الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصلحة الوطن فوق الطائفة ..!

هادي فريد التكريتي

2005 / 5 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


النظام العراقي الساقط لم يحقق للعراق سوى الخراب ، وطيلة أربعين عاما من الحكم القومي ـ الفاشي ليس لم يتم حل المشاكل التي يعاني منها العراق وطنيا ، وإنما راكم عليها الحكم أعباء ومصائب ، وخصوصا حكم البعث منذ 1968 ، حيث افتعل صدام حسين مشاكل خارجية مع دول الجوار ، دون أن يفرق بكون هذا البلد عربيا أم أجنبيا . فالحرب العراقية ـ الإيرانية كانت مفتعلة ، ودون أي مبرر لها سوى الظهور بمظهر الحريص على مصلحة العراق ، الذي هو أول من فرط بها في العام 1975عندما تنازل لشاه إيران ، عن حقوق ومصالح الشعب العراقي الحيوية ، مقابل المساعدة على تصفية الحركة التحررية الكوردية ، وفي الوقت ذاته صعد من حملة العداء ضد حكومة الرئيس حافظ الأسد ، التي هي بالقابل حكومة بعثية ، وكان الضحية هو الشعب السوري الشقيق ، الذي ذاق طعم الحقد والكراهية ، قبل الشعب العراقي ، من خلال تفجير السيارات المفخخة التي أودت بحياة العشرات من الأبرياء ، وآخر جرائمه ، الخارجية ، دخول الكويت الشقيق واستباحة أرضه وعرضه وماله ، ثم بعد هزيمته أحرق ودمر كل مؤسسات الشعب الكويتي الاقتصادية ، التي لا يمكن تقدير خسائرها الحقيقة بثمن ،.كل هذا دمار مباشر أحدثه النظام البعثي الساقط لدول جارة وشقيقة ، بغض النظر عما ألحقه من كوارث بالعراق ، من تقتيل بشر وهدر أموال وخراب بيوت ومؤسسات..ونتيجة لجرائمه هذه ، المدانة دوليا ، ترتبت على النظام السابق حقوق مادية لعدوانه غير المبرر على دول الجوار ، ولم يكن للشعب العراقي إقرار أي فعل أو مسؤولية فيما حدث إن لم يكن هو الضحية الأولى ... أسباب هذه الجرائم كان بعضها لتصفية حسابات حزبية كما حصل مع سوريا الشقيقة ، والبعض الآخر هي حرب وقائية نيابة عن الآخرين ، كما هي مع إيران ، وما حصل للكويت كان نتيجة لأوهام تاريخية ، كما هي أعراض مرض القوة والزعامة الكاذبة...بعد سقوط هذا النظام الذي أربكت سياساته ، المجتمع الدولي كله ، تنادت الكثير من الدول إلى دعم ومساعدة العراق الجديد ، ماديا وعسكريا ، وقد عقدت مؤتمرات دولية بهذا الخصوص ، كان من بعض نتائجها شطب أغلب الديون المترتبة على النظام السابق نتيجة جرائمه التي أثقل بها كاهل الشعب العراقي ، وكان الأمل يحدو العراقيين أن تبادر الدول العربية ودول الجوار كذلك على شطب ما يطالبون به من ديون ، وخصوصا بعد أن تشكلت حكومة شرعية نتيجة لانتخابات ديموقراطية ... فالدول العربية المتضررة من الحرب ، وتلك التي تطالب بديون عادية مترتبة بذمة العراق ، تجري تسويتها من منطلقات إنسانية وتجارية ..وإيران إذ تثير المطالبة في هذا الظرف الصعب بتعويضات الحرب المترتبة على النظام السابق ، إثر أول زيارة لوزير خارجيتها للعراق ، لا تدلل عن حسن نية لطي صفحة مظلمة من العلاقة بين الشعبين ، ورغم هذا فالمطالبة في هذا الظرف الصعب الذي يمر به العراق مفهومة من قبل الشعب العراقي ، لكون إيران تضغط باتجاه مساومة مع أمريكا وتصفية لحسابات بين البلدين على الأرض العراقية ، إلا أن من غير المفهوم للشعب العراقي أن تكون بداية المطالبة بهذه الحقوق ، ولأكثر من مرة ، من قبل رئيس قائمة الائتلاف الانتخابية التي شكلت الحكومة العراقية ، والأنكى من هذا كله هو أن السيد عزيز الحكيم مسبقا قد حدد الديون الإيرانية المترتبة على العراق بمئة مليار دولار .. ولو لم أكن عراقيا لقلت أن السيد عزيز الحكيم إيرانيا يتحدث باسم الحكومة الإيرانية ..! فهل التبعية الطائفية من حقها ترتيب حق لدولة أجنبية ما بذمة الشعب العراقي ، وهو حق غير مفروغ منه بعد ، بدعوى أن إيران هي التي تمادت في إطالة أمد الحرب ، بعد أن حررت أراضيها في العام 1982من قوات النظام العراقي ولم تمتثل لقرارات الأمم المتحدة بوقفها ، والديون المطالب بها لم تقر من قبل مؤسسات الشعب الدستورية .! فهل يحق لمن يفترض فيه تمثيل مصالح الشعب العراقي ، وهو في السلطة ، أن يفرط بالمال العام دون أن يكون له الحق بالتصرف به ..؟ ألم يؤد السيد عزيز الحكيم ، وباقي قائمته ، القسم على خدمة الشعب العراقي وصيانة ثرواته ؟ هل تبخر القسم أمام الطائفية ؟ أم أن إيران الشريك بالمعتقد االطائفي لا تعتبر دولة أجنبية؟...والكويت الدولة العربية والمسلمة ألم تكن لها حقوق على العراق ، لماذا تجاهلها ولم يحدد لها ديونها .؟ هل لأنها لا تقاسمه طائفيته رغم أنها تقاسمه دينه وعروبته ؟ كان بودنا أن نسمع من رئيس الحكومة السيد الجعفري ، إيضاحا حول الموضوع ، وما كان موقفه لو كان زيد من رؤساء الكتل البرلمانية يطالب بحقوق مرقمة ببلايين الدولارات للكويت.؟ كان حريا بأعضاء الجمعية الوطنية أن يثيروا ، وخصوصا رئيسها ، الأمر للمساءلة والمناقشة وإعلان رأيهم الصريح فيمن يرتب حقوقا متنازعا عليها للأجنبي ، أم أن إيران ما عادت أجنبية لكونها شيعية والحكم عندنا هو كذلك ولا تهمه المصلحة الوطنية العراقية ...؟ ثم أين هي المرجعية..؟ ِلَم هي غائبة عن هذا الأمر ؟ وأين مصلحة العراق التي كانت قد شددت عليها ، يوم أعطت ثقتها لقائمة الائتلاف ..؟ أليس السكوت علامة الرضى للتفريط بالحقوق الوطنية وتغليب حقوق مشكوك فيها لدولة أجنبية ؟ ثم لماذا لم يطالب السيد عزيز الحكيم بما للعراق من طائرات ومعدات عند إيران ؟ أليس رد الأمانات لأهلها هي من قيم وتعاليم الإسلام ..؟ إن السكوت عن الواقع الإيراني في العراق ، الذي يساهم فيه بعض رجالات الحكم بشكل واضح ، يشكل خطرا جديا على أمن وسلامة العراق وشعبه وإيران لا زالت بعض أجهزتها الأمنية والاستخباراتية تنشط في تهريب كل ما من شأنه إضعاف العراق ، كما هي تحمي المهربين وما يهربونه ، إلي العراق ومن العراق ، إلا أن الطائفية تتستر على الكثير القادم من هذا البلد المشكوك في حرصه المعلن على العراق ، لنقرأ ما كتب على موقع الاتحاد الوطني الكوردستاني للأخبار يوم 28 مايس 2005 : يقول الخبر " عقد اللواء الركن علي حمادي قائد شرطة حدود المنطقة الرابعة مؤتمرا صحفيا في البصرة قال فيه : إن الأجهزة الأمنية في الميناء ضبطت وثائق رسمية مهمة لوزارة النفط لغرض تهريبها إلى خارج العراق.. والقوات البحرية الإيرانية تقدم بشكل مباشر وعلني الدعم للمهربين من خلال الحماية لهم عند مطاردتهم من قبل القوات العراقية ، إذ فتحت هذه القوات نيران أسلحتها على قطعنا البحرية أكثر من مرة ، إضافة إلى السماح للناقلات المحملة بالنفط المهرب من استخدام المياه الإقليمية الإيرانية لتكون في مأمن قانوني ...كما وسبق للقوات الإيرانية أن صادرت ثلاث زوارق حديثة لمكافحة التهريب .." هذا بعض ما طفح من كيل الجارة المسلمة التي يتشدق بها البعض ، والذي يطالب بعضهم بما ترتب على العراق من حقوق لها ، لماذا لم تعلن الحكومة عن مثل هذه الانتهاكات الخطيرة للشعب ، وفق مبدأ الشفافية لعمل الحكومة التي يتشدقون بها ، والتي لا تقل خطورة عن إرهاب العرب والمسلمين من دول الجوار ؟ فهل لم يعرفوا بها ؟ أم أنهم صم بكم عمي فهم لا ينطقون عما ترتكبه هذه الجارة بحق العراق ، إن إيران لا تقل خطرا ومسؤولية عما يجري في العراق من إرهاب وتدمير لمؤسساتنا ومنشآتنا الاقتصادية ، وتخريب لعقول مواطننا نتيجة تهريب السموم إليه ، فمثلما نطالب ونشدد بضبط حدودنا مع كل دول الجوار ، نطالب بأن تتخذ إجراءات مماثلة مع إيران ، بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو القومية ، فليس من يقتل مواطنينا ويدمر ثرواتنا هم من العرب المسلمون السنة فقط ، فكذلك يأتينا ممن هم من غير العرب ، المسلمون الشيعة ، فالإرهاب والمنتمون إليه لا يعرف دينا ولا قومية ولا طائفة ولا وطنا يسالمه ، فكل من لم يناصره فهو عدو له ..فعلى حكومتنا ومرجعيتنا أن تنبذا المهادنه الطائفية مع أي أجنبي يهدف تخريب عراقنا كائنا من كان ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب