الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف7/2

محمد ضياء عيسى العقابي

2013 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


نعم الإرهاب ضرب أربيل والعراق هو الهدف7/2
محمد ضياء عيسى العقابي
قراءات في هجوم أربيل:
ضرب الإرهاب في قلب الأمن الكردستاني العراقي ولم ألحظ قراءة واحدة لامست شمولية الهدف الكامن وراء هذا الجرم الإرهابي. قُدمت قراءات عديدة معظمها صحيح ولكنها جميعاً كانت أحادية البعد:
- الحكومة الفيدرالية، على لسان المستشار الصحفي لرئيس مجلس الوزراء السيد علي الموسوي، لم تستبعد تأثير الوضع السوري على العراق.
- رئيس وزراء الإقليم السيد نجيرفان برزاني لا حظ إندفاع الإرهاب للنيل من الإستقرار والتقدم الإقتصادي والسياسي في الإقليم.
- المعلقون الآخرون لم يتناولوا أسباب الهجوم غير الحاصل منذ 2007 بل تناولوا الظروف التي ساعدت الإرهابيين على تنفيذ الإختراق الأمني كتركيز إنتباه القوى الأمنية على توفير الظروف الملائمة لإنجاح العملية الإنتخابية. كما إجتهد البعض هنا وهناك وكانت تحليلاتهم قاصرة أو وحيدة الجانب أو حائرة كحيرة السيد عبد المنعم الأعسم، القيادي في التيار الديمقراطي والكاتب في صحيفة "الإتحاد" لسان حال الإتحاد الوطني الكردستاني، الذي قال في فضائية (الحرة – عراق / برنامج العمود الثامن) بتأريخ 3/10/2013 بأنه كان مستغرباً أن يتفرج الإرهاب على كردستان وهي تنعم بحياة آمنة دون المساس بأمنها؛ وأضاف أن الواقعيين توقعوا أن يكون هذا الحال مؤقتاً.
إنها حيرة الذي لم يدرك ما يدور حوله وهو شأن معظم المثقفين العراقيين وخاصة في التيار الديمقراطي.
- أما المشارك الآخر في برنامج الحرة المذكور السيد هفال زاخويي رئيس تحرير صحيفة الأهالي فقد رأى، في مقال له في صحيفة إيلاف الإلكترونية، أن هناك صراع إقليمي حول ثروات كردستان؛ وهو، هنا، غفل الصراع على ثروات العراق ككل وموقعه الجغرافي، كما أنه غفل أن تركيا لا مشاكل لها مع حكومة الإقليم بشأن المصالح الإقتصادية حتى أنها تخطت حدود السيادة العراقية بل أهانت تلك السيادة، الأمر الذي يجعل إيران بمفردها المتصدرة للصراع الذي زعمه السيد زاخويي . فهل كان يعني ذلك؟
- أطرف الآراء هو الذي أطلقه السيد جون بولتن، الدبلوماسي الأمريكي الذي شغل، في عهد الرئيس جورج بوش الإبن، منصبَ مندوب أمريكا في منظمة الأمم المتحدة وهو يحتقر تلك المنظمة الدولية جهاراً. كتب السيد بولتن في موقع الفوكس نيوز بتأريخ 9/10/2013 قائلاً بأن القاعدة ضربت في كردستان لتأجيج حرب قومية بعد أن نجحت في تأجيج حرب طائفية.

كل هذه التحليلات قاصرة بسبب فقدان النظرة الشاملة الواقعية الموضوعية لطبيعة الصراع الدائر في العراق بضمنه كردستان وإرتباط ذلك بالمنطقة والعالم. نتج هذا الإفتقاد للنظرة الشاملة لدى كثير من المحللين والكتاب والمثقفين – نتج عن تغليب الآمال الشخصية وتغليب النظرة المؤدلجة السطحية المسبقة على الواقع الموضوعي وإخضاع مقاربة المواضيع السياسية للمقتضيات والصراعات التكتيكية الحزبية ونسيان الوطن والشعب إلا لفظاً.
قد يكون رأيا السيدين مدير أمن أربيل والمحلل السياسي الكردي هيوا عثمان الأقرب إلى الواقع حيث إستبعدا أن يكون الوضع السوري هو العامل الوحيد في الهجوم على أمن كردستان وربطاه، ولو من غير تفصيل، بالوضع العام في العراق وذلك بعد أن تم القبض على مخططي العملية وهم من مدينة الموصل (الحرة – عراق /برنامج "العراق اليوم" بتأريخ 12/10/2013).
الجميل أنني لم أرصد أن هناك من القوى السياسية الفاعلة على الساحة الكردستانية من تدور حوله الشبهات بالتورط، بأي قدر وشكل، بالأعمال الإرهابية حتى لم يكن هناك من تشفّى في قرارة نفسه ومن إنتهز الفرصة في داخل الإقليم ووظف الخرق وأخفى تشفيه وإنتهازيته بدسهما تحت غطاء الحرص على المصلحة العامة والتباكي على أرواح الشهداء ليتسلل إلى منطقة الطعن بحكومة الإقليم وأجهزتها الأمنية، كما هي العادة في باقي أنحاء العراق(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته : "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
(4): كال، عن حق، السيد عبد المنعم الأعسم، وهو عربي يكتب في صحيفة "ألإتحاد" وقيادي في "التيار الديمقراطي" - كال المديحَ لرئيس الإقليم وللقوى الأمنية هناك بعد الهجوم الإرهابي في أربيل. أما في حادث مروع حصل في بغداد أسبغ نفس الكاتب على الإرهابيين فضيلة الإجتهاد لا الإجرام (والقاعدة الفقهية معروفة: من إجتهد وأصاب فله حسنتان ومن إجتهد وأخطأ فله حسنة)، وكال اللعنة للحكومة والإتهام بالإنتفاع من دماء شهداء الإرهاب؟ . لقد كتب بالحرف الواحد ما يلي:
[ونام القتلة على حافة بحيرة الدم يتبادلون كلمات الله في القصاص من الكفار والمرتدين.
ونام اركان اللعبة السياسية متعبين من التفكير في تحويل بركة الدم الى لعبة سياسية.
*******
"المجرمون انواع.. واحد يرتكب القتل بيده.. وآخر يرتكبه بتبرير القتل، وثالث يستغله للحصول على الميراث".
مانديللا]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في إسرائيل- هل تتولى واشنطن تحرير رهائنها بنفسها؟ |


.. مصر.. صفعة عمرو دياب لشاب تصل إلى القضاء • فرانس 24 / FRANCE




.. بلينكن: ينبغي العمل على خطط بشأن مستقبل قطاع غزة ويجب أن تكو


.. تعرف على الأماكن الجغرافية للمواقيت في الحج والعمرة




.. المندوب الروسي بمجلس الأمن: لدينا مجموعة من الأسئلة حول مشرو