الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط في المحظور

أياد السماوي

2013 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


السقوط في المحظور
لم يكن حدثا عابرا ولم يكن متوقعا إطلاقا , فما حدث في مدينة كربلاء وهتاف الكربلائيين بحياة قاتل العراقيين ودكتاتور العصر , أمر ينبغي التوقف عنده والوقوف على أسبابه ومسبباته الحقيقية , فهذا المشهد المؤلم للمشاعر بات مرشحا للحدوث في كل المدن العراقية دون استثناء , فالفوضى وفقدان الأمن والفساد المستشري وتردي المستوى المعاشي والخدماتي للناس , قد تجاوز حدود المعقول إلى حدود اللامعقول , في ظل انحسار كل المؤشرات التي تنهي هذه الفوضى , فالبلد يسير من سيئ إلى أسوء تحت راية حكومة المالكي الأفسد في التأريخ العراقي المعاصر . وأنّ استمرار أوضاع البلد بهذا الشكل يسير بالدولة العراقية إلى التفكك والانهيار , وهذه الهتافات هي بداية السقوط في المحظور .
فما يخشاه العراقيون بات أمرا واقعا , وإلا فمن يتوقع أنّ صدّام الذي قتل العراقيين وأذلهم ودمرّ البلد , سيتحوّل بعد سنوات قليلة من إعدامه إلى رمز لغضب العراقيين على حكومتهم الفاسدة ؟ كل هذا حدث بسبب سياسات حكومة المالكي الفاشلة وفساد حاشيته التي أهملت أوضاع الناس ومعاناتهم , فنهم حكومة المالكي ووزرائه وطاقم إدارته في نهب وسرقة أموال البلد جعلت الأوضاع تتفاقم والهوّة بين الفقراء والمحرومين وبين الطبقة السياسية الحاكمة تزداد اتساعا مع اتساع حجم الفساد المالي والإداري , فحادثة أصحاب البسطيات من الفقراء هي الشرارة التي أدّت إلى هذا الانفجار المدّوي , لكنّ الاسباب الحقيقية تكمن في التراكمات الكمية من المعاناة والتي أدّت لهذا الانفجار النوعي .
فاستمرار مشاهد القتل اليومي وانعدام الأمن وسرقة المال العام وعدم وجود خطط اقتصادية تعالج اوضاع الناس المعيشية وتضع حدا لمعدلات البطالة المرتفعة وتردّي القطاع الصحي والخدماتي , ستدفع الناس للانفجار بكل المدن العراقيى وليس فقط في مدينة كربلاء , وحينها لا ينفع القول بانّ مندّسين من بقايا البعث وأعوان النظام السابق هم من قام بهذا العمل .
ولا أعتقد انّ المالكي وحزبه قد تناسى ما كان يردده النظام السابق بأنّ أعوان إيران هم من يقف وراء انتفاضة الشعب العراقي ضد طغيان وجبروت هذا النظام الدموي , فهتافات الكربلائيين هي جرس إنذار للمالكي وحكومته الفاسدة , واتهام الناس بالبعث المجرم لن يجدي نفعا ولن يمنع خطر السقوط في المحظور , وما حصل في كربلاء هو ما كنّا نخشاه من أن يأتي يوما تترحم فيه الناس على صدّام وايام صدّام , فتبا لحكومة جعلت الناس تترحم على أقذر مجرم عرفته تاريخ البشرية والإنسانية , وحسبنا الله فيك يا نور المالكي ويا حزب الدعوة .
أياد السماوي / الدنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|