الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جواب عن سؤال في الإنتخابات

راغب الركابي

2013 / 10 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ترددت كثيراً في الكتابة عن هذا الموضوع الجدلي الذي يكثر الكلام عنه في هذه الايام وهو موضوع الانتخابات القادمة ، وما مدى وقدرة الليبراليون الديمقراطيون في النجاح والمشاركة بها ؟ وهل بالأمكان ان يشارك الليبراليون فيها أو يحققوا بعض مايصبون إليه ؟ ، وثمة شيء في هذا الأمر يقلقنا إلاّ وهو نزاهة الإنتخابات ومصداقيتها وكونها ستُعبر عن رأي الناس من غير تحزب أو إلتواء أو طائفية أو مذهبية مقيتة ، ولكني أجد إن المشاركة من حيث هي هي مبدأ غير مرفوض بالنسبة لنا لأول وهله ، ولكنها وبحسب المقدمات والمعطيات التي بين أيدينا والتي تقول : إنها إنتخابات ستعيد تكرار نفسها ولن تؤسس لقواعد بناء دولة مدنية ولا لتنظيم مجتمع حر متقدم ، إذ لطالما الآليات المتبعة فيها هي ذاتها ولطالما هناك يعيش السراق وتجار الجملة من السياسين والنخاسين ولم نجد الحيادية في المنظمين والقائمين ، وهذا ما يجعل من مهمة الأحرار والشرفاء وذوي النيات الطيبة فيها صعبة ومستصعبة وغير ممكنة .

ولهذا أجد من الواجب أن أنبه الأخوة الليبرالين جميعاً لكي يجعلوا من الإيمان بقيم الليبرالية الديمقراطية هي الأساس المتين لعملهم ، فبه وحده يستطيعون التعبير عن إرادتهم و إرادة الناس وأحلامهم وآمالهم من غير تراجع أو إنقباض أو نفاق ، فقيم الليبرالية الديمقراطية هي الأساس الذي يمكنه تقويم حركة المجتمع وتصحيح مسيرة العملية السياسية برمتها ، ولذلك فهي قيم لا يستغنى عنها ولا يمكن تعويضها أو تبديلها ، وقد يكون من السابق لأوانه الحديث عن الانتخابات في ظل هذا التزاحم وفقدان الأمن والهوية والمصير ، ولا نرى في الأفق مايشجع على الإستمرار في ظل التدافع والكراهية النّزاعة المتنقلة ، لكن هذا لا يمنعنا من التركيز على ما ينفع الناس والمجتمع وهي ذكرى ستنفع المؤمنين والحريصين على بناء البلد ومستقبل الأجيال ، ولا ينفك هذا التركيز عن التفاؤل الذي يجعلنا مصرين على السير بهذا الإتجاه حتى نهايته ، ولا يجب أن يظن المتنطعين حسبان هذا منا مظهر من مظاهر الرومانسية والحلم البعيد ، لكنه شعور بالحاجة التي نتلمسها وشعور بتوق النفوس لحياة يجب ان يعيشها الإنسان العراقي المظلوم ،.

وفي هذه المناسبة أود التذكير بالرسائل التي تأتينا تسأل عن وحول مايجب فعله ومايكون في المراحل المقبلة ؟ ولسنا بظانين على هؤلاء الأخوة طموحهم المشروع في المشاركة وصنع القرار ، ولهذا تحدثت في الاسبوع الماضي مع شخصية وطنية حول هذا الأمر وقال بالحرف : إن من المصلحة ان يشارك الليبراليون الديمقراطيون في الإنتخابات المقبلة ، ولكن ليس بقائمة مستقلة كما جرت العادة في السنوات الماضية ، ولكن عليهم البحث عن تحالف مع قوى وطنية نزيهة وتجمعات وشخصيات متنوعة ليكون الهدف والبرنامج منفتح على الجميع وبصيغ الجميع ..

وهذا القول عندي محترم جداً ولهذا اطلب من الأخوة جميعاً البحث عن ذلك وعبر توافق يكون فيه لليبرالين قدم سبق طالما كان سعيهم لبناء الدولة المحترمة والنظام والقانون ، كما وأقول : إن من مصلحتنا أن لا نبقى بعيدين ولكن لا يجب ان يكون ذلك على حساب قيمنا ومستقبل اجيالنا ، وهذا الشيء هو الذي نؤمن به وننحاز إليه وهو مصدر فخر وعزة وهو المعبر عن روح كل إنسان عراقي حر غيور شريف ، وهو طبعاً ذلك الحلم وتلك الروح لذلك الإنسان العراقي المطحون ، ولا ألوم أحد فيما لو سعى من طرفه ليجد له مؤطى قدم في هذا الصراع ، لكنني سألومه إن حسب نفسه مع الليبرالين الديمقراطين أو من الأحرار ، ويفهم شبابنا وشاباتنا ماذا نقصد من ذلك وماذا نريد ، فشبابنا وشاباتنا ليسوا محترفي سياسة إنما تقودهم مشاعر وقيم وأحلام وقد وجدوها في الليبرالية الديمقراطية حين البحث عنها ، ومن أجل هذا لا يجب أن نخدعهم لدواع ظرفية زائلة ، وسنظل من جانبنا نرخص في أعين دعاة الليبرالية السياسة والسياسين لأننا نريد منهم العمل الوطني الغير مخادع والغير مضلل ، وفي ذلك لا نكون طوباويين أو خياليين بل نشد الرحال في أذهانهم كي لا ينقادوا للوهم والخديعة التي تلف عمل الأحزاب والمنظمات في هذه المرحلة ، ونفس الشيء نقوله لأولئك المضحين الذين مثلوا التفاني والتجرد وإنكار الذات والتواضع أمام الفكرة وأمام صوت الحق وآلام الشعب.



وسيكون من المفيد عدم التقليل من دور بعض العاملين وان لم يبلغوا حد النضج والوضوح اللازم ، فثمة فرق جوهري بين الإيمان بالقيم كمذهب سياسي وبين الإيمان بالقيم كمذهب أخلاقي ، وقيمنا كما هي مبادئنا تحتاج للمزيد من الصبر والتوضيح والمزيد من الدخول في صلبها وليس في شعاراتها والكلام حولها أو عليها ، كما إننا مؤمنون بان التاريخ ينصف أولئك العاملين للقيم بروح وإرادة وهاهي تجربة الأديان تحكي عن ذلك وتقول ، كما هي تجارب الشعوب في حياتها ، فما ينفع الناس يمكث في الأرض وما يضر الناس فهو زبد يذهب جفاء ، وقد أثبتت التجربة ذلك ولهذا أقول لمن يرغب ولديه هواجس ان المشاركة في الإنتخابات ليس ضد تطلعاتنا لكننا في ذلك نشترط بعض شروط ، وهذه الشروط هي طريقنا في الحياة والتي نؤمن بها كمسيرة لواقعنا ولأجيالنا القادمة على ان تبقي هذه الشروط دليل استقامه ينقلها الناس ويتوارثونها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح