الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل استرد النظام السوري شرعيته؟

محمد فريق الركابي

2013 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ما يقارب العامين و نصف و لا يزال الصراع الداخلي السوري مستمر و لا تزال انهر الدم تجري امام انظار العالم بأسره الذي لم يحرك ساكنا و اكتفى ببيانات الشجب و الاستنكار و ارسال المساعدات الانسانيه البسيطه و ايضا نجد ان عمليات النزوح الجماعي للشعب السوري مستمره ليصل عدد النازحين الى ما يقرب الثلاثة ملايين سوري موزعين على دولا عديده عربيه و اخرى غربيه و ايضا عمليات التسليح الروسي للجيش النظامي السوري و الدعم السياسي الايراني للنظام مستمره بل اصبحت اكثر قوه و حماسه مما سبق حتى اصبح اصبح النصر وشيكا لقوات الاسد النظاميه.

و في اول رد فعل دولي صريح و واضح في محاوله منه لقلب الوضع السوري المأساوي رأسا على عقب و الذي جاء هذه المره من الولايات المتحده الامريكيه و فرنسا و بريطانيا و باتت ملامح الانفراج للازمه السوريه تلوح في الافق خصوصا بعدما اقدم النظام على استخدام السلاح الكيمياوي المحظور دوليا و الذي سرعان ما بدأ بالافول بعد اعلان نظام الاسد انضمامه لمنظمة حظر الاسلحه الكيمياويه و تسليم مخزونه من هذا السلاح الى المنظمات الدوليه المختصه لتفكيكه على الرغم من ان انضمامه لا يعفيه من المسائله الدوليه على ما قام به قبل الانضمام السياسي الذي اراد به النظام التعبير عن حسن نيته و في نفس الوقت اعتبره القشه التي سنقذه من الغرق في اللحظات الاخيره.

و بعد اجتماعات روسيه اميركيه و التقاط صور تذكاريه فعلا تم تسوية الامر و اعلن عن تأجيل الضربه العسكريه بعد ان وضعت الولايات المتحده الامريكيه نفسها العراقيل حفاظا على امن حلفاء الولايات المتحده الامريكيه و ابرز الحلفاء كانت اسرائيل التي تخشى تهور الاسد و قيامه بحركة الارض المحروقه خصوصا و ان نظام الاسد الذي تعتبره ايران محورا مهما لما يسمى بحور المقاومه ضد الكيان الصهيوني و ان قيام الاسد بذلك يساعد على تحقيق انتصار معنوي كونه تجرأ و قصف اسرائيل التي تحتل فلسطين و جزءا من الاراضي السوريه.

و لكن رغم كل ما حدث من تطورات سياسيه او ميدانيه اعلنت العديد من دول و سبقها الشعب السوري صاحب الكلمه الفصل ان هذا النظام قد فقد الشرعيه بشتى انواعها و صنوفها و ان اصبح و حسب وصف المعارضه السوريه يحتل سوريا بدلا من وصف يحكمها و على نطاق الدول العربيه فقد اعلنت جامعة الدول العربيه عن تسليم مقعد سوريا الى المعارضه بأعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري و عمدت عدد من الدول العربيه الى قطع علاقاتها الدبلوماسيه مع النظام السوري و اعلان دعمها للشعب السوري ممثلا بالمعارضه.

ان العزله التي يعيشها النظام السوري تجعل عدم الاعتراف بما يقوم به من الناحيه السياسيه امرا طبيعيا و ذلك لان نوايا هذا النظام باتت معروفه لجميع الدول و ان الاعمال العسكريه التي طالت المدنيين اكثر مما طالت طرفي النزاع من المعارضه المسلحه (الجيش السوري الحر) و قوات النظام خير دليل على ذلك و لكن بالرغم من ذلك نجد ان للنظام السوري دورا في جميع المؤتمرات الدوليه التي حاولت الوصول الى تسويه سياسيه للازمه بل انقلب الوضع رأسا على عقب و اصبح للنظام الدور الاساسي و الفعال و كأنه اصبح هو المظلوم الذي يجب نصرته و كان اخر تطور للوضع هو مؤتمر جنيف 2 الذي كان للنظام الدور الاساسي في تحديد موعده و تقديم الدعوات لمن سيشارك فيه و كأنه اصبح مؤتمرا لمناقشة امرا دوليا عابرا و الاهم هو ان المعارضه و حسب الوقائع اصبح وجودها تحصيل حاصل على الرغم من ان المعارضه هي الممثل الوحيد للثوره و الشعب السوري و هو ما يدفعنا الى التساؤل عم ما اذا كان النظام الذي حشد العالم قواه لتوجيه ضربه عسكريه له لانه اصبح نظاما دكتاتوريا لا يتردد في توجيه الضربات المدمره و بمختلف انواع الاسلحه حتى المحرمه منها استرد شرعيته الدوليه او الاعتراف به كنظام سياسي حاكم لدوله حتى يكون له دورا فاعلا في تقرير مصير بلده الذي انتفض ضده؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا