الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في إصدار : النفي و العنف في الغرب الإسلامي للباحث حميد الحداد

جواد التباعي

2013 / 10 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر مؤخرا عن دار إفريقيا الشرق وضمن منشورات 2013 كتاب " النفي و العنف بالغرب الإسلامي " للباحث حميد الحداد. في كتاب من الحجم المتوسط صمم في طبعة أنيقة تتصدر واجهتها لوحة زيتية لأحد الأبواب التاريخية بالمغرب ويتكون من 263 صفحة يضم قسمين رئيسيين :
القسم الأول يتناول بالدراسة و التحليل عقوبة النفي في الغرب الإسلامي بصفة عامة في أربع فصول تقع في 194 صفحة . بينما يدرس القسم الثاني مظاهر العنف بالغرب الإسلامي من خلال كتاب " الصلة "لابن بشكوال في 47 صفحة .ذيله الباحث مؤلفه بقائمة بيبلوغرافية تضم 63 من امهات المصادر العربية لتاريخ العصر الوسيط الإسلامي ، وحوالي 97 من المراجع العربية الحديثة و 15 مرجعا أجنبيا . وجدول من الملحقات
القسم الأول : عقوبة النفي ويضم أربعة فصول
في الفصل الاول قدم المؤلف التعريف اللغوي و الإصطلاحي لكلمة النفي أو التغريب معتبرا إياها عقوبة تكميلية مذكرا ببعض الحالات التي كان فيها التغريب عقوبة اساسية
وجاء الفصل الثاني تفصيلا لمجموعة من اسباب العنف مركزا على الأسباب السياسية التي جمعها في الفتنة القرطبية ،و الزحف الهلالي ،وضعف الدولة الموحدية. الى جانب الصراعات العائلية على السلطة ،والخروج على السلطة القائمة ، وانتشار ظاهرة التصوف ، وانتشار بعض الافكار الفلسفية المعارضة
الاسباب الاقتصادية والاجتماعية فعلى المستوى الاجتماعي درس الفساد ، العشق ، الهجاء ، النقد والخروج عن تقاليد القبيلة ، اما على المستوى الاقتصادي فركز تبذير اموال الدولة ، و الطمع في ممتلكات المغربين ابرز الاسباب .
في حين درس الفصل الثالث طبقات المنفيين وعلى رأسهم الحكام خلال فترات الصراع القبلي والعائلي للإستئتار بالسلطة ، و الخيانة السياسية ، و فساد التسيير ، ليخلص الى ان النفي لم يكن دائما مظهر عنف واستبداد بقدر ماكان عادلا معززا دلك بمثال عن نفي المرابطين لملوك الطوائف .
يليهم الوزراء بسبب الدسائس و السعايات ، التكبر و الغول في السلطة واجتياز الخطوط الحمراء , ثم الولاة بفعل الحسد و الغيرة ،وسوء التصرف مع الرعايا .
لم يسلم الادباء خلال فترات الانتقالات والفتنة القرطبية و الزحف الهلالي صمتت اصوات وفرت اخرى وغربت ثالثة ومن المتناقض ان عصر ملوك الطوائف عرف انتعاشة فكرية بسبب الصراع الفكري بين الممالك وقد صور الادباء معاناتهم خلال هذه المرحلة القضاة و الفقهاء بسبب ميولهم للسلطة و المعارضة ،الاستبداد التآمر لقلب نظام الحكم ، التشيع . العنف لم يستثن المتصوفة خاصة عن طريق الاستنطاق والتحقيق ووضعهم خارج الشرع ومحاولة التدجين وتم تعذيب الفلاسفة في إطار محاربة الفكر العقلاني الزندقة والكفر المؤامرة
درس الفصل الرابع أهم مجالات النفي حيت اكد الحداد على أن النفي و الجلاء اتخذ صورة جماعية خلال عصر ملوك الطوائف ، وهجر الموحدون القبائل لتعمير عدة مناطق في الأندلس كما في المغرب مركزا على مدن :
قرطبة : خاصة خلال فترة " الفتنة القرطبية " نفيا وخروجا بفعل موقها الوسطي
اشبيلية : المرتبة الثانية خاصة خلال فترات الانتقال
غرناطة : بسبب الصراعات وضعف الوازع الديني
بلنسية : كانت في غالب الفترات مركز استقبال شرق الاندلس
طليطلة ، سرقسطة ،الميرية ، مرسية ، بطليوس ، إضافة إلى باقي المدن الاندلسية
كشاطبة وميورقة ومالقة و الجزيرة الخضراء .
أما مدن عدوة المغرب التي تعرضت لها الدراسة فهي على التوالي مراكش لصعوبة نفي الفرد منها .وفاس نقطة لقاء القبائل السهل والجبل .وسبتة لدورها المحوري إضافة إلى اغمات وافريقية وبجاية
القسم الثاني : مظاهر العنف من خلال كتاب الصلة لابن بشكوال
بستهله بتعريف ابن بشكوال القرطبي ويسرد تفاصيل حياته العلمية ، لينتقل الى التعريف بكتاب الصلة الذي هو في الاصل مجموعة من التراجم. مبديا بعض الملاحظات حوله ،ومبرزا دوره المهم كمادة خام للمؤرخ و الباحث بحكم اعتماده على مصادر مفقودة اليوم مشيرا الى اعتماد المؤلف على معطيات رقمية مهمة تصلح للمقاربة الكمية للتاريخ .
ينتقل الباحث بعد ذلك إلى دراسة المؤالف بالتركيز على مظاهر العنف ويعتبر ان السجن كان في مقدمتها محددا طبقات السجناء لينتقل الى دراسة التصفية الجسدية ، ثم الاغتيال و التمثيل (المثلة) مقسما اياه الى الصلب لكامل الجسم و العبث بالجثث
ويختم دراسته بتناول بعض مظاهرالذبح ليخلص الى اهمية كتاب الصلة في توضيح درجات القهر وأشكال الطغيان السائدين خلال فترة حياة مؤلفه
*خلاصات الكتاب :
لقد تحول العقاب بالغرب الإسلامي في احايين كثيرة الى عنف نتيجة عدم الالتزام باحكام الشريعة مع طغيان العقاب السياسي
شمل النفي مختلف الشرائح الاجتماعية وخلل البنية البشرية للغرب الإسلامي
برزت التاتيرات النفسية للعقوبة من خلال الشعر الاندلسي التي صورت الخوف والهلع المنتشرين.
ضياع العديد من المؤلفات نتيجة الترحيل و الترحال وتراجع وضعية التعليم
تدهور النشاط الاقتصادي للمدن الكبرى وبالمقابل توسع مملكة بني حمادو بالتالي غياب العدل و الانصاف و الخضو ع للنظام الاوتوقراطي الدي يرسخ الهيمنة و التسلط و الاكراه
* مؤخذات حول الكتاب :
قام الباحث بعملية الإسقاط المصطلحي من خلال استخدام مصطلحات معاصرة على العصر الوسيط كالنفي ،و اللجوؤ السياسي عوض الاغتراب و التغريب. إلى جانب الاستنطاق ،والتحقيق،والاقامة الجبرية،التصفية الجسدية .
ركز الكاتب في احيان عديدة على نماذج لللباحثة فاطمة طحيطح دون غيرها
استخدم تقنية الجداول عند تعدد الحالات لكن وضعها كملحق أحدث تشويشا للقارئ
*ايجابيات الكتاب :
وبالمقابل وفق الكاتب بشكل كبير في رسم صورة عن طبيعة الدولة في الغرب الاسلامي وعلاقاتها برعاياها لكشف البطيء و السريع في تطور بنية الدولة المغربية
كما تكمن من تجاوز عائق قلة الدراسات التاريخية التي تعنى بالجريمة وتجلياتها الى مختلف العلوم الانسانية وفي مقدمتها علم الاجتماع وعلم الاناسة .
لتبقى الدراسة التي بين ايدينا محاولة جادة لتجديد الكتابة التاريخية خاصة على مستوى المواضيع بحكم ان الجريمة من الثوابت في تاريخ الانسان ومساهمة متميزة في إغناء الإستوغرافية الاسلامية الوسيطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد