الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب العمالية والاسترشاد بالنظرية الماركسية ؟

احمد مصارع

2005 / 6 / 1
ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي


الأحزاب العمالية والاسترشاد بالنظرية الماركسية ؟
بداية , فليس من الضروري اعتماد الأحزاب العمالية , بل وحتى الشيوعية منها , على النظريات الماركسية و كما لوكانت المرجع الوحيد و للتعبير عن المهام الطبقية والإنسانية , فلم يكن ماركس عماليا , بقدر كونه صاحب منهج علمي , ووفقا لمعطيات عصره , وليس بين الحراك العمالي الطبقي , أي حبل صري , مع الماركسية , ولم يكن العمال من وجهة نظر ماركسية سوى أداة لثورته المحركة للتاريخ , وهو هدف ينبغي أن يكون مصطنعا بالنسبة لجميع عمال العالم , فما يهم الطبقة العاملة في استراتيجيتها النضالية , ومن أجل حياة أفضل , ينبغي أن تنطلق من رؤيتها الخاصة , ومصالحها المنظورة , لايعني كونها ثورة ضد الاستغلال , وبوصفها مستغلة , أن تحمل على كاهلها الضعيف , عبء كل الشعوب والمجتمعات , وهذا ليس عدلا , من الناحية الأخلاقية , بدليل , أن النخب المثقفة , مستعدة للغاية , لقبض أثمان تضحياتها , من أجل حياة أفضل , بينما لاتقوم النخب المثقفة بالدور التاريخي الواجب عليها , أخلاقيا وإنسانيا , وهذا جزء من الأزمة العامة التاريخية .
انه وفي اللحظة التاريخية , لشروع الطبقة العمالية , وأينما كانت بالبحث عن مصالحها الخاصة , وهي مصالح طبقية , تكون بذلك قد فتحت الباب على مصراعيه لانتقال نوعي يمس معظم جوانب الحياة , وهو الأمر الذي يمكن تشبيهه بالمطر و فحيثما تساقط و شاعت الخضرة والنماء .
انه من واجب العمال , وأينما كانو أن يتحدوا حقا ولكن من اجل مصالحهم الإنسانية , ليرسموا بدقة امكانات حياتهم على النحو اللائق , أولا وقبل كل شيء , وهذا أدعى منهم إدراك المبادئ التالية :
المبدأ الأول : الماركسية تبحث عن الدولة الخادم للمصالح الاجتماعية العامة , وهذا يحمل العمال حتما مالا طاقة لهم به , وليس من العدل أن يحملوا هم ولوحدهم , عملية التغرير بالعيش مع التماسيح , ولذلك سيكون من واجبهم , حماية أنفسهم أولا , وضمان تحقيق مصالحهم , وفي دفاعهم عن حقوقهم الأصيلة , وهو موقف دفاعي , يقومون بصيانة طاقاتهم , حفظا على مصالحهم الطبقية الشريفة حقا , وبذلك يضعون أية دولة كانت أمام متطلباتهم لوحدهم , وما يحدث بعد ذلك , هو نوع من توازن المياه في الأواني المستطرقة , ومن التراث الشرق أوسطي , فهي من وزن , ( أعط ما لقيصر لقيصر و مالله لله ). أو من نوع ( للبيت رب يحميه ) , وهذا ما أدعوه بسياسة فرق , وبدونها لن يسود احد .
المبدأ الثاني : هو في أن يكونوا بمعزل عن كل نظريات العلوم , وألوهية التكنولوجيا , وترك مسافة أمان كافية تضمن توقيع مصالحهم الهامة لمعظم المجتمع , ولكي تكون بورصة العمل , هي المقرر الأول لكل استقرار عادل , وبحيث لا يكونوا فيه الضحية الأولى .
المبدأ الثالث : ليس للعمال وطن أو قومية , فحبهم , ينبع في معاداة كل أشكال الاستغلال , سيجعلهم في حالة تواصل شعوري و بل وإنساني , وأكثر من الإنساني النبيل المزعوم على المستوى الثقافي , وبالتالي فليس من مصلحتهم , أن يفرم البسيكوباثيين عند رؤوسهم بصلا , فالوطنية حقيقة مطلقة و ولكنها تتعالى على كل أنواع الطغيان والاستبداد .
المبدأ الرابع : المصالح العمالية هي إيديولوجية بحد ذاتها , والطبقة العمالية , المتآلفة مع مصالحها هي الأقدر على استكنا ه ماهو نافع أو ضار , وماهو أكثر جدوائية , ويمكن لها أن تكون مستقلة , بل ومعتمدة على نفسها , فليس التعقيد الإيديولوجي أو الفكري أو العلومي , من الغايات الإنسانية , , لامن الذرائع الضرورية , وقد يكون من المفيد أن ما يراه العمال صحيحا فهو الصحيح .
المبادئ كثيرة , وهي جميعا تصلح كنظريات لصلاح الأحوال السياسية , ولكن انتشار روح الاعتماد على النفس , هو من أفضل المبادئ القيادية في هذا العصر ...

الرقه - 2005









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر