأ برأسه مشير علي بالمسير وبعد خمسة دقائق أقتربا أثنان منهما بأتجاهي وقالا هيا لنعود رجعنا الى البناية ذاتها وقال أحدهم أستبدل ملابسك بعدها جلبوا لي الطعام وحين أنتهيت من ذلك أقتادوني مجددا ألى الحافلة حيث رأيت زملائي الذين هم بدورهم مروا بنفس البرنامج الذي تعرضت له ثم جئنا الى المعسكر) تذكرت هذه الحادثة عندما عدت الى العراق وواجهت الأنهيار وألأرباك النفسي وقلت مع نفسي هذا ما كان يريدون ألأيرانين أن يعيدونا جثث متحركة أشخاص مشلولين محطمين عاجزين ليس لنا القدرة على مواجهة الحياة ولا نقدم شيء لا للأنفسنا ولا للأخرين وهكذا كان يريد نظام البعث حيث أطلقت ألأشاعات على أن الاسرى العائدون مجانين أو شبه مجانين أتعلمون لماذا لأنهم أي هذين النظامين ألبعثي الدكتاتوري في العراق والرجعي الخميني في أيران يعلمون جيدا أن ألأسرى هم الشاهد الحي لجريمتهم البشعة في الحرب وهم أي ألأسرى شاخص سيبقى يذكرهم بالفشل والهزيمة التي مني بها ألطرفان حيث أنتهت الحرب لا غالب ولا مغلوب كما قالت وفعلت أمريكا اذاأنتهت الحرب لا غالب ولا مغلوب طيب لم هذه الضحايا والخسائر الكبيرة البشرية والمادية التي قدمها الشعبين العراقي وألأيراني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل