الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضامن مع مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

غادا فؤاد السمان

2005 / 5 / 31
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


هل كانت خطوة محسوبة بجدارة أو دراية من قبل النظام السوري، أن يستعيد دوره السلطوي في تعزيز سياسة كمّ الأفواه؟
وإذا كانت السلطة العتيدة لا تزال تمتلك قدرتها الخارقة في سلب المثقف السوري دوره في التعبير وحقّه في إبداء الرأي وحريته في ترويج قناعاته من دون قيد أو شرط أو تهديد، فعليها أن تتذكّر جيدا وأن تتذكّر أيضا وأيضا قدرة الرأي العام العالمي الذي استطاع في لفتة عابرة أن يوجّه بوصلة خياراتها التي عرّت الحقائق بطريقة مفجعة، إذا لم نقل بشكل مخز فعلا .
تُرى متى كانت الانتقادات العلنيّة سبيلا لانهيارهيكليّة السلطة وكيانيّتها القائمة إذا لم تكن ذاتها تُدرك تمام الإدراك هشاشة المضمون ورداءة المبنى؟
فهل أخرجت الانتقادات المتهافتة على أميركا جيش الاحتلال من العراق، وهل أسقطت الانتقادات المتعددة توني بلير؟ وهل ابعدت الإنتقادات بوش عن تجديد ولايته؟ وهل أسكتت الإنتقادات كوندوليزا رايس؟ وهل عدّلت الإنتقادات المتعاقبة مواقف كل من بوتين وشيراك وشارون؟
لماذا نحن العرب وبخاصّة حزب البعث الذي اتسع لاحتضان والتهام كل شيء، وفرّخ كل المناهج والسلوكيات، وفرز كل الألوان القاتمة بعيدا عن ألوان الطيف، ونجح في تسيير القطيع، ومصادرة القطاعات وتوظيفها وفق متطلبات الإدارة والإداريين ونظرائهم من المستفيدين والمقربين والمعززين والمُكرمين والمحظيين والمحظوظين ومن لفّ لفيفهم الى يوم الدين، لماذا عساه يؤرّق مقامها ومنامها، صوت المثقّف السوري، وما جاوره من مثقفين حتى هذا الوقت الذي تغيّرت كامل سماته وملامحه، وشهدنا ما شهدنا من أخطار حقيقيّة تتمثّل في معنى التسلّط، الذي يحتاج إلى تمتين أواصر اللحمة بين النظام والمثقّف، لأنّ المثقّف هو ضمانة الكيان والنظام والوطن حتى في عزّ غلوائه، فالنظام عرضة للزوال في شطحة قلم على هامش أي اجتماع دولي طارئ، بينما المُثقّف باق ومستمرّ وقائم رغم الحصار والقضبان وظلام السجون.
حسين العودات، إنها سحابة صيف قاتمة وسماؤك تزداد اتساعا لالتماع النجوم، وبصوت ميشيل كيلو الذي ارتفع تحت الخيمة العربية، ستوقظ كلّ الأفكار الغافية، وإن بعد حين، لعلها قيامة الحبر الممهورة بدم الأحرار، الذين اعتصموا بلاءاتهم ومواقفهم ومجازفاتهم حتى بلغوا الشهادة، أعلى رتبة نالها ناجي العلي، وكامل مروّه، وسمير قصير، كل منهم قال كلمته على طريقته ومضى، لكّن صوتهم ما زال يتردد صداه، وثمّة فدائيون كثُر للأوطان يتعقبون الصدى، يقتبسونه، ينتحلونه لتعتنق الحريّة مذهبا ومنهجا وعقيدة، مهما كان الثمن تهديدا، اعتقالا أو شهادة.
وحده السكوت من ذَهب، وذهبُ الكلام يزداد إشراقا مع الوقت، وليتني أمتلك هنا شغف القول، لأفَضت بكل الحزن الذي يجتاح أقلامنا المهدودة بلا هوادة. أصمتُ رغما عنّي، أتطلّع إلى آخر المدى المجدي الذي خلّفته أنظار الذين رحلوا، أتعقبها فوق جدران بيروت، المكتظّة بالصور، المكتظّة بالبسمات، والبصمات، المكتظّة بأحلامنا المصلوبة، وغدنا المُستباح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة