الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسوء عقوبة أعدام !

حسين الشويلي

2013 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


حين يتعرض الآمنون الى القتل عمداً , لابد من عقوبة آنيّة تقابل الجريمة نوعاً وتفارقها كيفية .

يتعرض العراقيون عامةً , والمسلمين الشيعة خاصةً الى حرب أبادة قد أُعلنت منذ سقوط حزب القمع عام 2003 . وما زالت مستعرةً وتزداد وحشيةً بأطراد مستمر وكأنها ( جدلية كل تطور على أي صعيد تقابله هجمات أرهابية ) . والشواهد كثيرة على أنّ أغلب الهجمات الأرهابية تزامنت مع مناسبات وطنية حضيت بحفاوى الجماهير, لكن الأرهاب بدأ عقيدياً وأستمر ردحاً من الوقت وبعدها تحول الى ( عقيدي - وطني ) .

العراقيون الآن حبيسي ماضيهم السيئ بما يحمل من ذاكرة الحفاة والجياع والحروب والمتاريس وسط أحياء المدن وقطارات الموت التي كانت معبئة بالوطنيين الشيوعيين , ومآسي أهوار الجنوب وقتل الأنسان مع بيئته بما تحمل من ثروات طبيعية هائلة , وأساءة للأرث الشرعي للحضارة السومرية التي يمثلها سكنة الأهوار , وأنتهاك لأنسانية الأنسان في شمال العراق عندما كان يقتل ( كما تكافح الحقول بالمواد الكيمياوية ) . وتغيّر في ديمغرافية الشمال قسراً من خلال حملات التهجير من أعلى مرتفعات الجبال الى أخفض بقعة في جنوب العراق , وهذة من أوسخ الممارسات التي يمكن أن تتفتق عن مخيلة ديكتاتور وضيع ! رغم ثقل الذاكرة العراقية بهذا الكم من الأنتهاكات التي تعرضت له كراماته وأقتصادياته وبيئته وفوق هذا وذاك عقيدته وتدينه . مازال حبيس ( القنابل البشرية التي لوثت الحياة ) وبالسيارات التي تحمل الموت والثُكل واليتم للعراقيين , وتفخيخ كل مايمكن العثور عليه من جثّة حيوان أو آلة قديمة أو مايلقى في الأرض من أشياء .

ومن البداهة أنّ كل تردي في الواقع الأمني يقابله تردي في المجالات السياسية والخدمية والأجتماعية . أمّا في الجانب السياسي فالأحزاب تتهم بعضها بعضاً ومنها من يوظف عمل الأنتحاريين كأداة لأسقاط خصمه السياسي , وأي تشضي في كتلة الحكومة هو خمول سياسي وردائة وتبعثر في القرارات السياسية . مما يضفي الى نفس المقدمة , أزدياد في قتل الأنسان العراقي وتخريب بيئته .

وأمّا من ناحية الجانب الخدمي والأقتصادي . فهذا يرتبط أولاً بالجانب السياسي من خلال الحيثية التي تكونت من خلالها الحكومة والبرلمان ( لأن المحافظيين ومدراء المجالس صعوداً نحو الوزراء نجد أرتباطهم بزعاماتهم الحزبية نوعا ما وليس برئيس الحكومة , وكل أعمار أو الأرتقاء بجانب خدمي معين يحسبه البعض فوزاً لحزب رئيس الحكومة ! وهذة من أهم أسباب التردي في الخدمات التي تمنح المواطن واقعاً خدمي مأساوي ) . وثانياً تقل وتختفي في مناطق من محافظات العراق الأستثمارات الأجنبية , ورحيل أثرياء البلد نحو بلدان أكثر أمناً وخصباً لجني الأرباح , وأنكفاء السياسيين الوطنيين في محاربة الأرهاب وتتبعه , فيقل تركيزهم على الجانب الخدمي , لأن حياة الأنسان أثمن من شارع,, متسخ .

وطالما ترددت عبارات تحمل العقد الأجتماعي والحرب الأهلية أو التعايش السلمي بأنه مستهدف من قبل بقايا من زبل التأريخ من القاعدة وصنيعاتها . وحلّل ومحص ودقق البعض حول غايات الأرهاب وما السعي وراء قتل العراقيين فأ خلصوا الى نتيجة مفادها ( تمزيق اللُحمة الوطنية ) . وهذة هي الحقيقة الكامنة خلف كل الأجراءات منذ بدايات تسلط حزب القمع عام 1979 الى يوم الناس هذا . قد أختلفت الأساليب وفق المعطيات لكنها أتحدت في الهدف المنشود وهو تحويل عراق الزعيم عبد الكريم قاسم الى أقطاعيات دينية وقبلية وحزبية . كي تكون ولاءاتها متفرقة ايضاً ومتعارضة . ومن خلال هذا الأجراء المتجرد عن كل القيم الأنسانية على أختلاف مراحلها . ومن خلال هذة الممارسات الكارثية بحق الآمنيين المبدعيين الذين طالما عُرفوا بالحصافة والعلم والفن ودينياً ( العراق عاصمة الأسلام الفكري , ومكة المكرمة عاصمة الأسلام الروحي ) .


بات من العدل بمكان أستحداث وتفعيل قانون الأعدام فوراً وبطريقة تكون من أسوء الطرق عالمياً , لأنّا قتلنا بأوحش وأسوء طرق القتل المتعمد .

حقيقة لابد أن يدركها ( العراقي الغير شيعي ) بأن أستهداف المسلمين الشيعة دون غيرهم أو قل بأغلبية تتفوق عدداً على سواهم , هو أستهداف لكل عراقي مهما كانت ديانته ومذهبه ومدرسته الأجتماعية , لأن السيارة حين تنفجر قد تقتل الشيعي لكن تقتل أيضاً سمعة البلد عالمياً , وتزيد من تراجع أقتصاده , وتلويث مدنة . وهذا سيشمل الشيعي وغير الشيعي .
وحتى وأن تغيّرت حكومة السيد نوري المالكي سوف لن تتغير القاعدة ومن ورائها لتهشيم عظام العراق وأخراس صوته الجهوري الذي كان أنبثاقاً يمنح العالم بكل ما يحقق للانسانية من سعادة وعدالة . لأن المستهدف هو الفرد العراقي بحياته وأمنه وأقتصاده وسمعته العالمية وليس السيد المالكي كرئيس للحكومة .


أنّ أستحداث قانوناً يمكّن القوات العسكرية والأمنية من أعدام كل أرهابي تمّ صيده هو عملية أستبدال عشرات العراقيين الشرفاء , بقاذورة من قاذورات القاعدة وصنيعاتها . وهذا سيحقق جزء كبير من العدالة التي هي وضع الشئ في موضعه , وهل يتناطح كبشان حول أن قاع الأرض هو المكان الملائم جداً لخصوم الحياة والشمس والأنسان والجمال ؟

ومن الغرابة أن نجد في بلد,, تجمعت فيه كل المنظمات الأرهابية وتعمل على أرضه مثل العراق , ونلاحظ أنّ لجمعية حقوق الأنسان نشاطاً أكبر وأوسع من المحاكم الجنائية ! أنّ هذة الغرابة لايمكن أن تستمر أن أردنا حياة تليق بكرامة الأنسان وتمنحه السعادة . ولاينبغي أن تكون حياة الأنسان عباً ثقيلاً عليه , لأن الخوف المستمر من القتل هو لاشك تعكيراً لصفو الحياة وعبأً يُضاف الى أعباء الحياة .

نحو أسوء حالة أعدام في العالم بحق من تمّ صيده من جرذان الأرهاب متلبساً في جرمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟