الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة ديمقراطية المالكي

حسين خاني الجاف

2013 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نيويورك تايمز، رمزي مارديني وايما سكاي
كانت آخر مرة زار فيها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي البيت الأبيض في تشرين الاول 2011 مفعمة بالامل. . وكان الرئيس أوباما قد انهى لتوه احتلال عسكريا دام لمدة ثماني سنوات ، وتهدف لفتح صفحة جديدة و إقامة علاقة طبيعية بين دولتين ذات سيادة .
لكن السيد المالكي لم يلتزم بالشراكة ، من جانبه اشاد السيد اوباما بضيفه "كزعيم عراقي منتخب يتمتع بالسيادة ، معتمد على ذاته " وبمجرد عودة المالكي الى بغداد بداء بالحملة الاستبدادية ضد القادة السياسيين من العرب السنة – المشاركين بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة .
الازمات السياسية التي اثارها الماكي ادت الى آثار سلبية ، وقوضت سنوات الجهود الامريكية لدمج العرب السنة في العملية السياسية . وساءت التوترات بسبب تحول الحرب الاهلية في سوريا الى حرب طائفية ، وحرب اقليمية بالوكالة. كما وانعش عدم الاستقرار حياة جديدة للتمردين السنة في العراق ، واعادو تحصين انفسهم وثقتهم بالمليشيات، وتلاشي تعاون زعماء القبائل التي كان لها الدور الحاسم خلال زيادة عديد القوات الامريكية عام 2007.
وارتفعت وتيرة العنف في العراق الى مستويات لم تشهدها منذ عام 2008 ، حيث اقتربت اعداد الوفيات الى 1000 قتيل في الشهر الواحد، وقد اكتسب تنظيم القاعدة القوة ، كما وازدادت تهديدات المليشيات الشعية بالعودة مرة اخرى، والخوف من عودة حقبة الانتقام الطائفي بلغت اعلى مستوياتها.
وفي خضم هذه العاصفة ، من المقرر ان يعود المالكي الى البيت الابيض هذا الاسبوع ، لغرض التماس المساعدة الامنية من الولايات المتحدة. ومحاربة الارهاب يقع في صميم اهتماماتهم المشتركة. ولكن بسبب تحضير المالكي لترشيح نفسه لولاية ثالثة في عام 2014 يجب على السيد اوبام ان يصر على الالتزام بالمعايير الديمقراطية كشرط لكسب المعونة الامريكية .
ومنذو حصوله على ولاية ثانية في عام 2010 رسخ المالكي نفسه بشكل متزايد بسبب حملة منظمة لتوطيد السلطة وتطهير قوات الامن غير الموالين. وبعد حصوله على المنصب مرة اخرى والتي جاءت من خلال التوصل الى حل سياسي بين اقوى القوى السياسية ، وارادة البقاء هو ما عرفت به حكومة المالكي . فبالنسبة له، فان القومية والطائفية ليست ايديولوجية بقدر ما هي ادوات لتحقيق مصالحه السياسية .
وما يثر القلق هو ان السيد المالكي لا يبالي باصل محنة العراق. في الواقع ، يجب ان يطيح به في انتخابات العام القادم ، وهذا لن يغير من اولوية البقاء في الحياة السياسية العراقية. ان غريزة البقاء فوق كل شي متأصل من دولة مؤسسات محطمة ، وسياسة الخوف والنسيج الاجتماعي المتوتر مع شعور ضعيف من التماسك الوطني .
العراقيين في حالة صدمة من جراء تعرضهم للموت والدمار لعقدا من الزمن ، والتاريخ الطويل من العقوبات والحرب والطغيان . عدم رغبة النخب الى الانخراط في مصالحة وطنية حقيقية يؤدي الى انعدام الثقة المجتمعية ويضمن بقاء الطائفية .
الثقافة السياسية العراقية السامة ادت الى تلاشي المؤسسات الديمقراطية التي انشاءت في ظل الاحتلال. صحيح هناك دستور موجود ولكن العراق ليس دولة دستورية ،حيث ان البرلمان يمرر المشروع ولكن انتقائية القانون هي السائدة-;- والانتخابات هي بالكاد مجرد لعبة لتقسيم الغنائم بين النخب الفاسدة -;- والحكومة تكسب ارباح ضخمة من صادرات النفط ولكنها تفشل في تقديم الخدمات الاساسية في حين يعيش ربع العراقيين في فقر مدقع.
موازين القوى الداخلية فشلت في الظهور. وبدلا من ذلك ، فان النظام السياسي العراق يفضل رئيس الوزوراء على السلطة التشريعية والسلطة القضائية وبقية الطبقات السياسية، والحكومة المركزية على الحكومات الاقليمية والمحافظات.
يجب على السيد اوباما اعادة النظر في التوازن بين القوة الامريكية الصلبة والناعمة في تشكيل مستقبل العراق. بدلا من الرهان على وجود علاقة على غرار الحرب الباردة التي تركز على الامن ، يجب ان يكون لدى الولايات المتحدة وجهة نظر بعيدة المدى.
يجب على امريكا ان تساعد على دمج العراق مع النظام الاقليمي . والذي من شانه ان يساعند على تعميق وتوسيع التجارة العراقية الدولية ، وتحسين دورها في الدبلوماسية الاقليمية ، وتساعد على تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.
كما ويتعين على الحكومة الامريكية تشجيع تلك العملية الانتخابية داخل العراق والتي ستؤدي الى تشكيل حكومة اكثر تمثيلا . تقسيم الدوائر الانتخابية على اساس وحدات جغرافية اصغر يمكن ان تعطي سلطة اوسع للشعب العراقي، مع ضمان المنافسة على السلطة والموارد الطبيعية بدلا من المنافسة الطائفية . ومن شان ذلك ان يسمح بتشكيل تحالفات بين الطوائف المتنازعة وحول مصالح المشتركة .
واخيرا يتعين على الولايات المتحدة دعم الشعب العراقي ، وليس تفضيل شخصية معينة او طائفة . وفي الوقت الذي تدينة في الارهاب ، يجب على الولايات المتحدة ان تدين انتهاكات حقوق الانسان. وفي كثير من الاحيان فان السيد المالكي قد اساء فهم دعم الولايايت المتحدة لحكومته باعتباره تفويضا مطلقا لسلوك متصلب .
قبل كل شي على السيد اوباما ان لا يخطئ مرة اخرى ، فالعراق في احسن احواله لديه ديمقراطية بدون ديمقراطيين والعراقيين يستحقون افضل مما هم عليه الآن .
ترجمة حسين خاني الجاف
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل