الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن و مصيدة الامام و الملا !!! / قصة واقعية / القسم الثاني

عبدالسلام سامي محمد

2013 / 10 / 28
الادب والفن


تكملة القصة .......و بعد قيامنا باءفراغ الغرفة من السجاجيد اءلتم الجمع الغفير من الرجال حول مائدة الطعام ,, و ظلت النساء في الخارج و بعيدة عن مكان الحدث او مائدة الطعام ,, و اخذ الامام و الملا مكانهما الاستراتيجي المهم و المريح من المائدة بحيث تصل اياديهم و بسهولة تامة الى كل انواع الماءكولات الراقية و اللحوم و الشحوم الطرية و الكشمش و اللوز و الشعرية المحمصة التي غطت مواعين رز البسمتي الفواح المطبوخ بكل دقة و عناية ,, و استفتح الامام الماءدبة برفع اياديه الى السماء و تلاوة اية من ايات القران الكريم , و قلده الجميع في ذلك و انتهت مراسيم الافتتاح و البدء بالهجوم على الملذات بكلمة الامين و المسح بالايادي على الوجوه ,, وفي دقائق معدودات توسخت الايادي و الافواه بحبات الرز و البرغل و البقع الحمراء من اليخنات و الشوربات و الدهون و الشحوم وفقدت المائدة رونقها و جمالها و النظافة و حسن الادب و المعرفة و الضيافة و اللياقة معانيها و مفهومها و تحولت المائدة الى ماءدبة للذئاب و الى ركام من النفايات و الانقاض و وسخت المعالق و الاشواك الداخلة و الخارجة باءستمرار من الافواه و الايادي المعبئة بالفايروسات و البكتريا القاتلة من نظافة الاءطعمة الموجودة و كل ما تم اعداده بكل دقة و عناية للتلذذ و الاءستمتاع ,, ضاربين في ذلك كل المثل و العادات و الايات القرانية و المباديء الانسانية من الرحمة و الشفقة و العناية بالنظافة و التفكير بالاخرين عرض الحائط,, و بعد تعبئة الكروش و البطون و وصول الطعام الى قمة الحناجر كانت تصعد بين حين و اخر غازات سامة كريهة من اعماق معدة و امعاء الذئاب المفترسة و كانت تحدث اصواتا بشعة تقرف النفوس و الاذواق ,, و بعد الاشباع الكامل و الافراط الزائد و المبالغ فيه في التهام و ابتلاع و التقاف كل ما هو طيب و شهي من تلك الاءكلات الدسمة و الثقيلة على كل معدة , انتهت مراسيم الماءدبة بذكر اية من الايات و التي كانت على شكل دعاء و شكر موجه ليس الى صاحب الدعوة الذي هو الوالد او النساء اللواتي تعذبن و ارهقن انفسهن طوال الوقت باءعداد كل تلك الطبخات الشهيات الطيبات , و انما كان في الاساس شكرا موجها الى شخص الله العزيز الحكيم الذي انعم عباده بكل هذه الخيرات و النعمات الكثيرات ,, ثم بداءنا بتحويل السفرة و تنظيف المكان و تحويل ما تبقى من الاكلات و التي تحولت الى فضلات و قاذورات و مكان لتكاثر البكتريا و الفايروسات الى الغرفة الثانية حيث النساء و الاطفال الذين ينتظرون بفارغ الصبر تناول الاءكل و العشاء المتبقي من حضرة الملا و الامام و من الجمع الغفير من الرجال الذئاب ,, و بعد قيامنا بتعزيز و ترسيخ مراسيم الخدمة و الضيافة و جلب الماء الفاتر و الصابون و المناشف لحضرة كل من الملا و الامام و الضيوف من الرجال لغسل و تنظيف كل العوالق الموجودة على اياديهم و افواههم و هم جالسون على مؤخراتهم العفنة النتنة ,, تعلت الاصوات و الصياح بضرورة التسرع بجلب المياه و المشروبات و شاي سيلان المحسن و الجرزات من الفستق و البندق و الجوزو اللوز وانواع الحلويات من الراحة و البقلاوة و التمور و اشكال و انواع كثيرة و متنوعة من الفواكه المحلية و الاجنبية الطازجة لعرضها على حضرات الضيوف الكرام ,, فتسارعت ايادي الملا و الامام و الجمع الغفير على ضرب و خطف تلك الانواع من الطيبات و تعبئة كروشهم و بالسرعة الممكنة بكل تلك الانواع الغالية و الراقية و الشهية من السكريات و الدهون و النشويات الحاملة لكل انواع الفيتامينات و المواد المعدنية و السعرات الحرارية المليونية ,,ثم استجاب حضرة الامام لطلب النساء بالدخول الى الغرفة الرئيسية للاجابة على اسئلتهن الموجهة الى حضرته و الى حضرة الملا و المختصة بقضايا الدين و الشرع و الحلال و الحرام و كل ما يخص العلاقات و السلوكيات لحياة هذه الدنيا و الاخرة ,, فتحولت مرة ثانية الغرفة و المنزل الى مدرسة دينية رجعية و متخلفة تابعة للقرون الوسطى و عصر الكهوف و الغزوات للتربية و التعليم و التزود و التسلح بالنصائح الدينية و التعاليم و الارشادات السماوية و الى بيئة فاسدة و اجواء لاءلقاء الخطب الرنانة و احاديث تصب جميعها في خدمة و تكريس السلوك الشاذ و الشعوذة و الخرافات ,, و بعد الانتهاء من كل هذه المراسيم الكثيرة و الاحاديث الفارغة الطويلة اخذ الملا و الامام جزءا من الراحة النفسية و الجسدية الضرورية لتنشيط فعاليات المخ و امكانية السيطرة و التركيز على الافكار و تفعيل مجرى الدورة الدموية و مساعدة المعدة و الامعاء في عملية الهضم العسيرة التي يستوجب عليها القيام بها من دون كلل او ملل عبر اللجوء الى تغير وضعهما الجسدي المستر من تمديد العضلات البدنية و تحريك السيقان و مدها و بطحها تارة الى الخلف و تارة اخرى الى الواجهة و الامام ,, ثم اعقبها توجه الاءمام برفقة احد المرافقين من اخواني الى المرافق الصحية الواقعة في الطرف الاخر من المنزل حيث الهدوء النفسي و الراحة الفكرية و الجسدية التامة و لململة الافكار واءفراغ ما يستدعي افراغه من التعب و الارهاق و الفضلات و المحتويات القديمة العالقة في المصارين و الامعاء الدقيقة و الغليظة ,, و اثناء غياب حضرة الامام لاءداء مهامه الاءجبارية و التي تكمن في عملية التفريغ , تولى دور النيابة عنه في التحدث و الاءجابة على الاءسئلة الكثيرة من الوافدين صاحبه الموقر الا وهو حضرة الملا المعمم المبجل ,, و بعد قدوم الامام الاءعظم و ظهوره ثانية امام الملاء تولى دوره الريادي مرة ثانية لطرح افكاره التي لملمها اثناء غيابه في المرافق الصحية , ثم توجه الملا لاءخذ راحته كما فعل صاحبه الاءكبر علما و خبرة و قدسية من قبله ,, و بعد اداء ادوارهما و مهامهما بصورة ناجحة و رائعة و حسب الخطة المرسومة لها و حسبما كان ذلك منهما متوقعا و واضحا و جليا على ملامح وجههما السعيد , طلب الامام من الوالد و من الجمع الغفير الاستئذان لهما بمغادرة المكان و على اءمل منه في اللقاء القريب المرتقب ,, ثم ارتجل كل من الامام و الملا من مكانهما الفخم المريح و معهما الجميع مودعا اياهما بكل فخر و سرور و اعتزاز و مقدما لهما كل ايات الشكر و التقدير و الامتنان على الحضور و القيام بعملية الارشاد و الاصلاح , تاركين من وراء زيارتهما العظيمة و المثمرة هذه الشغل الشاغل و العمل المضني للجميع و خاصة للوالدة الكريمة و نساء الجيران ….
التكملة الاخيرة لاحقا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-