الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو اعلام وطني حر

سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)

2013 / 10 / 27
الصحافة والاعلام


تمتلك المؤسسات اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ة الرسمﯿ-;-ة وغﯿ-;-ر الرسمﯿ-;-ة في العراق قدرات تمكنها من بناء منظومة إعﻼ-;-مﯿ-;-ة وطنية متطورة وفعالة. ومن ثم مساهمتها بالشكل الذي يجعل منها أداة مؤثرة في مﯿ-;-دان اﻹ-;-عﻼ-;-م. ومن بﯿ-;-ن أھم تلك القدرات ھو اﻹ-;-عﻼ-;-م الحر وأرضﯿ-;-ته اﻵ-;-خذة بالتوسع رغم معوقات الاجهزة الامنية الحكومية وميليشيات احزاب السلطة. وھي إحدى المقدمات الكبرى والضرورية لتطوير اﻹ-;-عﻼ-;-م. إضافة الى جملة التغﯿ-;-رات التي طرأت على الواقع العراقي في مﯿ-;-دان العﻼ-;-قات السﯿ-;-اسﯿ-;-ة واﻻ-;-قتصادية وبنﯿ-;-ة الدولة والسلطة. وھي تحوﻻ-;-ت تحتوي على إمكانﯿ-;-ات واحتماﻻ-;-ت متنوعة يمكنها المساھمة الجدية في رفد اﻹ-;-عﻼ-;-م ووسائله المتنوعة بقوة كبﯿ-;-رة في حال "إدراكه" ﻷ-;-ولويات المصلحة الوطنﯿ-;-ة واﻻ-;-جتماعﯿ-;-ة العامة. ومن اجل أن تؤدي دورھا الحﯿ-;-وي في بناء عراق ديمقراطي حر وتعزز مؤھﻼ-;-ته في الصمود بوجه التحديات الجديدة.من ھنا ضرورة توظﯿ-;-ف الحالة الجديدة التي يتمتع بھ اﻹ-;-عﻼ-;-م واﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ون بعد أن تحرروا من شرنقة اﻹ-;-عﻼ-;-م المركزي بالشكل الذي يؤدي الى صنع أرضﯿ-;-ة صلبة تقف علﯿ-;-ھ المؤسسات اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ة لتحقﯿ-;-ق رسالتھ اﻹ-;-نسانﯿ-;-ة في نقل المعلومات بصورة مرنة. وبما ان الاعلام الوطني يشكل إحدى مهمات وسائل التأثير ومن اجل أن يحتل مكانتھ في الدولة والمجتمع والثقافة بوصفھ "السلطة الرابعة ”.غﯿ-;-ر إننا حالما ننظر الى واقع اﻹ-;-عﻼ-;-م العراقي، فإننا نقف أمام حالة متردية. بمعنى عدم قدرتھ على اﻻ-;-رتقاء الى مستوى التحديات الفعلﯿ-;-ة التي يواجهها العراق. وذلك لانه لم تستطع حتى اﻵ-;-ن اﻻ-;-رتقاء الى الحالة التي تجعلنا نقول، بأننا نمتلك إعﻼ-;-ماً حراً قادراً على الفوز في صراع المنافسة. فاﻹ-;-عﻼ-;-م العراقي منفعل ولﯿ-;-س فاعل. ومن بﯿ-;-ن أھم أسباب ھذه الظاھرة تجدر اﻹ-;-شارة الى ما يلي:
1- ازدواجﯿ-;-ة اﻹ-;-عﻼ-;-م العراقي. والمقصود به ھو انه يعاني برمته بﯿ-;-ن التمسك بالمورث اﻹ-;-عﻼ-;-مي الشمولي وإعﻼ-;-نه الظاھري عن البدائل. فهو لم يرتق بعد الى مصاف الحد اﻷ-;-دنى من إنشاء منظومة إعﻼ-;-مﯿ-;-ة وطنﯿ-;-ة حرة تعتمد على الموضوعﯿ-;-ة والحﯿ-;-ادية في نقل المعلومة وتسعى الى تنوير المواطن بما يجري حوله من أحداث ومستجدات. وھي حالة تنطبق بقدر واحد على وسائل اﻹ-;-عﻼ-;-م الحكومﯿ-;-ة والحزبﯿ-;-ة والخاصة.
2- عدم تمسك اغلب المؤسسات اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ة بالمبادئ اﻷ-;-ساسﯿ-;-ة التي وضعت بموجبها قوانﯿ-;-ن اﻹ-;-عﻼ-;-م في العالم ومنها عدم التحريض على الكراھﯿ-;-ة والعنف أو تأجﯿ-;-ج المشاعر الطائفﯿ-;-ة أو التحريض على الحرب،وجمﯿ-;-ع أنواع التمﯿ-;-ﯿ-;-ز. وھو اﻷ-;-مر الذي جعل ويجعل من وسائل اﻹ-;-عﻼ-;-م أدوات دعائﯿ-;-ة سﯿ-;-اسﯿ-;-ة أوحزبﯿ-;-ة صرفاً.
3- عدم وجود رؤية مشتركة بﯿ-;-ن المؤسسات اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ة في العراق قادرة على تنسﯿ-;-ق فعلها المهني. ومن ثم تحسﯿ-;-ن شروط المنافسة والعمل المشترك بما يخدم تطويرھا جمﯿ-;-عا، بما في ذلك الدفاع عن الحقوق المهنية للعاملﯿ-;-ن فيها.
4- المشكﻼ-;-ت اﻷ-;-منﯿ-;-ة التي تواجه اﻹ-;-عﻼ-;-م واﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ﯿ-;-ن في العراق وتعرضهم ﻹ-;-رھاب القوى المتصارعة والمختلفة. وھي حالة تجعل من وسائل اﻹ-;-عﻼ-;-م أداة للجريمة وضحﯿ-;-ة في الوقت نفسه. ومن ثم يشل إمكانﯿ-;-ة عملها الحر،وبالتالي طاقتها الذاتﯿ-;-ة على الفعل اﻻ-;-يجابي والتطور الطبﯿ-;-عي.
5- هيئة الاعلام والاتصالات مراقبتها والية عملها باتجاه المؤسسات الاعلامية يتحدد في موقفها المؤيد لحكومة المالكي وبالتالي خلقت اجواء مشحونة وتصرفات خارج العمل المهني الاعلامي لانها بنيت على اساس الاجتهاد ونهاياتها السائبة مفتوحة غير محكمة لكي لاتحيد عن مهمتها الاساسية اضافة الى سيطرة كادر من الحزب الحاكم على هذه المؤسسة جعل كل قراراتها تتماشى مع المنهج الدكتاتوري للحكومة .مما يؤدي لمختلف الممارسات غﯿ-;-ر الشرعﯿ-;-ة،إضافة الى إمكانﯿ-;-ة تبديد الطاقة والخبرة المتراكمة في ھذا المﯿ-;-دان.إن ذلك ﻻ-;- ينفي وجود أسباب أخرى مادية ومعنوية، لكن المشكلة الرئﯿ-;-سة التي تواجه اﻹ-;-عﻼ-;-م الوطني في العراق وتهديده بشكل كبﯿ-;-ر تكمن في كﯿ-;-فﯿ-;-ة إعداد جﯿ-;-ل إعﻼ-;-مي كفء وقادر على مواكبة المستجدات والمتغﯿ-;-رات الحاصلة في العراق والعالم. وھو اﻷ-;-مر الذي يضع مهمة تحديد ماھﯿ-;-ة ھذه الكﯿ-;-فﯿ-;-ة بشكل دقﯿ-;-ق،باعتبارھا المهمة الكبرى من اجل تذلﯿ-;-ل الخلل المنظومي في واقع اﻹ-;-عﻼ-;-م العراقي الحالي. ما يفترض بدوره فهم واقع المؤسسة اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ة أو الجهة المسؤولة عن إعداد الجﯿ-;-ل اﻹ-;-عﻼ-;-مي.فمعظم اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ﯿ-;-ن العاملﯿ-;-ن في الساحة اﻵ-;-ن ينقسمون بﯿ-;-ن "قسمﯿ-;-ن" احدھما نشأ وتربى وعمل في المؤسسات اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ة السابقة. ومن ثم فهو يتمتع بخبرة متراكمة في ھذا المجال. أما القسم الثاني، فهو يحتوي على اﻹ-;-عﻼ-;-مﯿ-;-ﯿ-;-ن الذين غﯿ-;-بوا في الفترة الماضﯿ-;-ة بسبب ميولهم واتجاهاتهم الفكرية والسﯿ-;-اسﯿ-;-ة. وھم أيضا يتمتعون بخبرة متراكمة بهذا المجال. وھي أقسام مختلفة من حﯿ-;-ث المقدمات، ﻻ-;- يمكن إزالة الفوارق بينهما بﯿ-;-ن لﯿ-;-لة وضحاھا. غﯿ-;-ر أن من الضروري التحرر من شرنقة اﻹ-;-عﻼ-;-م المركزي كما هو حال شبكة الاعلام العراقي التي تنفذ اجندة حزب الدعوة فقط وهي ممولة من المال العام ؟. ‏‏ واذا بقى حزب الدعوة الحاكم في السلطة مع سريان مشاريع الاجندة الخارجية ستكون هناك أوضاعا إعلامية سيئة و‏بشكل مرعب , وسيكون وضعنا أسوأ بكثير جدا مما نكون قد عانينا منه في السنوات العجاف الماضية , بحيث سنشهد في ‏السنوات القادمة تحولا إعلاميا خطيرا سيقلب أوضاع العراقيين رأسا على عقب , بحيث سيكون الإعلام ‏الذي نتأمل ان يكون وسيلة لخدمة العراقيين , سببا من أسباب الفوضى والدمار وشرارة الخراب الذي ‏سيقضي على وحدة العراق الوطنية لاسامح الله. ‏‏ وختاما فان أفضل الاحتمالات والسيناريوهات حدوثا خلال العقد القادم على اقل تقدير – من ‏وجهة نظري الشخصية – , هو ذلك السيناريو الذي يختلط فيه التفاؤل بالتشاؤم المشوب بالفوضى ‏والخوف , حيث ان لغة التفاؤل تشير الى انه وخلال المرحلة القادمة سيتم الوصول الى بداية عصر ‏فيه مساحة كبيرة لابداء الرأي وتوجيه الانتقادات وكشف الفاسدين وسراق المال العام وعدم المساس بحرية الاعلام الوطني ‏والتوجه نحو اعلام وطني متكامل بعيدا عن المحاصصة والطائفية والحزبية الضيقة ومناصرة العملية الديمقراطية .وكذلك توحيد الخطاب الاعلامي ودعم القضايا الوطنية ومناصرة العملية الديمقراطية في العراق ،ويجب ان يكون نهجنا الاعلامي مبني على احترام عقيدة وشعائر الديانات الاخرى واحترام الرأي ، والعمل على مبدأ التسامح والأخذ بمبدأ شريعة السماء ( فمن عفى وأصلح ذلك خير لكم ) وليكن شعارنا امام خفافيش الظلام لتعريتهم وفضحهم امام العالم ونضع ضوابط وقوانين وأنظمة اخلاقية ، يتبناها الاعلام والمجتمع ويتحملها المواطن بإخضاع نفسه لتلك الضوابط الاخلاقية التي تتوجب على احترام الاخر في دينه ومعتقده ،وعدم المساس لأي مكون ، وعلى الجميع احترام رأي ومعتقد اي مكون من مكونات الشعب العراقي وضرورة احترام الكل بخصوصياتهم واعتبارها ثوابت يفتخر بها للهوية الوطنية العراقية من قبل الجميع.وهنا يأتي دور الاعلام بالتركيز على تلك المفاهيم لتثقيف المجتمع على تلك الثوابت ،وتسليط الاضواء على اي جهة سياسية او اي مكون من تلك المكونات اذا خرقت تلك الانظمة والقوانين الاخلاقية قبل ان تدرج كقوانين وضعية .نرجو من الله العلي القدير ان ينشر السكينة على قلوب العراقيين بالألفة والتسامح والمحبة لنشر السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ